واصلت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، في بحر الأسبوع الجاري، الاستماع إلى 8 متهمين آخرين في ملف جريمة مقهى “لاكريم”، قبل أن تؤجل الملف، إلى يوم الثلاثاء المقبل، من أجل الاستماع إلى آخر متهم في الملف، ويتعلق الأمر ب “الصديق، ر” المتابع في حالة اعتقال من أجل “المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والمشاركة في محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والدخول في عصابة إجرامية منظمة، وإخفاء أشياء متحصلة من جريمة يعلم بظروف ارتكابها، والاتجار في المخدرات…”.
وجاء التأجيل بعد تأكيد المتهم للمحكمة بأنه غير جاهز للاستنطاق، لعدم فهمه للتصريحات التي أدلى بها المتهمون، بسبب عدم إتقانه للغة العربية.
وفي هذا الإطار، استمعت المحكمة إلى المتهم “عبد الجديد. ب”، المتابع في حالة اعتقال من أجل جناية “المشاركة في إخفاء أشياء متحصلة من جريمة”، ومن أجل جنحتي “إدخال معطيات في نظام المعاجلة الآلية عن طريق الاحتيال، وتزوير محررات بنكية وتجارية واستعمالها، وتزوير شيكات واستعمالها”، على خلفية اتهامه بالتورط مع “محمد.ف”، ابن عم مالك مقهى لاكريم، الذي تسلم منه 6 ملايير سنتيم، أياما قليلة قبل الجريمة، وفتح حسابات بنكية في اسم أربعة أشخاص، بدون علمهم، مكتفين بتسليمه بطاقات تعريفهم الوطنية، قبل أن يحصل على دفاتر الشيكات، ويقوم لاحقا بسحب المبالغ.
وكان المتهم المذكور، يعمل مديرا لوكالة القرض الفلاحي بمدينة مراكش، قبل أن يتم توقيفه احترازيا عن العمل من طرف الإدارة المركزية للبنك، بعد حوالي شهر ونصف من وقوع الجريمة.
كما استمعت ذات المحكمة، من جهة، إلى مسير المقهى، “محمد.ج” المتابع في حالة اعتقال من أجل “إخفاء وثائق من شأنها أن تسهل البحث عن الجنايات والجنح وكشف أدلة مرتكبيها”، و”إخفاء أشياء متحصلة من جريمة يعلم بظروف ارتكابها”، ومن جهة أخرى، إلى تاجر سيارات من فاس، يدعى “نجيم. أ” ، يوجد بدوره رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن “الأوداية”، بعد متابعته من طرف قاضي التحقيق من أجل “إخفاء أشياء متحصلة من جريمة”، و”عدم التبليغ عن وقوع جناية”، على خلفية بيعه سيارة فارهة بمبلغ 78 مليون سنتيم لمتهم آخر معتقل في الملف ذاته (نجيم.ي)، بدون توفره على وثائقها القانونية، وهو ما أنتج قناعة لدى قاضي التحقيق بأنها من مصدر مشبوه، كما اعتبر بأن قضاءه يومين بمراكش بدعوة من المتهم الأول، قبل الجريمة، يعد قرينة على علمه بالمخطط دون أن يقوم بتبليغ السلطات الأمنية.
متهم آخر من بني أنصار بالناظور، استمعت إليه المحكمة، عمل سائقا للمتهم “نجيم. ي” طيلة الأسبوع الذي سبق ارتكاب الجريمة بمراكش، توبع في حالة سراح بجنحة “عدم التبليغ”، حيث خلص قاضي التحقيق إلى أن مرافقته للمتهم إلى ” مقهى لاكريم” يعتبر قرينة على أنه كان يعلم بانتمائه إلى عصابة إجرامية، مستدلا على ذلك بأنه غادر المدينة إلى الناظور في ظروف غير مفهومة، علما بأنه حضر إليها من أجل العمل كسائق، كما أن تصريحه بأنه يستهلك الماريجوانا وأنه أحضر معه كمية بقيمة 20 درهما، جرّ عليه المتابعة بجنحة أخرى تتعلق بـ”استهلاك المخدرات”.
متهم آخر تسبب “نجيم.ي” في متابعته في حالة اعتقال في هذا الملف، يدعى “محمد. ي” يحمل الجنسية الهولندية فيما أصوله تعود لإقليم الدريوش، وقد خضع للاستنطاق من طرف المحكمة، في شأن استضافته من طرف عمّه “نجيم.ي”، بمراكش خمسة أيام بعد وقوع الجريمة، والذي حجز له غرفة بفندق “أكابار” المقابل لمقهى “لاكريم”، ليجد نفسه متابعا من أجل “إخفاء أشياء متحصلة من جريمة يعلم بظروف ارتكابها”، و”مسك واستهلاك المخدرات”.
كما استمعت المحكمة، أيضا، إلى ثلاثة متهمين في حالة اعتقال، ويتعلق الأمر ،ب “مراد. ت” االمتابع من أجل ” المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والمشاركة في محاولة القتل العمد، وتقديم مساعدة عمدا عن علم لأفراد عصابة إجرامية، والتهديد”، وذلك على خلفية اتهامه بالإشراف الميداني على الجريمة بتعليمات من شقيقه الأكبر، رضوان، بارون المخدرات الدولي، والمشتبه في انتمائه إلى جانب أشقائه وأقاربه لعصابة هولندية تُدعى GWENETTE MARTHA، التي خصّصت مكافأة لا تقل عن 10 مليون أورو لمن يقتل صاحب مقهى “لاكريم”، المشتبه في انتمائه بدوره لشبكة دولية مختصة في ترويج المخدرات الصلبة وتجارة الأسلحلة، بسبب استيلاء هذا الأخير على شحنة مخدرات تقدر بـ 200 كلغ من الكوكايين الخام.
كما تم الاستماع لشقيقه الأكبر “جمال. ت” (47 سنة)، المتهم بـ” إنتاج وصنع وتصدير مخدر الشيرا، والمشاركة في الاتجار في المخدرات”، وقريبهما “عبد الناصر. ت” المتهم بـ”تقديم مساعدة عمدا وعن علم لأفراد عصابة إجرامية، والمشاركة في صنع وإنتاج المخدرات، والاتجار فيها”.
هذا، ورفضت المحكمة، في بداية الجلسة، مجددا، ملتمسا بإزالة الأصفاد عن المتهمين بمجرد ولوجهم لقاعة الجلسات، معللة قرارها بدواع أمنية، وهو الملتمس الذي تقدم به دفاع بعض المتهمين.
حسن عربي