دعت آمنة بوعياش إلى إرساء استراتيجيات قوية وطموحة تضمن المشاركة الفعالة للأطفال والشباب، موضحة أن “هناك فرقا بين الاشتغال حول قضايا الأطفال والشباب، وبين الحرص على إشراكهم الفعلي والفعال في معالجة جميع حقوقهم”.
جاء ذلك في إطار مشاركتها في المنتدى الإفريقي الثامن للعدالة الانتقالية حول “العدالة الانتقالية والتعليم بإفريقيا: فرص وتحديات السلام والتنمية المستدامة” المنظم يومي 11 و12 شتنبر 2024، في بورت لويس، بموريشيوس.
وفي سياق حديثها عن الدور المحوري للتعليم، ذكرت بوعياش بمقولة نيلسون مانديلا التي تشير إلى أن “التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم”، مؤكدة أن هذه الفكرة لا تتعلق فقط بتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ وتعزيز المساواة وحقوق الإنسان أو بناء مستقبل أفضل، بل تهم أيضا الحفاظ على السلام ومنع الانتهاكات وحفظ الذاكرة الجماعية .
وفي إطار حرص المجلس على نقل تجربة العدالة الانتقالية للأجيال الصاعدة، استعرضت صورا للشباب والأطفال الذين قاموا بزيارة المعرض الذي تم إحداثه تخليدا للذكرى العشرين لهيئة الإنصاف والمصالحة بالمغرب واللقاءات التفاعلية التي تمت بخصوصها، مع التأكيد على الأهمية التي يوليها المجلس للشراكة مع المؤسسات التعليمية والجامعات من أجل ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان لدى الناشئة .
وفي معرض حديثها عن ركائز نجاح تجارب العدالة الانتقالية، أوضحت رئيسة المجلس أنها تنبني على مجموعة من اللبنات من بينها انخراط مختلف الفاعلين في المجتمع، حل النزاعات من خلال الحوار وامتلاك القدرة على إيجاد توافقات، اعتماد تشريعات تنص على عدم تكرار الانتهاكات الجسيمة، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، خاصة من خلال التربية والتعليم، مؤكدة على دور الفن كوسيلة فعالة في نقل قيم حقوق الإنسان وتجارب العدالة الانتقالية.
ولم يفت بوعياش التذكير بدعم المجلس للعديد من المشاريع ذات الصلة من خلال التعريف بالقضايا المتعلقة بالعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان عبر مجموعة من التعبيرات من بينها المسرح، الموسيقى، السينما والرسم، الخ.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس، باعتباره مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان، لعب دورا محوريا في إرساء تجربة العدالة الانتقالية في المغرب، التي تعد تجربة فريدة من نوعها، استلهمت منها العديد من الدول بإفريقيا وعبر العالم.