من أجل تأكيد الصحوة

يخوض الفريق الوطني المغربى لكرة القدم، مساء اليوم، مباراة أخرى رسمية تدخل في إطار تصفيات مونديال قطر 2022، حيث سيواجه منتخب غينيا، وهى المباراة المؤجلة عن الدورة الثانية، والتي كان من المقرر أن تجرى بالعاصمة كوناكري الشهر الماضي، إلا أن ظروف الانقلاب الذي عرفتها دولة غينيا حالت دون ذلك.
المؤكد أن الأجواء الصعبة التي عاشتها البعثة المغربية هناك، سترخي مرة أخرى بظلالها على مخيلة وأحاديث أعضائها، إذ لا يمكن بسهولة نسيان لحظات الهلع والخوف التي عاشها الجميع، إثر سماع دوي إطلاق نار كثيف، غير بعيد من الفندق الذي كان يقيم فيه المنتخب المغربي.
وهنا لابد من استعادة أهمية التدخل الفعال من طرف أعلى سلطة بالمغرب، تدخل ساهم بكثير من الفعالية والسرعة المطلوبة، في إيجاد حل سريع للإشكال، مما ساهم في ضمان سلامة جميع أعضاء البعثة، وأكد على حقيقة لا مجال فيها للشك، وهى أن المغرب دولة تتمتع بكثير من المصداقية، ودرجة الاحترام والتقدير على الصعيد القاري، بفضل السياسة المتوازنة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس.
كل هذا أصبح جزء من الماضي، إلا أنه من الضروري أن يشكل حافزا مهما قصد مواصلة المسار الايجابي الذي حققه أسود الأطلس بالمجموعة التاسعة، ثلاث انتصارات في ثلاث مباريات، كلها كانت داخل المغرب، وينتظر أن يتحقق مساء اليوم الانتصار الرابع على التوالي، حتى ولو حساب منتخب غيني يحلم من جانبه في تقديم أفضل مستوى، يمكنه من مواجهة فعاليات أسود الأطلس.
منطقيا لا ينتظر إدخال تغييرات على التشكيل الأساسي الذي لعب مباراتي غينيا بيساو، نفس الشيء بالنسبة للرسم التكتيكي المتبع والذي أبان عن فعالية ملحوظة، عشرة أهداف في ثلاث مباريات بدون تلقي أي هدف، حصيلة جد إيجابية، تؤكد على المسار التصاعدي الذي دخله أصدقاء العميد غانم سايس خلال المباريات الأخيرة.
لا يمكن إحداث تغيير على التشكيل والرسم التكتيكي على أمل الوصول إلى تكريس التجانس المطلوب بين مختلف الخطوط، فسواء بحراسة المرمى أو خطي الدفاع والوسط، لا يمكن أبدا أحداث على تغيير، إلا إذا كان اضطراريا، كما أن الضرورة تفرض الحفاظ على أيوب الكعبي كقلب هجوم استعادة فعالية التهديف، وأصبح في ظرف وجيز عنصرا لا غنى عنه في الخط الأمامي للمنتخب المغربي.
المباراة ضد غينيا فرصة كبيرة، للاستمرار في تأكيد الصحوة، والأكثر من ذلك كسب المزيد من الدعم والمساندة من طرف الجمهور الرياضي الذي أصبح يترقب إمكانية عودة الروح لفريق وطني، بعد حالة التذمر العامة التي كان يشعر بها كل عشاق أسود الأطلس.

>محمد الروحلي

Related posts

Top