يتنفس سكان مدينة الدار البيضاء، منذ يوم الخميس الماضي، تحت آلاف الأطنان من النفايات التي أغرقت شوارع العاصمة الاقتصادية، بعد دخول عمال النظافة في إضراب عن العمل ليومين، احتجاجا منهم على الأوضاع الاجتماعية المزرية بحسبهم.
وأتت هذه الخطوة، وفق مصدر نقابي من داخل شركة التنمية المحلية لمدينة الدار البيضاء، التابعة للمجلس الجماعي، التي أسندت لها مهمة جمع النفايات بعد فسخ العقد مع شركة “سيطا” خلال السنة الماضية، بعد عدم توصل عمال النظافة الذي يتجاوز عددهم 1000 عامل، من منحة عيد الأضحى، وكذا أجورهم المالية التي لم تتحرك منذ مدة طويلة.
وانطلق الاضراب عن العمل يوم الخميس الماضي، وامتد إلى غاية أول أمس السبت، بعد يوم تواصلي-تشاوري عقد بين العمال النقابيين الـ 600 الذين قرروا الدخول في إضراب عن العمل لمدة 48 ساعة، كإنذار للمجلس الجماعي الذي يستعد لفتح أظرفة الشركات التي تقدمت لصفقة خدمة جمع الأزبال ببعض أحياء العاصمة، لاسيما بعد فسخ العقد مع الشركة الفرنسية السالفة الذكر.
وكشفت مصادر بيان اليوم، أن المجلس الجماعي بادر إلى عقد لقاء مع ممثلي الجهاز النقابي لعمال النظافة، من أجل وقف الإضراب عن العمل، بالإضافة إلى مناقشة الطرفين مستقبل وضعية عمال النظافة المادية والعملية، بعد توقيع العقد مع الشركة الجديدة التي سيفوض لها جمع أزبال البيضاويين.
وبالموازاة مع هذا الإضراب عن العمل، نظم عمال النظافة المضربين، وقفة احتجاجية، يوم الجمعة الماضي، أمام مقر مجلس مدينة الدار البيضاء، باعتباره المسؤول الأول عن عمال النظافة الذين ينتمون إلى جهازه الوظيفي، حيث ردد عمال النظافة شعارات تدعو إلى إعطاء الاعتبار لهذه الفئة التي تقدم خدمات مهمة للساكنة البيضاوية.
ونبه مصدر الجريدة إلى أن هذا الإضراب “إنذاري فقط”، جاء بعد حمل الشارة الحمراء يوم الثلاثاء الماضي، متوعدا بالتصعيد في حالة عدم تجاوب مجلس المدينة مع مطالب العاملين، قبل التوقيع على عقد التدبير المفوض مع الشركة الجديدة.
ومن بين الأحياء والشوارع التي غرقت في أكوام من الأزبال، والتي عاينتها بيان اليوم في جولة ميدانية، نجد شارع محمد الخامس، ومنطقة المعاريف، وشارع أنفا، وشارع الراشدي، ومولاي يوسف، وحي بوركون، ودرب السلطان، واسباتة..
الدخول في إضراب خلال هذين اليومين، كان كافيا، بحسب إحدى العملين الذين التقتهم بيان اليوم في جولتها، ببعث إشارة واضحة إلى مجلس المدينة الذي تلقى العديد من الشكايات من طرف الساكنة البيضاوية التي ضاقت ذرعا بالرائحة الكريهة التي أصبحت منتشرة في مختلف الأزقة، وكذا الأطنان من النفايات التي تراكمت على قارعات الطرق.
< يوسف الخيدر