شهد مدرج الندوات بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة -فرع القنيطرة مؤخرا، فعاليات الندوة العلمية الموسومة بـ “أي دور للأرشيف المدرسي في حفظ الذاكرة الجمعية؟ “، بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين من قبيل: الدكتور جامع بيضا (مدير مؤسسة أرشيف المغرب)، الأستاذ عادل العويسي (باحث في الأرشيف)، الأستاذة عزيزة بن العراب (مفتشة تربوية لمواد الاجتماعيات)، والأستاذ عبد الباري المريني (إطار إداري متدرب – سلك تكوين أطر الإدارة التربوية).
جاءت هذه المبادرة العلمية التي نشّط فقراتها كل من الدكتورة بوشرى البوحديوي (منسقة سلك تكوين أطر الإدارة التربوية) والدكتور كريم عفريط (أستاذ مكوّن بنفس السلك) في إطار تأهيل وتحسين جودة تكوين الأطر الإدارية المتدربة وتحديث أداء الإدارة التربوية وفق التوجهات الكبرى والبرامج الإصلاحية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وتماشيا مع مستجدات التدبير الإداري والتربوي، وانسجاما مع مقتضيات الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 من خلال الرافعة الرابعة عشرة المتعلقة بالنهوض بالبحث العلمي والتقني والابتكار، وأيضا المشروع رقم 12 المتعلق بتطوير استعمالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التعليم، والمشروع رقم 16 الخاص بتقوية نظام المعلومات للتربية والتكوين.
في مستهل كلمته بهذه المناسبة، وبعد الترحيب بضيوف المركز من الأساتذة الباحثين والمشاركين والأطر الإدارية المتدربة، أعرب الدكتور سمير البردعي مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة -فرع القنيطرة عن سعادته بهذا اللقاء الأكاديمي الذي يتميّز براهنيّته ومساهمته الجادّة في الارتقاء بمستوى الممارسة الأرشيفية من جهة، ومد جسور التواصل والتعاون بين مؤسسة أرشيف المغرب والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين من جهة أخرى. كما اعتبر أن هذه الندوة العلمية تدخل في سياق تكويني وأكاديمي لفائدة متدربي أطر الإدارة التربوية، وذلك لما توفره من مادة علمية وتدبيرية وأداة لتوثيق معقلن ومنظّم.
بعد كلمته التقديمية المركزة، أفسح الدكتور سمير البردعي المجال للأساتذة الباحثين المدعوين للمشاركة في هذه الندوة، حيث قدموا مداخلات رصينة ووازنة، تؤسس جميعها لرهان كبير على المدرسة المغربية خصوصا، ومنظومة التربية والتعليم عموما، يتجلى في ترسيخ ثقافة الأرشيف.
قدّم الدكتور جامع بيضا (الذي انبرى للنبش في حفريات الذاكرة الأرشيفية المغربية) مداخلة قيمة وعميقة، ابتناها عبر ثلاث نقاط مهمة:
– لمحة تاريخية وضّح من خلالها الظروف السياقية والإرهاصات الأولى لنشوء وتشييد مؤسسة أرشيف المغرب بوصفها مؤسسة استراتيجية.
– صلاحيات المؤسسة انطلاقا من القانون 66.99 المنظم للأرشيف والدليل المرجعي لتدبير الأرشيف المغربي.
– الإنجازات والتحديات (تدبير الأرشيف في سياق الجهوية المتقدمة، تعبئة الموارد المادية والبشرية والمالية واللوجيستيكية…).
عقب ذلك، عرض الكاتب والباحث في الأرشيف الأستاذ عزيز العويسي من خلال مداخلته الهادفة قراءة نقدية في القانون 66.99 المنظم للأرشيف الصادر في 30 نونبر 2007، حيث قام بتشريح أبرز مواده واستنطاق مدلولات نصوصها وأبعادها وبياضاتها في علاقتها مع التحديات الكبرى لتنزيل ونشر الثقافة الأرشيفية داخل المجتمع المدرسي.
في مداخلتها المعنونة بـ ” الأرشيف ومادة الاجتماعيات”، تطرقت المفتشة التربوية عزيزة بن العراب إلى أهمية الوثيقة باعتبارها الخيط الناظم الذي يربط بين الأرشيف ومادة الاجتماعيات، إذ وصفتها بالكائن الحي من خلال العناية التي تحظى بها داخل مختبرات مؤسسة أرشيف المغرب، مبرزة أهم المحطات التي تمر منها، كما أشادت بالدور الجبّار الذي تضطلع به المؤسسة في جمع وحفظ وصون وصيانة الوثائق الأرشيفية وتقاسمها.
أما الأستاذ عبد الباري، فقد نوّه في بداية مداخلته بالمجهودات الحثيثة المبذولة من قبل أطر المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – فرع القنيطرة، على رأسهم مدير المؤسسة الدكتور سمير البردعي الذي رحّب، بدون تردد، بفكرة انخراط متدربي أطر الإدارة التربوية في ورش رقمنة الأرشيف، وأيضا الدكتورة بوشرى البوحديوي منسقة سلك أطر الإدارة التربوية التي تعمل بكل تفان ونكران للذات على الارتقاء بمردودية متدربي أطر الإدارة التربوية. بعد ذلك، سلّط الأستاذ عبد الباري الضوء على مشروع الأرشفة الرقمية لأرشيف المركز موضحا سياق المشروع ومكونات أرشيف المركز وأهداف الأرشفة الرقمية، كما عرض أيضا مختلف المحطات الكبرى لعمليات الإنجاز التي تمتد من 18 أكتوبر 2022 إلى غاية 23 نونبر 2022:
•أكتوبر 2022: إفراغ الأرشيف من قاعته الأصلية إلى قاعة مجاورة رتبت خصيصا لاستقباله، ثم الترتيب الكرونولوجي للأرشيف من سنة 1976 إلى سنة 2021
20 أكتوبر 2022: إفراغ قاعة الأرشيف من خزانات حفظ الأرشيف تمهيدا لصيانة القاعة وصباغتها وهو ما تم في الفترة البينية الأولى من 23 إلى 30 أكتوبر 2022
31 أكتوبر 2022: إعادة عتاد حفظ الأرشيف إلى مكانه الأصلي
أيام 1-2-3-4-7-10-14 نونبر 2022: فهرسة أرشيف الأساتذة المكونين والإداريين المتقاعدين الذين عملوا بالمركز منذ إحداثه.
15نونبر 2022: إعادة الأرشيف إلى قاعته الأصلية مرتبا كرونولوجيا من 1976 إلى 2021.
17 -21 نونبر 2022: فهرسة البحوث التدخلية للطلبة المتدربين بالمركز وترتيبها كرونولوجيا في قاعة الأرشيف.
23 نونبر 2022: جلسة عمل مع مدير المركز الفرع الإقليمي بالقنيطرة لإعداد قوالب الأرشفة الرقمية (ابتدائي، إعدادي، ثانوي)، ووضع خطة عمل الرقمنة (الإثنين والثلاثاء من كل أسبوع).
وفي ختام هذه الندوة الأكاديمية التي شهدت تفاعلا إيجابيا من قبل متدربي أطر الإدارة التربوية ومختلف الحاضرين، تم فتح باب النقاش والتساؤلات والاستفسارات العلمية، قبل أن يعتلي المنصة كل من الدكتور سمير البردعي مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – فرع القنيطرة، والدكتور جامع بيضا مدير مؤسسة أرشيف المغرب لتوقيع اتفاقية شراكة بين المركز ومؤسسة أرشيف المغرب ترمي إلى توطيد أواصر التعاون والتشارك بين الجانبين في مجال تدبير الأرشيف بشكل خاص، وجميع الأنشطة العلمية والثقافية والتربوية عموما.
هذا، وقد تعهدت مؤسسة أرشيف المغرب، بموجب هذه الاتفاقية، بفتح إمكانية الاستفادة من دورات تكوينية من تنظيم هذه المؤسسة لفائدة الأطر الإدارية والتربوية، لا سيما المتدربين منهم، وكذا تقديم المساعدة للنهوض بواقع الممارسة الأرشيفية على مستوى المركز وفق ضوابط التشريع الأرشيفي.
< متابعة: عصام الأمحراك