أعلن المغرب رسميا يوم الثلاثاء الماضي، عن الانضمام لملف إسبانيا والبرتغال، الخاص بتنظيم مونديال 2030، جاء ذلك من خلال رسالة جلالة الملك محمد السادس، والتي تليت خلال حفل تسليم جائزة التميز، لعام 2022، الممنوحة لجلالته من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالعاصمة الرواندية كيغالي، واعتبر العاهل المغربي أن هذا الترشيح، يعد سابقة في تاريخ كرة القدم العالمية.
والمغرب الذي سبق أن ترشح خمس مرات، كانت له القدرة على احتضان التظاهرة بمفرده، وكان في أكثر من مناسبة قريبا من كسب الرهان، إلا أن التلاعب في عمليات الأصوات، خلال يوم الحسم، ضيع على المغرب الفرصة، خصوصا خلال دورتي 1998 و2010.
إلا أن قرار الرفع من عدد المنتخبات المؤهلة للأدوار النهائية، صعب إلى درجة كبيرة من مهمة التنظيم الفردى، أي انفراد دولة واحدة بمسؤولية احتضان دورة من هذا الحجم، بعد أن جعلها جد مكلفة ماليا، تنظيميا، تجهيزا ولوستيكيا.
فدورة 2030، تعتبر الثانية التي ستعرف مشاركة ثمانية وأربعين منتخباً بدلاً من اثنين وثلاثين، بعد دورة 2026 التي ستحتضنها دول أمريكا الشمالية وهي الولايات المتحدة، كندا والمكسيك.
48 منتخباً، توزع على 12 مجموعة، يتأهل بطل كل مجموعة ووصيفها فقط، ليصل العدد في الدور الثاني إلى 32 منتخباً، تحسم بعد ذلك بخروج المغلوب، مما يتطلب تجهيز عدد كبير من الملاعب، سواء تلك الخاصة بالمباريات أو التداريب، والفنادق والإقامات، وكل المرافق الضرورية، بالإضافة إلى تجهيز الطرق والمواصلات، وغيرها من أساسيات التنظيم التي لا غنى عنها…
تكلفة باهظة مهدت الطريق أمام الملفات المشتركة، ليفتح بالتالي عهد جديد، سيغير الكثير من المعطيات السابقة، إذ حدث أن نظمت دولتان المونديال مرة واحدة فقط، وكانت سنة 2002 بكل من اليابان وكوريا الجنوبية، بـ 32 منتخبا.
وعليه، فإن تقديم ملف مشترك يضم ثلاث بلدان من قارتين مختلفتين، يعد سابقة في التاريخ، لما يحظى به من مميزات يصعب تواجدها بملفات أخرى، وكانت الرسالة الملكية السامية دقيقة في عرض مميزات ترشيح ثلاثي الأبعاد: “سيحمل هذا الترشيح المشترك الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، وعنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي. كما سيجسد أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات…”
وهذا ما وقفت عليه صحفية “آس” الإسبانية الضائعة الصيت، موضحة أن إسبانيا والبرتغال ترغبان في تقوية حظوظهما في تنظيم كأس العالم، بضم المغرب للملف المشترك، بسبب أن إفريقيا لم تنظم المسابقة منذ سنة 2010، ما سيجعل المملكة ورقة رابحة في السباق المونديالي للملف الإيبيري، ليحظى بدعم وازن من الاتحادات الإفريقية.
وإلى حدود انعقاد مؤتمر رواندا، فإن هناك ملفا واحدا دخل مبكرا سباق التنافس، وهو ملف الأرجنتين وتشيلي والأوروغواي والباراغواي، بينما يجد ملف السعودية مصر واليونان، والذي لم يقدم بعد بصفة رسمية، صعوبة كبيرة، بالنظر إلى الشرط الذي يضعه الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك بعدم قبول احتضان قارة واحدة لدورتين متقاربين، وقطر المنتمية للقارة الآسيوية نظمت مؤخرا نسخة 2022.
كل هذه المعطيات تؤكد أن الملف الإيبيري-الإفريقي، لديه حظوظ كبيرة للفوز بتنظيم نسخة 2030، ومن المتوقع أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن هوية المضيف عام 2024.
محمد الروحلي