إسرائيل تطالب بانسحاب قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان

اتهم وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أمس الاثنين قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفل) بأنها عديمة الفائدة ولم توفر الحماية للمواطنين الإسرائيليين من هجمات جماعة حزب الله اللبنانية ودعاها إلى سحب قواتها وسط تصاعد القتال.
وكتب عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي “ستبذل دولة إسرائيل قصارى جهدها لضمان سلامة مواطنيها وإذا لم تتمكن الأمم المتحدة من المساعدة فيتعين عليها على الأقل ألا تتدخل وتنقل أفرادها من مناطق القتال”.
وتتبادل إسرائيل والأمم المتحدة الاتهامات بشأن قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية بجنوب لبنان في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حملتها العسكرية بهدف القضاء على جماعة حزب الله المدعومة من إيران وتدمير بنيتها التحتية العسكرية.
وقالت الأمم المتحدة إن دبابتين إسرائيليتين اقتحمتا مقرا لليونيفيل الأحد في أحدث اتهام لإسرائيل بارتكاب انتهاكات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فيما أطلقت جماعة حزب الله “سربا من المسيرات الإنقضاضية” على معسكر تابع للجيش الإسرائيلي.
ونفت إسرائيل رواية الأمم المتحدة ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوات حفظ السلام إلى الانسحاب، قائلا إنها كانت توفر “درعا بشريا” لجماعة حزب الله المدعومة من إيران أثناء تصاعد الأعمال القتالية.
وقالت قوة اليونيفيل الأحد إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا اقتحمتا البوابة الرئيسية قبيل فجر الأحد. وأضافت أنه بعد مغادرة الدبابتين “أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن انفجار قذائف نارية على مسافة 100 متر شمالا، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف. وعلى الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة”.
وفي تفسيره للواقعة، قال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلين من حزب الله أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات على جنود إسرائيليين مما أسفر عن إصابة 25 منهم. وكان الهجوم قريبا للغاية من موقع لليونيفيل. وأشار الجيش إلى أن دبابة تراجعت إلى داخل موقع اليونيفيل خلال إجلائها المصابين تحت القصف.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه أقام ساترا من الدخان للتغطية على عملية إجلاء جنوده الجرحى لكن تصرفاته لم تشكل أي خطر على قوة حفظ السلام الدولية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “لقد حان الوقت لتسحبوا قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال”.
وينفى حزب الله اتهام إسرائيل باستخدامه مناطق قريبة من موقع قوات حفظ السلام للحماية.
وقالت قوات اليونيفيل إن الهجمات الإسرائيلية السابقة على برج مراقبة وكاميرات ومعدات اتصالات وإضاءة حدت من قدرتها على المراقبة. وتقول مصادر بالأمم المتحدة إنها تخشى أن يصبح من المستحيل رصد أي انتهاكات للقانون الدولي في الصراع.
ويرى خبراء أن مطالبة إسرائيل بإبعاد قوات (اليونيفيل)، تعني بالنسبة للأمم المتحدة، التخلي عن القرار الأممي 1701، باعتباره الملجأ الوحيد لوقف إطلاق النار، وتباعد حزب الله والجيش الإسرائيلي، وإعادة نشر الجيش اللبناني إلى ما بعد الخط الأزرق.
ويقولون إن انحساب قوات اليونيفيل يعني أن تستمر إسرائيل بالاجتياح الكامل، وتجاوزها الخط الأزرق، والانهيار التام لهذا القرار الذي لن يعود له مكان ليكون فاعلا بشكل أكبر.
وفي اتصال هاتفي الأحد، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت “أهمية اتخاذ إسرائيل كافة التدابير الضرورية لضمان سلامة وأمن قوات اليونيفيل والجيش اللبناني”.
كما شدد أوستن أيضا على أن هناك حاجة إلى أن تقوم إسرائيل “بالتحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي لضمان أمن المدنيين على جانبي الحدود في أسرع وقت ممكن”.
من جهة أخرى، قالت الحكومة الإيطالية إن رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وهي واحدة من أكبر المؤيدين لإسرائيل بين زعماء أوروبا الغربية، تحدثت هاتفيا مع نتنياهو الأحد ونددت بالهجمات الإسرائيلية “غير المقبولة”.
وقال نتنياهو إنه أبلغ نظيرته الإيطالية بأنه يأسف عن “أي ضرر لحق بقوات حفظ السلام في لبنان.
وأضاف نتنياهو في منشور على منصة إكس أن “إسرائيل ستبذل كل جهد ممكن لمنع سقوط خسائر في صفوف اليونيفيل وستفعل ما في وسعها للفوز بالحرب”.
وتنشر إيطاليا ما يزيد على 1000 جندي ضمن قوة اليونيفيل التي يبلغ قوامها 10 آلاف، مما يجعلها واحدة من أكبر المساهمين عسكريا. كما نددت فرنسا وإسبانيا بالهجمات الإسرائيلية، ولكل منهما نحو 700 عسكري في القوة.
ويضع وجود اليونيفيل قوات حفظ السلام من 50 دولة في طريق الأذى. وتشكلت القوة عام 1978 لمراقبة الوضع في جنوب لبنان. ومنذ ذلك الحين، تشهد المنطقة صراعات مستمرة، إذ اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان في عام 1982 واحتلته حتى عام 2000، ثم خاضت حربا كبرى مع حزب الله استمرت خمسة أسابيع في 2006 انتهت بوقف لإطلاق النار تراقبه اليونيفيل.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي على حزب الله خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة في نزوح 1.2 مليون لبناني وألحق ضربة غير مسبوقة بالجماعة بقتل معظم قياداتها.
وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 2100 شخص قتلوا وأصيب عشرة آلاف خلال عام من القتال لكن معظم العدد سقط خلال الأسابيع القليلة الماضية. ولا يميز الرقم بين مدنيين ومقاتلين لكنه يشمل عشرات من النساء والأطفال.
واستؤنف الصراع بين إسرائيل وحزب الله قبل عام عندما بدأت الجماعة المدعومة من إيران في إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل دعما لحركة حماس في بداية الحرب على غزة. وتصاعد الصراع بين الجانبين بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية.
وأعلن حزب الله الأحد أنه هاجم معسكرا للواء جولاني التابع للجيش الإسرائيلي في بلدة بنيامينا بشمال إسرائيل “بسرب من المسيرات الانقضاضية”، التي تضمنت نماذج لم يستخدمها حزب الله من قبل اخترقت رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون أن يتم اكتشافها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أربعة من جنوده قتلوا وأصيب سبعة بجروح بالغة في الهجوم. وأضاف أنه يحقق في ملابسات الهجوم.

Top