حملت مخلفات الدورة التاسعة عشرة من البطولة الاحترافية لكرة القدم، مستجدا مثيرا على مستوى مقدمة الترتيب، يتمثل في تمكن فريق الرجاء البيضاوي من تقليص الفارق، بينه وبين الجار الوداد المتصدر، إلى 3 نقاط.
فإلى حدود الدورة (17)، كان الفارق ثماني نقط، ليسود الاعتقاد أن صاحب الريادة قادر على توسيع الهامش، أو الحفاظ -على الأقل- على الفارق، إلا أن العكس هو الذي حصل تماما، مما أشعل المنافسة من جديد على لقب البطولة.
وهنا نستحضر تصريحا سابقا للمدرب وليد الركراكي، حين قال إن الرجاء مرشح أول لحصد لقب البطولة الاحترافية هذا الموسم، معتبرا وأن الوداد ليس المفضل للتتويج، بل الرجاء هو الأبرز، بتعاقده مع تسعة لاعبين، مضيفا : “نحن، لم نوقع مع أي لاعب، هم المرشحون وليس نحن”، ويقصد هنا بطبيعة الحال الفريق الأخضر.
لا أعتقد أن وليد كان جديا في توقعه، وبقدر ما كان يحاول كالعادة “تقطار الشمع” على الغريم التقليدي، وهو المتعود على مثل هذه الخرجات، الهدف منها السخرية وإثارة الانتباه، وهو نفس الأسلوب الذي كان يفضل اتباعه، عندما كان مدربا لفريق الفتح الرباطي.
إلا المدرب الشاب، لم يكن يعتقد على مايبدو ، أن المعطيات قد تنقلب رأسا على عقب، وعلى بعد 11 جولة من انتهاء الموسم، بعدما أصبحت المنافسة منحصرة بنسبة كبيرة بينهما، ولم يعد هناك مرشح ثالث أو حتى رابع، ما دامت كوكبة المطاردة المشكلة من نهضة بركان والجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي والمغرب الفاسي، لا تستقر نتائجها على حال، تحقق الفوز خارج الميدان، كما يمكن أن تحصد الهزيمة بعقر الدار، أو تكتفي بنتيجة التعادل.
ودائما في ارتباط الوداد بحظوظ تتويجه بلقب البطولة، يلاحظ نوع من التناوب بينه، وبين باقي الأندية الوطنية، فقد تعود المتتبعون على هذا التناوب، منذ ترأس سعيد الناصيري، كلما فاز فريقه باللقب، يخفق تلقائيا في الحفاظ عليه الموسم الموالي، وكأن هناك “اتفاقا”مع جهة غير معلنة، على ترتيب الأمور على هذا النحو.
فخلال السبع السنوات الأخيرة، أي منذ سنة 2014، فاز فريق الوداد بأربعة ألقاب، فترة زمنية تخللها فوز كل من الفتح واتحاد طنجة والرجاء، أي أن الفريق الأحمر لم يستطع الحفاظ على اللقب، في الموسم الموالي، علما أنه يكون قريبا من المركز الأول، أو ينهى الموسم في الصف الثاني.
فهل سيتكرر نفس السيناريو خلال سنة 2022 ؟ وهل هناك نية للتخلي عن اللقب هذه السنة كذلك؟…

>محمد الروحلي