التأم خبراء ومهنيون في مجال الصناعة وباحثون، الجمعة بالجديدة في ندوة وضعت نصب عينيها استكشاف حلول بشأن التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية بشأن إنتاج مواد البناء.
وركزت الندوة، المنعقدة في إطار المعرض الدولي للبناء (2024 SIB)، المنظم إلى غاية يوم غد الأحد ، على رهانيين أساسين يتمثلان في إزالة الكربون والإجهاد المائي.
في هذا السياق، أبرز المتدخلون أهمية الوعي الجماعي ومباشرة إجراءات ملموسة من أجل جعل قطاع البناء أكثر استدامة، مع التأكيد في الوقت ذاته على الحاجة الملحة لإعادة النظر في طرق إنتاج مواد البناء من أجل مواجهة التحديات البيئية على المستوى العالمي.
في هذا الصدد، تناول عبد الإله الشاطر، الخبير في مجال إزالة الكربون، الجهود التي يبذلها قطاع الإسمنت المغربي بشأن البصمة الكربونية / empreinte carbone )، مسلطا الضوء على عدة مبادرات مثل استخدام الوقود البديل ودمج التكنولوجيا المبتكرة من أجل مواءمة الإنتاج مع الأهداف المسطرة مناخيا.
فمنذ منذ عدة عقود، انخرط قطاع البناء بحيوية في مبادرات ترمي إلى المساهمة في الجهود الوطنية لإزالة الكربون، لا سيما من خلال استخدام الطاقات المتجددة وإدخال بدائل الطاقة، كما جاء على لسان هذا الخبير.
هناك أيضا مسألة رئيسية أخرى تتعلق بالإجهاد المائي، تناولها الخبير في قطاع البناء وليد جعفر، الذي أوضح أن عملية التدبير الرشيد للمياه يمكن إدماجها ضمن تصاميم وتشييد البنيات التحتية.
وأوضح أن هذه الممارسات هي ناجعة خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه، وهو ما يهدد مجموعة من الأنشطة الصناعية، بما في ذلك إنتاج مواد البناء.
من جانبه، تطرق بن يقو صالح، ممثل مؤسسة تنفيذ الأشغال المنجزة بالمواد المحلية في موريتانيا، إلى السبل العملية للجمع بين الابتكار والاستدامة والتنافسية الاقتصادية.
وأضاف أن “موريتانيا تطمح إلى إنشاء مساكن بيئية ومستدامة ” ، مشيرا إلى أن هذه المقاربة لا ترمي فقط إلى الاستجابة للرهانات البيئية فحسب، بل أيضا إلى تحفيز إيجاد فرص للعمل وتشجيع نقل المعرفة.
وشهدت الدورة التاسعة عشرة للمعرض تنظيم محاضرتين علميتين، و3 فعاليات جانبية لتعزيز الحوار بين المهنيين وتبادل التجارب والخبرات.
وفي تفاصيل هذه الأنشطة المنظمة خلال اليوم الثاني للمعرض، ذكر بلاغ لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أن هذا الحدث، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تميز بتنظيم الفيدرالية المغربية للاستشارة والهندسة والفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية، بشراكة مع جمعية “بيلدينغ سمارت المغرب”، ندوة علمية تحت عنوان “من أجل تعزيز التنافسية والاستدامة بالبناء : الرقمنة، أساس ورافعة ضرورية”.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه الندوة عرفت حضور نخبة من الخبراء المغاربة والدوليين لمناقشة دور الرقمنة باعتبارها عاملا أساسيا في تطوير قطاع البناء وتعزيز استدامته.
وفي هذا السياق، تم تسليط الضوء على مشروع “إنجاز” لمجموعة العمران كنموذج متكامل يعتمد على نمذجة معلومات البناء، والذي يغطي جميع مراحل المشروع من التصميم إلى إدارة الأوراش، وصولا إلى تسهيل عملية اقتناء المنزل بالنسبة للزبون.
وبهذه المناسبة، وقعت الفيدرالية المغربية للاستشارة والهندسة، والفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية، وجمعية “بيلدينغ سمارت المغرب” اتفاقية شراكة مع الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين بهدف تسريع التحول الرقمي في القطاع وتحقيق التنمية المستدامة.
وحسب بلاغ الوزارة، فإنه بمبادرة من الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين، تم تنظيم الندوة العلمية الثانية تحت عنوان “نحو هندسة معمارية رشيدة وصامدة”، والتي شهدت مشاركة نخبة من الخبراء الذين قدموا رؤى متميزة حول أهمية العمارة المستدامة والمرنة كحلول فعالة لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية الراهنة.
كما تم تنظيم فعالية جانبية تحت عنوان: “عرض تقديمي حول معهد الخرسانة الأمريكي (ACI)”، بمشاركة خبراء ومهنيين في مجال البناء والخرسانة.
وتناولت الفعالية تقديم نظرة شاملة حول معهد الخرسانة الأمريكي، حيث تم التطرق إلى الشهادات المهنية، وأنشطة فرع المعهد الأمريكي بالمغرب، ومدونة الخرسانة الأمريكية (ACI 318).
أما بخصوص الحدث الجانبي الثاني المنظم تحت عنوان “الرقمنة وقطاع البناء”، فقد تناول دور التقنيات الرقمية الحديثة في تطوير قطاع البناء، بما في ذلك الهندسة الذكية، ونمذجة معلومات البناء وأثرها في تحسين كفاءة التصميم والبناء وتعزيز الاستدامة في المشاريع العمرانية.
بينما تطرق الحدث الجانبي الثالث إلى “إعادة تدوير المواد حيث سلط الضوء على أهمية إعادة التدوير في قطاع البناء، مع التركيز على قضايا مثل تثمين النفايات المعدنية واعتماد ممارسات جديدة لإعادة استخدام المواد، بهدف تعزيز التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وفي إطار الأنشطة المبرمجة بالجناح المؤسساتي الخاص بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بالمعرض الدولي للبناء، تم تخصيص عرض تقديمي لبرنامج “دعم السكن”، والذي اعتمد مقاربة جديدة ترتكز بالأساس على تعزيز القدرة الشرائية للمواطنين الراغبين في اقتناء سكن لائق ومخصص للاستعمال الرئيسي، مع التركيز بشكل خاص على الأسر المنتمية إلى الفئة المتوسطة وذوي الدخل المحدود.
كما تناول العرض بشكل مفصل قيمة الدعم المقدم، وشروط الاستفادة التي يجب استيفاؤها، إضافة إلى عملية طلب الاستفادة الرقمية الكاملة عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض www.daamsakane.ma.
في هذا السياق، تم تخصيص فضاء داخل جناح الوزارة للإجابة عن كافة تساؤلات الزوار بخصوص كيفية استخدام المنصة.
المعرض الدولي للبناء بالجديدة يدعو إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء
الوسوم