المغرب متشبث بتقوية الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول الإفريقية
اتفقت الصين والدول الافريقية على تعزيز الحوار الجماعي والعمل معا نحو بناء مجتمع مصير مشترك، وتوسيع آفاق التنمية بالقارة الافريقية.
وجاء في إعلان بكين، الذي اعتمدته قمة منتدى التعاون الصيني-الافريقي، مساء أول أمس الثلاثاء، بان الصين والدولة الافريقية اتفقت على ” تعزيز الحوار الجماعي وتعزيز الصداقة التقليدية وتعميق التعاون العملي والعمل معا نحو بناء مجتمع مصير مشترك أقوى”.
ووصف الاعلان افريقيا بأنها “مشاركة مهمة في مبادرة الحزام والطريق، وأن التعاون الصيني – الافريقي في إطار المبادرة سيولد المزيد من الموارد والسبل وسيوسع السوق والمجال أمام التنمية الافريقية وسيوسع آفاق التنمية بالقارة”.
وأكد ان الدول الافريقية تدعم استضافة الصين لمنتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي في عام 2019، مشيرا الى ان الجانبين أشادا بدور المنتدى، خلال الـ 18 عاما الماضية، لدوره في تعزيز العلاقات الصينية – الافريقية.
وأضاف أن الصين والدول الافريقية تدعمان بقوة التعددية وتعارضان كافة أشكال الأحادية والحمائية، وأن الصين تدعم إحراز تقدم في تطوير منطقة التجارة الحرة بالقارة الافريقية، وسوق النقل الجوي الافريقي الموحد، وحث الاعلان الدول المتقدمة على احترام تعهداتها الرسمية بتقديم مساعدات تنموية للدول النامية، وخاصة للدول الافريقية، بشكل كامل وفي الوقت المناسب.
وتعهدت الصين، بحسب الوثيقة، “بمواصلة تعزيز التضامن والتعاون مع الدول الافريقية في التمسك بمبدأ الإخلاص والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النية ومبدأ التمسك بالعدالة والسعي إلى تحقيق مصالح مشتركة “.
وعن التعاون في مكافحة الفساد، أكد الاعلان ان الصين والدول الافريقية ترحب بإطلاق عام مكافحة الفساد الافريقي وتعهدت باستغلال الفرصة لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة بشكل مشترك.
وبخصوص مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، دعا الإعلان الدول المتقدمة إلى احترام تعهداتها، ودعم الدول الافريقية بالتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات مشيرا إلى أن الصين ستعمل مع افريقيا لمكافحة الاتجار غير المشروع في الحياة البرية.
وأكد ان الصين والدول الافريقية ترحب بالسنغال في الرئاسة المشتركة لمنتدى التعاون الصيني- الافريقي المقبل، مشيرا إلى أن المؤتمر الوزاري الثامن للمنتدى سيعقد في السنغال في عام 2021.
وأشار الإعلان إلى أن الصين ستواصل، التزاما بمبدأ التعاون القائم على المنفعة المتبادلة والربح للجميع، المساعدة في تعزيز قدرات الانتاج الافريقية في القطاع الثانوي وقطاع الخدمات، وتعزيز تحول وتحديث التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وافريقيا مع التركيز على تحسين النمو المدفوع داخليا في افريقيا لتقليل الاعتماد على تصدير المواد الخام.
وفي ختام قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في مؤتمر صحفي، إن إعلان بكين بلور التوافق بين الصين وافريقيا بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، ووجه للعالم إشارة قوية على أن الجانبين يمضيان قدما يدا في يد. وأضاف شي أن القمة تبنت خطة عمل بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي (2019- 2021) لتأكيد أن الصين وافريقيا ستعززان بشكل شامل التعاون البراغماتي بتركيز على تنفيذ المبادرات الكبرى.
وأوضح أن أعضاء المنتدى قرروا بالإجماع بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وافريقيا “يتولى المسؤولية المشتركة، ويسعى وراء التعاون المربح للطرفين، ويقدم السعادة للجميع، ويتمتع بازدهار ثقافي مشترك، ويضمن الأمن المشترك، ويعزز التناغم بين الانسان والطبيعة، ما سيضع نموذجا لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية”.
وعبر الرئيس الصيني عن استعداد بلاده والدول الافريقية لتعزيز الدمج بين الاستراتيجيات وتنسيق السياسات، والمضي قدما نحو تنمية مشتركة للحزام والطريق، والربط الوثيق بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063، وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة واستراتيجيات التنمية للدول الافريقية.
يذكر أن المغرب شارك في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي بوفد برئاسة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ويضم بالخصوص الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، محسن الجزولي، وكاتب الدولة المكلف بالاستثمار عثمان الفردوس، بالإضافة إلى وفد من رجال الأعمال المغاربة يمثلون مختلف القطاعات.
وأكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أول أمس الثلاثاء ببكين، أن المغرب يؤمن بتقوية الشراكات على أسس الربح المشترك واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها. وذكر بلاغ رئاسة الحكومة أن العثماني، أوضح في كلمة ألقاها أمام المشاركين في القمة الثالثة لمنتدى التعاون الإفريقي – الصيني المنعقدة ببكين، أن المغرب متشبث بضرورة المضي قدما لتقوية الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول الإفريقية لما لذلك من نتائج إيجابية بالنسبة للطرفين، مبرزا استعداد المغرب دائم للعمل المشترك والتعاون البيني وتشجيع الاستثمار وتأهيل الاقتصاد على أساس الربح المشترك، في احترام تام لسيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كما شدد رئيس الحكومة على أن المغرب يجعل التعاون الإفريقي أولوية الأولويات في سياسته الخارجية، مبرزا الأهمية التي يوليها الملك محمد السادس للعلاقات التقليدية بين إفريقيا وجمهورية الصين الشعبية.
وأضاف أن المغرب يجعل من “تنويع شركائه خيارا استراتيجيا وتوجها متجددا في سياسته الخارجية”، منوها، في هذا الصدد، بمستوى العلاقات التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، وبالقيم المشتركة التي يتقاسمها البلدان، اللذان يحتفلان هذه السنة بالذكرى 60 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية. وفي هذا السياق، ذكر رئيس الحكومة بحرص الملك محمد السادس على إضفاء بعد إنساني خاص في إطار شراكة المغرب مع الصين، عبر تحفيز التبادل والتقارب الإنساني والاجتماعي، من خلال إعفاء المواطنين الصينيين القاصدين المملكة من التأشيرة، ما ساهم في ارتفاع عددهم سواء في إطار تبادلات جامعية أو ثقافية أو لأغراض سياحية. وجدد العثماني تأكيد عزم المغرب الدائم للعمل مع جمهورية الصين الشعبية من أجل تفعيل “الشراكة الاستراتيجية” التي عقدت بين البلدين سنة 2016، وأيضا “مذكرة التفاهم حول مبادرة الحزام والطريق”، بما يجسد حرص المغرب على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بما فيها القطاعات الاقتصادية الواعدة وذات القيمة المضافة.