أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امبركة بوعيدة، أول أمس الاثنين بالرباط، أن المغرب يقدر، حق قدره، دعم كافة دول جزر المحيط الهادي للجهود الأممية من أجل التوصل إلى حل سياسي، دائم ومقبول من لدن جميع الأطراف للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.
وقالت بوعيدة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الملتقى الثاني المغرب-جزر المحيط الهادي، إن “المغرب يقدر، حق قدره، دعم كافة دول جزر المحيط الهادئ للجهود الأممية من أجل التوصل إلى حل سياسي، دائم ومقبول من لدن جميع الأطراف للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، عبر انخراط جميع الأطراف المعنية في مفاوضات مكثفة، جوهرية وبحسن نية”.
وأعربت عن ارتياح المغرب لموقف دول جزر المحيط الهادي الذي يرتكز على المقترح المغربي المتعلق بجهوية موسعة بمنطقة الصحراء، والذي وصف بالجاد وذي المصداقية والواقعي، ويشكل أساس تسوية هذا النزاع الذي طال أمده”، موضحة أنه “على هذا الأساس قطعت دول جزر المحيط الهادئ جميع علاقاتها مع الجمهورية الصحراوية المزعومة”.
وعلى صعيد آخر، قالت بوعيدة إنه فضلا عن التعاون التقني والمالي فإن “انعقاد هذا الملتقى يعكس أيضا الإرادة التي تحذونا للمزيد من تعميق الحوار السياسي على أعلى مستوى”، مشيرة إلى أنه في مجال التعاون متعدد الأطراف داخل المنظمات الدولية، فإن المغرب وجزر المحيط الهادئ كانا دائما متفقين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ويعملان على تغليب الحلول السلمية لتسوية النزاعات عبر التفاوض والحوار. وأكدت أن هذا اللقاء، الذي ينعقد بالرباط، بعد مرور ثلاث سنوات على انعقاد الدورة الأولى لملتقى المغرب-جزر المحيط الهادئ في دجنبر 2012، يعكس بالفعل “إرادتنا الراسخة لبناء مستقبل مشترك بإعطاء دفعة جديدة لعلاقاتنا القوية أصلا”، موضحة أن لبنات العلاقات الثنائية بين بلداننا تم إرساؤها بفضل الجهود الحثيثة للوزارة وسفراء جلالة الملك بأستراليا وإندونيسيا ونيويورك، والتي ساعدها في ذلك السيد تيري مولان، المبعوث الخاص للمغرب إلى دول جزر المحيط الهادئ والقنصل الشرفي العام للمغرب بسيدني.
وقالت إنه “خلال السنوات الأخيرة، تمكنا من جني ثمار جهودنا المتواصلة، من هذا الطرف وذاك، بفضل مضاعفة تبادل الزيارات، وخاصة على مستوى سامي الموظفين ووفود الخبراء، وذلك بهدف استكشاف فرص التعاون في الميادين ذات الاهتمام المشترك التي تحظى بالأولوية”، مسجلة أن المشاركة الفعلية والنشيطة لسامي المسؤولين بدول جزر المحيط الهادي في الدورة الأولى لملتقى كرانس مونتانا، الذي عقد في مارس الماضي، بمدينة الداخلة، حظي بتقدير عال من طرف المغرب.
وأضافت أن المغرب قرر، على إثر التوصيات التي تم اعتمادها خلال الدورة الأولى، تنظيم الدورة الثانية من هذه التظاهرة بشكل مختلف من أجل إعطائها زخما جديدا عبر إرساء معايير جديدة للتعاون، مبرزة أن المغرب جاهز لتقاسم خبرته وتجربته في مختلف القطاعات كالبيئة والبنيات التحتية والطاقات المتجددة وتدبير الماء والصحة والفلاحة والصيد البحري والسياحة والفوسفاط والمعادن وكذا في مجال الأمن.وأعربت بوعيدة عن أملها في أن يشكل هذا المنتدى أرضية مناسبة لتدارس مشاريع ملموسة بناء على أساس خلاق يتيح عقد لقاءات ثنائية شخصية بين مسؤولين سامين من حكومات جزر المحيط الهادي من جهة، وأعضاء الحكومة المغربية ومسؤولي القطاعات المغربية المعنية من جهة أخرى، كما أعربت عن أملها في أن يتوج هذا اللقاء بإقرار مخططات عمل برسم كل دولة وكل قطاع بناء على مقاربة تكون بمقتضاها كل دولة مدعوة إلى تحديد مجالاتها ذات الأولوية.
وبعد أن أبرزت الأهمية البالغة لهذا اللقاء الذي يعقد بعيد أشغال مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 21) الذي استضافته باريس مؤخرا، قالت السيدة بوعيدة إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطابه الموجه إلى هذا المؤتمر، كشف عن الآثار السلبية المباشرة للأزمة المناخية التي تضرب بالتحديد الدول الجزرية الصغيرة، مؤكدة أن المغرب بادر من تلقاء نفسه، في ظل روح الوعي والتضامن المذكورة، إلى الترشح لتنظيم (كوب 22) من 07 إلى 18 نونبر 2016 بمراكش حيث سيكون في طليعة المدافعين عن مصالح الدول الأكثر هشاشة.
من جهته، كشف رئيس جمهورية كيريباتي، سي أنوت تونغ، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في مرحلة دقيقة بالخصوص بعد (كوب 21) بباريس والاتفاق التاريخي حول المناخ الذي تم التوصل اليه بالمناسبة، مؤكدا أنه على المغرب التموقع بشكل جيد من أجل تفعيل الإلتزامات (التي تعهد بها ) في هذه القمة العالمية.
وأضاف أن “هذا المنتدى يشكل إطارا مناسبا لتقوية علاقات الشراكة بين المغرب وافريقيا، ومن هنا تنبثق ضرورة استكشاف مجالات جديدة للشراكة”.
وأشار رئيس منتدى جزر المحيط الهادي، وزير الشؤون الخارجية لبابوا غينيا الجديدة، ريمبينك باتو، أن هذا “المنتدى يشكل مناسبة لإرساء أسس تعاون مستقبلي بين المملكة المغربية ودول جزر المحيط الهادي ويمثل فرصة جديدة لدولنا”، مشددا على أن المغرب، بالنظر الى تاريخه وموقعه الجغرافي وخبرته، يشكل جهة جديدة للشراكة مع دول جزر المحيط الهادي.
وأضاف أن هذا “اللقاء يشكل أيضا فرصة لوضع مخطط عمل من أجل التوصل الى حلول للمشاكل المطروحة المتعلقة على الخصوص بالنقل والسياحة والتربية والبنيات التحتية”.
ويشارك في منتدى المغرب-جزر المحيط الهادي، المنظم ما بين 13 و 16 دجنبر الحالي بالرباط من طرف الحكومة المغربية، بالشراكة مع منتدى كرانس مونتانا، مسؤولون سامون، وسفراء، ووزراء الاقتصاد، والتجارة الدولية، والصحة، والنقل، والمعادن، والصيد البحري والبيئة بدول جزر المحيط الهادي.
المغرب يقدردعم دول جزر المحيط الهادئ للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء المغربية
الوسوم