أخفق النواب الأميركيون الثلاثاء بعد محاولتين في انتخاب الجمهوري كيفن مكارثي رئيسا للمجلس، في سابقة منذ مئة عام.
ولم يتمكن النائب عن ولاية كاليفورنيا من تهدئة غضب مجموعة من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب، ما يعكس الخلافات في قلب حزب الجمهوريين المعارض الذي فاز بالأغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التي أ جريت في نونبر.
وسيستمر النواب في التصويت حتى انتخاب رئيس للمجلس.
تعهد الجمهوريون استخدام السلطة المضادة من خلال إطلاق سلسلة من التحقيقات مع الرئيس الأميركي تركزت، على سبيل المثال، على إدارته للوباء، لكن قبل إطلاق هذه المعارك، عليهم الاتفاق على انتخاب رئيس لمجلس النواب.
يحتاج انتخاب “رئيس مجلس النواب”، ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه، أغلبية من 218 صوتا. وهي عتبة لم يتمكن كيفن مكارثي من بلوغها بعد جولتي تصويت وبعد أن قرر نحو عشرين نائبا من مؤيدي ترامب عرقلة انتخابه.
وقال مات غيتز النائب عن ولاية فلوريدا “كيفن لا يؤمن بأي شيء وليس لديه إيديولوجية”.
ومع ذلك، فإن ترشح مكارثي يحظى بتأييد واسع داخل حزبه، إذ قوبل الإعلان عن ترشحه الثلاثاء بحفاوة كبيرة في صفوف الجمهوريين.
لكن موقع النائب عن كاليفورنيا تراجع بسبب الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية.
قد يستغرق انتخاب رئيس لمجلس النواب بضع ساعات… أو أسابيع: في العام 1856، لم يتوافق النواب على رئيس لهم إلا بعد شهرين و133 دورة.
يبدو أن كيفن مكارثي يسعى لتقديم ضمانات لهم تفاديا لعرقلة خطوته: في العام 2015 فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيسا لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب.
لكنه أيضا لا يستطيع الذهاب بعيدا وإبعاد الجمهوريين المعتدلين.
رغم أن هامش المناورة لديه بات محدودا، ليس هناك حاليا أي منافس جدي له. يتم فقط التداول باسم النائب من أوهايو جيم جوردان كبديل محتمل بدون أن تكون فرصه جدية.
مع تمتع الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب، لن يتمكن جو بايدن والديموقراطيون من تمرير مشاريع كبرى جديدة.
لكن مع سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ، لن يتمكن خصومهم من القيام بذلك أيضا.
هل سيتحصنون في معارضة ممنهجة؟ للتوصل إلى ذلك أن ينجحوا في المواجهة، في حين أن بعض نوابهم صوتوا – كما أثناء التصويت على الموازنة قبل عيد الميلاد – مع الديموقراطيين.
وبالتالي فإن انتخاب “زعيم” سيكون أيضا مقياسا لقدرتهم على إلحاق الضرر بالرئيس.
مواجهة مجلس معاد قد يكون بمثابة نعمة سياسية بالنسبة إلى جو بايدن، إذا أكد نيته الترشح مجددا في العام 2024 – وهو قرار عليه أن يعلنه مطلع العام.
وحرص الرئيس على عدم التعليق على الخلافات الجمهورية، وأكدت المتحدثة باسمه كارين جان بيير أنه لن “يتدخل في هذه العملية”.
في حال حدوث شلل تشريعي، سيلقي بالتأكيد باللائمة على الجمهوريين الضعفاء في عملية التعطيل، على أمل قلب الأمور لتصب في مصلحته.
أ.ف.ب