طبق كروي وسوبر مغربي بطعم إفريقي، شهده مساء أول أمس السبت، مركب الرباط، وكان طرفاه فريقي الوداد البيضاوي ونهضة بركان، في سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة لكرة القدم الوطنية.
فريقان مغربيان في موعد السوبر الإفريقي، مكسب لا يمكن أن يحدث كل سنة، وإن كان يعكس القيمة التي أصبحت تتمتع بها حاليا الأندية الوطنية على الصعيد القاري.
موعد استوفى كل شروط القيمة الاستثنائية، سواء من حيث الحضور الجماهيري اللافت، والمستوى الجيد للفريقين المتباريين، طوق بتنظيم لم يترك أي جانب للصدفة، أضف إلى ذلك تحكيما كان حريصا على ضمان العدالة الكروية، والحق يقال إنه تفوق في ذلك، إلى أبعد الحدود.
مباراة بكل هذه القيمة، قدمت ما وعدت به، بعد أن استوفت كل شروط القمة، إذ حضرت الندية، والصراع التكتيكي، معززة باندفاع بدني ملحوظ، كما جاءت الأهداف لتؤثث الفضاء، بنوع من الإثارة المطلوبة…
المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، وهو يواجه الكتيبة الودادية بقوتها ومناعتها، كان علم بمفاتيح اللعب التي سيعتمد عليها الحسين عموتة، وعلى هذا الأساس كان تركيزه واضحا، على ربح منطقة وسط الميدان، واستغلال ضعف قلب دفاع الوداد، الفاقد للمناعة بعد انتقال أشرف داري للاحتراف، والغياب الاضطراري لفرحان، ليربح النزالات الهوائية، خاصة بمربع العمليات، دون أن يترك المساحات، ومصادرة بناء الهجمة من الخلف…
وبالفعل نجح بنشيخة في هذا التصور، بفضل توفره على آليات التنفيذ، مستغلا حدوث نوع من التراجع داخل تشكيلة بطل إفريقيا والمغرب، بسبب رحيل بعض الأساسيين، أو عدم تألق الوافدين الجدد.
كل هذه العوامل رجحت كفة النهضة البركانية، ومنحته لقبا إفريقيا أغنى رصيده، كما أكسبه ثلاثية بحث عنها طويلا، كما تمكن من تدوين اسمه ضمن سجل الأندية المغربية المتوجة بالسوبر القاري، بعد الرجاء بلقبين، والمغرب الفاسي والفتح الرباطي والوداد بلقب لكل واحد منهم.
صحيح أن الفوز عاد لفريق بركاني تحول خلال السنوات الأخيرة إلى علامة فارقة، لكن الرابح الأكبر هو كرة القدم الوطنية المتربعة على عرش كرة القدم الإفريقية، وهذه القيمة تتطلب الحرص على ضمان الاستمرارية المطلوبة، وذلك بتحسين المستوى وتطوير الآليات، وضمان الحكامة المطلوبة، مع الرفع من منسوب التدبير الحداثي واحترام التخصصات، وتطوير المؤسسات من الداخل… وغيرها من الشروط التي لا محيد عنها، إذا كنا بفعل نسعى إلى استمرار أطول فترة ممكنة عربيا وقاريا ودوليا…
محمد الروحلي