للحقيقة وللتذكير

روجت بعض المواقع الإلكترونية أن وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن تعرضت للطرد من طرف طلبة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وأن شعارات رفعت ضدها، وغرضنا هنا ليس مجرد التوضيح، إنما إعادة التأكيد على قناعات مبدئية بالمناسبة.
أولا، إن الوزيرة نزهة الصقلي لم يقطر بها سقف السياسة، وإنما هي أولا وقبل كل شيء مناضلة حزبية وجمعوية طيلة عقود، ومن ثم فإن القيم والقناعات التي تحملها في حزبها وفي الحياة،لا تنفصل عن القيم التي تكرسها وتدافع عنها من موقع المسؤولية الحكومية، ومن ذلك التعبير عن الموقف بجرأة وصدق واحترام للآخر.
ثانيا، عندما تنتقل الوزيرة إلى القنيطرة للمشاركة في لقاء نظمه مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة بكلية الآداب حول «المرأة المغربية والحقوق المكتسبة»، فإن الذي يحركها في ذلك هو أولا انشغالها السياسي والنضالي، واندماجها ضمن دينامية حزبية عامة يتولى تفعيلها قياديو الحزب منذ مدة عبر مختلف جهات المملكة وفي كل محافل الحوار السياسي، وهذا يحسب للوزيرة وليس ضدها، وهو سلوك لا يمكن أن يقوم به سوى مسؤولون يمتلكون خبرة حزبية وسياسية ويتحلون بالشجاعة.
ثالثا، اللقاء الذي شاركت فيه نزهة الصقلي في القنيطرة انطلق منذ الصباح، وألقت المعنية بالأمر عرضها وناقشت، ثم غادرت، وعند المغادرة صادفت احتجاج طلبة الكلية، لمطالب تهم أوضاعهم، ومن الطبيعي في مثل هذه المناسبات أن يرتفع سقف المطالب عند رؤية مسؤول حكومي، خصوصا عندما لا يعمد الوزير إلى «الفرار» بل يتوقف ويتحدث مع المحتجين.
وحتى من روجوا لصور قالوا بأنها تنقل واقعة طرد الوزيرة أو الهتاف ضدها، نسوا أن يغيروا التوقيت البادي عليها، ما يؤكد فعلا أن الوزيرة شاركت في اللقاء ولم يجر أي منع لها ولا هم يحزنون.
إن الحراك المجتمعي الجاري اليوم في بلادنا يفرض تعزيزه بوضوح الرؤية، وبعدم اللجوء إلى التصويب الخطأ، حيث أن المصلحة تقتضي تشجيع المسؤولين في الأحزاب وفي الحكومة على النزول عند الناس، وخصوصا الشباب، وتقوية فرص التواصل والحوار معهم، ثم إنه من المستغرب حقا أن تصوب الهجومات وأيضا التلفيقات على وزراء لديهم انتماءات حزبية ونضالية معروفة، وذلك دون غيرهم، ما يجعل الأمور أبعد من أن تكون بريئة.
في كل الأحوال، إن حزب التقدم والاشتراكية بقيادته ومناضلاته ومناضليه، سيواصل حضوره القوي والفاعل بالاقتراحات وببلورة الأفكار وبالدفاع عنها بكل وضوح وشجاعة في الميدان، لأن هذا هو سلوكه مذ كان، وهدفه أن يحول الأفكار إلى … تقدم، ويساهم في جعل بلادنا تربح رهان الديمقراطية والتحديث والتنمية والتقدم.

[email protected]

Top