ذرت الأمم المتحدة من كارثة مناخية بسبب الاحتباس الحراري مطالبة بتحرك فوري لمواجهة التغيرات المناخية.
وحث الأمين العام بان كي مون قادة العالم على اتخاذ «إجراء عالمي منسق» لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، وذلك بعد أن أصدرت المنظمة الدولية أكثر تقاريرها تشاؤما في هذا الصدد حتى الآن.
وقال بان لدى عرض التقرير خلال أعمال مؤتمر اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية بمدينة بلنسية الإسبانية «أعتقد أننا على شفا كارثة إذا لم نتصرف» مضيفا أن أسوأ التصورات التي توصل إليها التقرير صار مفزعا مثل أفلام الخيال العلمي.
وطالب الرجل الساسة باتخاذ إجراءات خلال المؤتمر الذي سيعقد حول التغير المناخي في بالي بإندونيسيا في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وكان تقرير أصدرته تلك اللجنة بدعم من لجنة علماء تابعة للأمم المتحدة أكد أن التغير المناخي صار «واضحا» ويمكن أن يتسبب في تداعيات «مفاجئة لا يمكن التخلص منها».
خطوات ضرورية
ومن المقرر أن يلتقي وزراء البيئة وخبراء من الثالث إلى الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول في بالي بإندونيسيا للاتفاق على الخطوات الواجب اتخاذها في إطار بروتوكول كيوتو لمكافحة الاحتباس الحراري الذي تنتهي مرحلته الأولى عام 2012.
وذكر التقرير أن انبعاثات الكربون التي تأتي أساسا من الوقود الحفري يجب أن تستقر عند مستوى معين بحلول عام 2015 لتتراجع بعد ذلك.
واعتبر رئيس اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ راجيندرا باتشاوري أن النتائج ستكون «كارثية» إذا لم يتحقق ذلك.
ومن جهتها رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتقرير الذي يشمل عدة نقاط منها التحذير من ذوبان الكتل الجليدية بالقطبين، وكذلك انقراض بعض الكائنات.
وقال المسؤول عن شؤون البيئة بالبيت الابيض جيم كونوتون إن التحرك العاجل أمر أكيد، لكنه لم يقدم أي أرقام أو بيانات تتعلق بكيفية التعامل مع ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وبدوره اعتبر مفوض شؤون البيئة بالاتحاد الأوروبي ستافروس ديماس التقرير بأنه «علامة فارقة في معلوماتنا العلمية بشأن التغير المناخي والتعريف بحجم الأخطار التي تشكلها ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض بالنسبة لكوكبنا».
وقال في بيان صدر ببروكسل إن «نتائج التقرير تعتبر تحذيرا شديد اللهجة يطالب العالم بسرعة التحرك للسيطرة على انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إذا كنا نريد أن نحول دون وصول التغير المناخي لمراحل مدمرة».
مجمع نهائي
ويعتبر التقرير المجمع النهائي الذي أصدرته اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ ملخصا لثلاثة تقارير أعدها أكثر من ألفي عالم، وأصدرتها اللجنة في وقت سابق من العام الجاري.
وكان المشاركون في مؤتمر بلنسية والذين يمثلون أكثر من 140 بلدا عكفوا لمدة أسبوع على وضع اللمسات الأخيرة على هذا التقرير، وعرض ملخص عنه في نحو 25 صفحة.
يُذكر أن الفريق الحكومي الدولي المعني بالتغيرات المناخية حصل على جائزة نوبل للسلام العام الحالي، مناصفة مع نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور.