أخفقت شركة “كازا إيفانت” في أول اختبار، عندما أشرفت على عملية تنظيم مقابلة الكلاسيكو التي جمعت بعد زوال يوم الاثنين بين فريقي الوداد البيضاوي والجيش الملكي بمركب محمد الخامس.
فقد سقطت هذه المؤسسة التي منحت لها صلاحيات الإشراف على تنشيط كل ما يجول ويدور أرضا وجوا بمدينة كبيرة كالدار البيضاء في أول امتحان، إلى درجة كان من الممكن أن تنتهي هذه المباراة الرياضية بكارثة حقيقية نظرا للأخطاء التنظيمية الفادحة التي ارتكبت.
فقد انطلقت أولى الأخطاء على المستوى التنظيمي من طريقة عملية بيع التذاكر، عندما بحث الجمهور طويلا ومنذ يوم السبت عن مكان لشراء التذاكر، فلم يعثر على ضالته، كما أن عملية الولوج للمدرجات يوم المباراة شهدت تدافعا واختناقا، ولم تعرف السلاسة التي تحدث عنها طويلا محمد الجواهري بصفته رئيسا للشركة المسؤولة، مع العلم أن السوق السوداء تحكمت في عملية بيع وشراء التذاكر، إذ ظهر أشخاص يحملون أعداد كبيرة من التذاكر تحمل رقم تسلسلي واحد، الشيء الذي يؤكد أن الحصول عليها كان من المصدر، مع أن القانون يمنع بيع أكثر من تذكرتين للشخص الواحد مع ضرورة ضبط هويته.
أما الأبواب الإلكترونية التي قيل إنها تساهم في الحد من الفوضى، فقد كانت معطلة، مما ساهم في حدوث اكتظاظ غير مسبوق أمام أبواب المركب، حيث كان من الممكن أن يساهم في اندلاع أحداث شغب لا يرغب فيها أي أحد.
فالمباراة وكما كان منتظرا جلبت جمهورا قياسيا، من مدينتي الدار البيضاء والرباط، وعندما نطالب الجمهور باحترام التنظيم، فإننا نطالب كذلك المشرفين على التنظيم باحترام الجمهور، واحترام الالتزامات التي قطعوها عن أنفسهم، والوعود التي وزعوها يمينا ويسارا.
وفي إطار الفوضى العارمة التي عرفتها المباراة، فقد عانى الصحفيون كذلك من سوء تنظيم سواء من حيث توزيع شارات الاعتمادات وضبط لائحة الصحفيين، إذ استمرت علمية توزيع “البادجات” وإنجازها إلى يوم المباراة، بل قبل دقائق من موعد انطلاقتها.
كما أن الشباك اليكتروني المخصص لدخول رجال الإعلام كان هو الآخر معطلا، مع العلم أن لإدارة الوداد دورا كذلك في الفوضى التي عرفها جانب التنظيم الصحفي للمباراة، بعدم ضبطها مبكرا للائحة الأسماء التي يحق لها الحصول على الشارات.
وعموما، فإن شركة “كازا إيفانت” خلقت بالفعل الحدث بسقوطها في أول امتحان، كما أن إعادة فتح المركب كان من الأفضل أن تتزامن مع إجراء مباراة عادية وغير مثيرة، حتى يكون هناك تمرين أكثر واختبار قبلي للتجهيزات الجديدة التي أدخلت على مركب الدار البيضاء.
محمد الروحلي