HACA تصدر دليلا لمحاربة التضليل الإعلامي

“دليل محاربة التضليل الإعلامي: مرجعيات وأدوات وممارسات” هذا عنوان آخر إصدار أعدته مجموعة العمل المعنية بموضوع “التقنين ووسائل الإعلام الرقمية”، التي ترأستها، نرجس الرغاي، عضوة بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري HACA.
يتطرق هذا الدليل في محاوره الأساسية إلى تفكيك الأخبار الزائفة والتدقيق فيها، علما أن هاجس ضمان نزاهة الأخبار يعد من أولويات هيأة التقنين.
وأكدت الرغاي أنه “رغم تطور الوسائل الخاصة بتدقيق الأخبار باستمرار في زمن التحول الرقمي والمواطنة المعززة، تبقى الغاية المنشودة واحدة: التربية على الاستهلاك المستنير والنقدي للخبر الذي ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي. ويكتسي هذا الرهان المطروح أهمية بالغة، خاصة وأن الأخبار الزائفة والأنباء الكاذبة والتضليل الإعلامي والمناورة، كلها ممارسات تشكل خطرا كبيرا على آليات وسبل وصول الأخبار الحقيقية القائمة على الأحداث المؤكدة والمصادر الموثوقة. ينبغي هنا الإشارة إلى أن قدرة مستخدم الانترنيت – الذي يعتبر في الوقت ذاته فاعلا وصانعا للخبر – غير المحدودة والعابرة للحدود لا توحي بالثقة التامة وقد تشكل خطرا كذلك على الديمقراطية”.
ماذا نقصد بالأخبار الزائفة؟ ماذا يخفي التلاعب بالأخبار؟ كيف يمكن الكشف عنه وما الأساليب المعتمدة لهذا الغرض؟ أسئلة وأخرى يجيب عليها هذا الدليل الذي يدعو القارئ في جولة داخل منظومة صناعة الأخبار الزائفة، مع الوقوف عند الإجراءات القانونية التي يعتمدها المغرب لمحاربة هذا النوع من الممارسات. ويستحضر هذا الدليل أمثلة مستوحاة من الواقع كالأخبار الزائفة التي تم تداولها خلال جائحة فيروس كورونا بالمغرب أو بمناسبة الاستحقاقات الانتخابية العامة ليوم 8 شتنبر 2021.
إذا لم يكن تدقيق الأخبار هو العلاج السحري ضد الأخبار الزائفة والإشاعات والمناورات ونظريات المؤامرة الأخرى، فهو يظل الآلية الأكثر نجاعة للتأكد من صحة خبر ما فور انتشاره على شبكة الانترنيت. ولهذه الغاية، يقدم هذا الدليل قوائما لتعلم كيفية تفكيك الخبر الزائف، ومعجما موجزا حول التضليل الإعلامي يساعد على الإلمام الصحيح والمستنير بكل ما هو زائف. خبر مؤكد أم خبر مضلِّل؟ يسعى هذا الدليل إلى تزويد المواطن المتصل أو غير المتصل بشبكة الانترنيت بالمهارات اللازمة للعثور على الخبر الخادع والكشف عن الصحيح من الخاطئ واعتماد التدابير الاحترازية عند مواجهة الأخبار الزائفة.
يخلص هذا الدليل الصادر باللغة العربية والفرنسية والامازيغية إلى توصيات من شأنها أن تساهم في محاربة الأخبار الزائفة، ولا سيما عبر خلق قاعدة بيانات وتطبيق مخصص للأخبار الزائفة لفائدة متعهدي الاتصال السمعي البصري، العموميين والخواص، وذلك من أجل المضي قدما نحو إضفاء الطابع المؤسسي على عملية تدقيق الأخبار، فضلا عن إدراج تقنيات التحقق من صحة الأخبار، خاصة التي يتم نشرها في شبكة الانترنيت، في المناهج الدراسية لتكوين الصحفيين.

Related posts

Top