بدون سابق إنذار، اندلعت حرب تصريحات، بين رئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع، ومدرب الفريق الوطني لكرة القدم، البوسني وحيد خاليلوزيتش.
مستجد غير بسرعة المعطيات السابقة، والتي كانت تفيد بإمكانية الحفاظ، على نفس تركيبة الطاقم التقني المشرف على المنتخب المغربي، وقيادته خلال مونديال قطر 2022.
فمباشرة بعد تحقيق التأهيل على حساب الكونغو الديمقراطية، خرج لقجع بتصريح خص به جريدة “الصباح”، قال فيه كلاما جميلا في حق وحيد، إلى درجة وصفه بـ “الراجل” الذي رفض عروضا مالية مغرية، مفضلا البقاء على رأس الإدارة التقنية لـ “أسود الأطلس”، وأنه كان وراء اكتشاف لاعبين جدد، وأنه بنى فريقا جديدا على أنقاض تركة هيرفي رونار.
إلا أن نهاية الأسبوع، شهدت تغييرا بـ 180 درجة، فاجأ به لقجع الجميع، تغيير في النبرة والمواقف وحتى الأبعاد، بالتأكيد على أن المنتخب المغربي أهم من الأشخاص، وأن خاليلوزيتش قد يستمر وقد يرحل، وأصحاب القرار لديهم الوقت الكافي لمناقشة الموضوع، وتحديد مصير المدرب، سواء بالبقاء أو المغادرة، أما القرار النهائي فسيتخذ في الوقت المناسب.
فما الذي حدث داخل الكواليس؟ إلى درجة جعل المسؤول الأول عن تدبير شؤون المنتخب الوطني، يفتح الباب مجددا حول إمكانية الاستغناء عن هذا المدرب المثير للجدل، والذي تحولت مسألة تغييره إلى مطلب جماهيري ملح، إلى درجة أن لقجع نفسه وقف على حدته وجديته، مباشرة بعد نهاية مباراة الكونغو الديمقراطية.
المثير في هذا الإطار، أن المدرب البوسني لم يتأخر كثيرا في الرد، بعد أن فاجأ الجميع بتصريحات جعلت حتى المؤيدين له يخرجون بقناعة، تتجلى في كونه بالفعل رجلا عنيدا بتفكير غارق في الأنا: “عندو بحال الرباح بحال لخسارة”.
ففي حوار خص به إحدى الجرائد المحلية بصربيا جار بلده الأصلي، قال خاليلوزيتش، أنه غير مكترث بما أدلى به لقجع، وليس لديه أي تعليق على الأمر، وغير مهتم نهائيا بتصريحات رئيس الجامعة.
ومن التصريحات المثيرة أيضا التي أدلى بها في نفس الحوار قوله: “لا تصفوني بالديكتاتور، إن هذا الأمر يزعجني بشدة، بإمكانكم أن تكتبوا وتعلقوا وتنتقدوني، لكن حينما تنعتوني بالديكتاتور فإن ذلك يقودني للجنون”.
كل هذا يؤكد بالفعل أن “ساع المدرب قربات”، وأن ما قاله لقجع، أعاد فتح الباب مجددا حول إمكانية الاستغناء عنه قبل المونديال، وأن هناك نقاشا داخليا لاختيار خليفته وطرق وحيثيات تغييره، هذا إذا عرفنا أن وحيد استوفى بنود العقد الذي يربطه بالجامعة، بتحقيقه التأهيل للمونديال، أما ما يهم كأس أمم إفريقيا، فهو بند في علم الغيب…
نعم لتغيير وحيد، لكن لابد من التفكير أكثر من ألف مرة، بخصوص الاسم الذي سيخلفه، تفاديا لارتكاب خطأ آخر، والتعاقد مع اسم لا يتناسب “بروفايله”، مع شروط ومتطلبات وحيثيات المرحلة القادمة.
فالحذر كل الحذر أن تتم مرة أخرى مسايرة رغبات اللوبي الفرنسي، لوبي متجذر لا يتردد في الضغط كالعادة من أجل تثبيت اسم من الأسماء الفاشلة، هذا اللوبي همه الوحيد توظيف أحد المدربين العاطلين عن العمل، حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة المنتخب المغربي، فالأمر لا يهم بالمطلق.
نعم للتغيير، لكن لا لمدرب فرنسي آخر عاطل عن العمل، فالأكفاء قلائل، وأغلبهم لا ينتظر هدية من لوبي يتحين الفرص.
< محمد الروحلي