ارتدى جنود مغاربة بينهم أطباء وممرضون، اللباس العسكري في منطقة تقع جنوب مدينة غزة، وشرعوا من على أرض “المستشفى الميداني” بتقديم العلاج لمصابي فعاليات “مسيرة العودة”، بعد أيام قليلة فقط من دخولهم وعتادهم إلى القطاع، من معبر رفح، بناء على تعليمات عاجلة من جلالة الملك محمد السادس.
ومن داخل خيام مجهزة طبيا، استقدمت ضمن الشاحنات التي أقلت المشفى الميداني، وقف أطباء وممرضون يقدمون الخدمات الطبية للمصابين، من ضمنهم من حضر إلى المشفى المغربي الجديد، على كرسي متحرك.
وشرع الفريق المغربي بتجهيز المشفى وتركيبه منذ يوم الأحد الماضي، في منطقة “الزهراء” الواقعة جنوب مدينة غزة، بعد دخولهم إلى القطاع في ساعة متأخرة من ليل الجمعة الماضي، وأعلن رسميا عن افتتاح المشفى لاستقبال مرضى غزة، يوم الثلاثاء الماضي.
وعملت جرافات على تسوية المنطقة الترابية التي أقيم فيها المشفى الجديد على مدار الساعة، لتجهيز المكان أمام طاقم العمل لنصب الخيام والمعدات الطبية اللازمة، قبل موعد الافتتاح. ووضعت لافتة كبيرة على مدخل المشفى الترابي، كتب عليها “المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي”، وبدا المنظر العام للمشفى كتلك المشافي التي تقام في ساحات النزاع العسكري، لتقديم الخدمات العاجلة، حيث لم تعبد أرضية الغرف الطبية، كما لم تعبد الممرات الواصلة بين الأقسام، واستعيض عن ذلك بقطع جلدية وضعت لإخفاء الرمال.
ورفع العلم المغربي إلى جانب العلم الفلسطيني في المشفى الذي يقدم إضافة إلى خدمات الفحص أقساما لإجراء عمليات جراحية، وغرف كشف من بينها عيادة للأسنان، وعيادة للعيون، إضافة إلى 30 سريرا للمرضى، مع احتمالية أن يتسع لـ 60 سريرا.
ويضم المشفى طاقما طبيا مكونا من 165 شخصا، وصل القطاع برئاسة السفير المغربي لدى مصر والجامعة العربية أحمد التازي. وحملت قافلة المشفى مساعدات غذائية لسكان غزة. وهناك من بين العدد الإجمالي لطاقم المشفى 13 طبيباً من تخصصات مختلفة، و24 ممرضاً، إضافة إلى الطاقم التقني والإداري المسؤول عن إدارة العمل.
وقال السفير التازي إن إنشاء المستشفى جاء مبادرة إنسانية صرفة أمر بها جلالة الملك محمد السادس لـ “التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الصعبة”. وأكد أن المشفى يعد “شكلا جديدا من أشكال التضامن الموصول بين المملكة المغربية والفلسطينيين”، مشيرا إلى تحرك المملكة لنصرة القضية الفلسطينية.
ومن المقرر أن يبدأ الطاقم الطبي بإجراء عمليات جراحية. وقال أحمد بو نعيم، العقيد المغربي والطبيب المسؤول عن المستشفى، إنهم سيقدمون مساعدة طبية لجرحى “مسيرة العودة”. وسبق أن طالبت وزارة الصحة في قطاع غزة، بمدها بفرق طبية مختصة في بعض الجراحات، لافتقار مشافي غزة لهذه التخصصات.
ومنذ انطلاق فعاليات “مسيرات العودة” استشهد 132 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، فيما أصيب أكثر من 14 ألفا آخرين برصاص الاحتلال وحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، حيث لا يزال الخطر يهدد حياة عشرات المصابين الذين يرقدون على أسرة العلاج.
وشرع طاقم المستشفى منذ اليوم الأول للعمل، باستقبال حالات مرضية، وعجّ بالمراجعين، بينهم نساء وأطفال ورجال كبار في السن.
وكان طاقم المشفى قد وصل إلى غزة ليل الجمعة الماضية، من معبر رفح، بعد إنزال معدات المشفى من خلال طائرات مغربية في أحد مطارات مصر. وجاء إرسال المشفى بناء على تعليمات من الملك محمد السادس للمسؤولين عن الأمر قبل ثلاثة أسابيع، بسبب تزايد أعداد مصابي “مسيرات العودة”، وخطورة وضعهم الصحي.
وشكر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الملك والحكومة المغربية، على وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، بعد افتتاح المستشفى الميداني، وقال في تصريح صحافي “إنه في الوقت الذي يحاول أعداء الشعب الفلسطيني تشديد الحصار وفرض انماط متعددة من المعاناة عليه ينبري الأوفياء من الأمة للقيام بواجبهم بمد يد العون إليه”. وأثنى على الدور المصري في تسهيل دخول المشفى المغربي وكذلك تسهيل مرور قافلة “أميال من الابتسامات”. وقال إن ذلك يشير إلى “الحرص على التخفيف عن شعبنا”.
****
رزان.. ملاك إنقاذ الأرواح بغزة
< بقلم: اياد ابوهويلة وإيزابيل كيرشنر في صحيفة “نيو يورك تايمز” *
لقد أصبحت عنصراً أساسياً في الاحتجاجات الأسبوعية على طول السياج الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل، وهي امرأة شابة في زي إسعافي أبيض تهرع إلى طريق الأذى للمساعدة في علاج الجرحى.
كمتطوعة للحالات الطبية الطارئة، قالت إنها تريد أن تثبت أن المرأة لها دور تلعبه في المجتمع الفلسطيني المحافظ في غزة.
هذا ما قالته رزان النجار، 20 عاماً، في مقابلة في أحد معسكرات الاحتجاج في غزة الشهر الماضي: “إن كونك مساعداً طبياً لا يقتصر على الرجال، إنها للنساء أيضًا”.
قبل ساعة من الغسق يوم الجمعة، الأسبوع العاشر من الحملة الاحتجاجية الفلسطينية، تقدمت إلى الأمام لمساعدة متظاهر للمرة الأخيرة.
وقد أطلق الجنود الإسرائيليون رصاصتين أو ثلاث من جميع أنحاء السياج، وفقا لما ذكره أحد الشهود، حيث أصاب الآنسة نجار في الجزء العلوي من الجسم، ثم أعلنت وفاتها بعد قليل.
كانت الآنسة نجار الضحية الفلسطينية رقم 119، من الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة. وكان اسمها هو القيد الوحيد المسجل يوم الجمعة.
وفي يوم السبت، أصدرت مجموعة من وكالات الأمم المتحدة بيانا أعربت فيه عن غضبها إزاء مقتل “موظف طبي معروف بشكل واضح”، ووصفته بأنه “مستهجن للغاية”.
ولم يقدم الجيش الاسرائيلي اي تفسير لإطلاق النار، لكنه قال يوم السبت انه سيتم بحث القضية.
وقال الجيش إنه “حذر المدنيين مرارا من الاقتراب من السياج والمشاركة في حوادث العنف والهجمات الإرهابية وسيواصل التصرف بشكل مهني وحازم لحماية المدنيين الإسرائيليين والبنية التحتية الأمنية الإسرائيلية”.
أسابيع الاحتجاجات، التي تسمى مسيرة العودة الكبرى، تم تنظيمها إلى حد كبير من قبل حماس، الجماعة الإسلامية المسلحة التي تحكم غزة. وهي تهدف إلى لفت الانتباه إلى الحصار الذي فرضته إسرائيل ومصر منذ 11 عاما على الأراضي الساحلية والضغط على مطالبات اللاجئين بالأراضي التي فقدت مع قيام إسرائيل في عام 1948.
وقد سقط معظم الضحايا خلال الاحتجاجات، على يد قناصة إسرائيليين، نصفهم في يوم واحد، وهو يوم 14 أيار، ذروة الحملة. كما أن جماعات حقوق الإنسان اتهمت إسرائيل باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين غير المسلحين غالباً.
وقد فشل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدين إسرائيل لاستخدامها “القوة المفرطة وغير المتناسبة والعشوائية” ضد الفلسطينيين، يوم الجمعة، عندما تم نقضه من قبل الولايات المتحدة.
وانفجر الصراع، ليوم واحد من القتال، عبر الحدود، يوم الثلاثاء، عندما أطلق مسلحون اسلاميون في غزة عشرات من قذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى على جنوب اسرائيل. وقامت الطائرات الإسرائيلية بقصف ما لا يقل عن 65 موقعًا عسكريًا في أنحاء غزة.
وفي يوم الجمعة، استؤنفت الاحتجاجات، التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين في ما وصفه الجيش الإسرائيلي بأعمال شغب عنيفة في خمسة مواقع على طول السياج الأمني، حيث قاموا بإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة. وقال الجيش انه تم إطلاق النار على مركبة تابعة للجيش الاسرائيلي وزرع فلسطينيون قنبلة انفجرت على الجانب الاسرائيلي من السياج.
كان هذا هو المشهد الذي اقتحمته الآنسة نجار في معطفها الأبيض لتميل إلى رجل مسن أصيب في رأسه بواسطة عبوة غاز مسيل للدموع، حسب قول الشاهد، إبراهيم النجار، 30 عاماً، وهو أحد أقارب الآنسة النجار.
ووفق شهود عيان آخرين وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، قدموا إفادة مختلفة، حيث قالوا إن الآنسة النجار ومعها مسعفين آخرين كانوا يرفعون أذرعهم أثناء توجههم الى السياج لإجلاء المتظاهرين المصابين، حين تم إطلاق النار على صدرها.
يذكر أن الشهيدة النجار من سكان قرية خزاعة، وهي قرية زراعية تقع بالقرب من الحدود مع إسرائيل، شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة. ووالدها، أشرف النجار، كان لديه متجر بيع قطع غيار للدراجات النارية، والذي دمر أثناء غارة جوية إسرائيلية خلال حرب 2014 بين إسرائيل والجماعة المسلحة. ومنذ ذلك الحين وهو عاطل عن العمل.
الآنسة النجار هي البنت البكر لعائلة النجار يليها خمسة من الأخوة والأخوات. وهي لم تحصل على مجموع كافي في الثانوية العامة يؤهلها للالتحاق بالجامعة، لذلك قامت بالالتحاق بالتدريب كمساعدة طبية لمدة عامين في مستشفى ناصر في خان يونس وأصبحت متطوعة في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، وهي منظمة صحية غير حكومية.
وقال أشرف النجار والد الآنسة النجار، 44 عاما، إن ابنته استيقظت قبل فجر الجمعة لتناول الطعام والصلاة قبل البدء بصيام رمضان اليومي من وقت شروق الشمس إلى غروبها. فكانت تلك هي آخر مرة رآها فيها.
عندما التقينا بها الشهر الماضي في مخيم العودة في خان يونس، قالت إن والدها فخور بما تفعله.
ومما قالته الآنسة النجار: “ليس لدينا سوى هدف واحد، وهو إنقاذ الأروح وإجلاء المصابين. وإرسال رسالة إلى العالم: بدون أسلحة، يمكننا فعل أي شيء”.
وأفاد ابراهيم النجار أن الآنسة رزان النجار يوم الجمعة كانت على مسافة أقل من 100 متر من السياج، عندما كانت تسعف أحد المصابين، الذي ضربته عبوة غاز مسيل للدموع. تم نقل المصاب في سيارة إسعاف، وذهب مسعفون آخرون إلى الآنسة نجار، التي كانت تعاني من آثار الغاز المسيل للدموع.
ثم تم إطلاق النار عليها وسقطت على الأرض، فقام إبراهيم النجار بمساعدة أثنين آخرين بحملها ومرافقتها الى سيارة الإسعاف، قائلاً: “رزان لم تكن تطلق النار، رزان كانت تنقذ الأرواح وتعالج الجرحى”.
وقد وصلت الشهيدة النجار إلى المستشفى الميداني في حالة خطيرة، حسب قول مدير المستشفى الدكتور صلاح الرنتيسي. ثم نُقلت إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، وتوفيت في غرفة العمليات.
وفي مقابلة بالفيديو أجريت يوم السبت، ظهرت والدة الآنسة النجار وهي تحمل سترة ابنتها الملطخة بالدماء وقالت: “هذا هو سلاح ابنتي الذي كانت تقاتل فيه الصهاينة”. ثم ما لبثت أن أخرجت اثنتين من لفات الضماد غير المفتوحة وقالت: “هذه كانت ذخيرتها”.
كانت الآنسة نجار من أوائل المتطوعين الطبيين في مخيم خان يونس للاحتجاج، وقد استمتعت بشكل خاص بالفكرة القائلة بأن المرأة تستطيع القيام بهذا العمل. ومما قالته: “في مجتمعنا غالباً ما يتم الحكم على النساء، لكن المجتمع يجب أن يقبل بنا. وإذا لم يرغبوا في قبولنا باختيارهم، فسوف يضطرون إلى قبولنا لأننا نمتلك قوة أكبر من أي رجل. القوة التي أظهرتها في اليوم الأول من الاحتجاجات، أتحداك أن تجدها في أي شخص آخر”.
* ترجمة: إبراهيم مطلق
******
القدس والأقصى في العيد
أدى عشرات الآلاف من المسلمين صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك.
وأوضحت دائرة الأوقاف الاسلامية أن حوالي 90 ألف مصل أدوا صلاة العيد في المسجد الأقصى.
وامتلأت ساحات المسجد الأقصى ومصلياته وأروقته بالمصلين.
وتحدث الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية في خطبة العيد عن عيد الفطر.
كما تطرق الشيخ محمد حسين إلى أبرز الأحداث التي حصلت خلال العام الجاري وقال “يذكرنا العيد بأحداث العام المنصرم، فلقد مرت الأمة بمنعطفات ومواقف جليلة.”
وأضاف: “ما جرى في هذه الأرض المقدسة مثالا عظيما وأنتم تواجهون الاحتلال الذي حاول وضع اليد على المسجد الأقصى العام الماضي، وكنتم بفضل الله المنتصرين جراء اصراركم وثباتكم والتفافكم حول القدس ومقدساتها”.
وأضاف الشيخ حسين: “أهالي بيت المقدس هم الطليعة في مواقف العزة والكرامة تدافعون عن كرامة الأمة ومقدساتها.”
كما تطرق الشيخ حسين إلى اعتراف أمريكا بأن القدس عاصمة لكيان الاحتلال نهاية العام الماضي، والشهر الماضي نقل سفارته إلى المدينة، كما تحدث عن صفقة القرن واصفها بصفقة الظلم.”
وبعد انتهاء صلاة وخطبة العيد نظم عشرات الشبان وقفة في الأقصى مطالبين برفع العقوبات عن أهالي غزة.
وفي ساحات الأقصى تبادل الأهل والأصدقاء التهاني بمناسبة عيد الفطر، كما وزعت الهدايا والسكاكر والبالونات على الأطفال، من قبل المهرجين الذين انتشروا في ساحات المسجد.
****
مناورة إسرائيلية “مفاجئة” عند حدود لبنان والجولان
استدعى جيش الاحتلال وحدات كبيرة من قواته وجنود الاحتياط لإجراء ما وصفها بالمناورات المفاجئة، يوم الأحد الماضي، في الجولان السوري المحتل وعند الجبهة الشمالية المواجهة للحدود مع سوريا ولبنان.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال “أفيخاي أدرعي” في بيان نشره وفقا لوكالة “سبوتنيك” قال فيه “بدأنا تمرينا عسكريا مفاجئا وواسعا في منطقة هضبة الجولان يتوقع أن يستمر لعدة أيام”.
وأضاف “ستشهد المنطقة حركة ناشطة للمركبات العسكرية وستسمع أصوات انفجارات، كما تم تفعيل منظومة استدعاء لجنود احتياط”.
وتابع أدرعي “نؤكد أنه تم التخطيط للتمرين بشكل مسبق في إطار خطة التدريبات السنوية لعام 2018، بهدف الحفاظ على جاهزية واستعداد القوات”.
وتأتي هذه المناورات عقب انتهاء سلاح الجو الإسرائيلي من مناورات أجراها في الأيام الأخيرة امتدت لخمسة أيام، على خلفية الوضع المتأزم مع قطاع غزة حاكى فيها مهاجمة عشرات الأهداف الفلسطينية في وقت واحد.
وبحسب راديو “مكان” الإسرائيلي فإن “المناورات الجديدة التي تنطلق اليوم في الجولان ستحاكي حرباً على الجبهة الشمالية المسؤولة عن الحدود مع سوريا ولبنان”.
فلسطين بيان اليوم : من سلمى جابر