شارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الدورة التكوينية التي نظمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بجمهورية الطوغو في العاصمة لومي، مؤخرا في الأسبوع الأخير من شهر غشت الماضي، والرامية إلى تعزيز القدرات العملية والمعرفية لأعضاء اللجنة الوطنية المعينين حديثا، بالإضافة إلى الأطر العاملة بها، وذلك في إطار جهودها لتطوير عملها كمؤسسة وطنية لحقوق الإنسان.
وشهدت هذه الدورة التكوينية جلسات تعريفية تناولت النظام الدولي والإقليمي لحقوق الإنسان ودور المؤسسات الوطنية في هذا المجال، كما تطرق المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى التجربة المغربية، مسلطا الضوء على التحديات الكبرى والممارسات الفضلى في مجال حماية حقوق الإنسان.
في هذا السياق، قدم المجلس الوطني لحقوق الإنسان خلال هذه الدورة التكوينية تجربة المؤسسة الوطنية الواسعة في مجال حماية حقوق الإنسان والرصد، لاسيما ما يتعلق بكيفية تدبيرومعالجة الشكايات، فضلا عن تجربته في التفاعل الوظيفي بين مهمتي الوقاية من التعذيب وسوء المعاملة، وذلك من خلال الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، التي تعنى برصد ومعالجة الحالات الفردية وحمايتها في إطار الولاية العامة الحمائية للمجلس.
واستعرض المجلس أدواته وتقنياته في زيارة أماكن الحرمان من الحرية ورصدها، إضافة إلى مناقشة التحديات المرتبطة بالاضطلاع بهذا الدور الهام، من خلال بسط آلية عمل وحكامة المجلس/الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب. كما استعرض مظاهر التكامل الفعال بين مختلف الأقسام والوحدات الإدارية داخل المؤسسة، ودور هذا التكامل في ضمان تنفيذ المهام المتعلقة بحماية حقوق الإنسان والوقاية من التعذيب.
من جهة أخرى، تضمن برنامج هذه الدورة موضوع اعتماد المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان من طرف التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان من خلال مقاربة إجراءات الاعتماد التي تخضع لها المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان على المستوى الدولي.
وشكلت مشاركة المجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه الدورة التكوينية فرصة لتبادل الخبرات والتجارب مع نظرائه في جمهورية الطوغو، والمؤسسات الوطنية الإفريقية لحقوق الإنسان، ما يعزز من التعاون بين المؤسسات الوطنية في القارة الإفريقية ويساهم في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها على مستوى القارة.