انهزم المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم، أول أمس الثلاثاء، أمام نظيره المالي بهدف لصفر، في إياب الدور المؤهل لكأس الأمم الإفريقية التي ستحتضنها مصر، والمؤهلة بدورها للألعاب الأولمبية صيف السنة القادمة بالعاصمة اليابانية طوكيو.
تعادل بمراكش (1ـ1) وهزيمة بباماكو (1-0) حكمتا على الأولمبيين المغاربة بالإقصاء القاسي، ليسجل فشل جديد على مستوى الفئات السنية، مما يعني بوضوح فشل سياسة التكوين التي نهجتها الإدارة التقنية خلال السنوات الأخيرة.
صحيح أن هناك نتائج إيجابية ظرفية تحققت على مستوى بعض الفئات، إلا أن الفشل المسجل على المنتخب الأولمبي غير مقبول تماما، على اعتبار أن هذا الفريق كان ثمرة عمل دام لسنوات، بعد تدرج أغلب عناصره عبر فئتي الفتيان والشبان، كما شارك بالعديد من التظاهرات القارية والدولية ولعب أكثر من 25 مباراة دولية، لكن في أول مواجهة حقيقية أخفق في الاختبار.
وحقيقة أن هذا الإخفاق الصادم، لا يعكس أبدا المجهود الذي بذل تقنيا وماليا ولوجيستيكيا، وبالتالي لا بد من تحديد المسؤوليات حول الأسباب المباشرة، وغير المباشرة التي أدت إلى هذا الإقصاء.
فعلى المستوى التقني لم يستطع المدرب بوميل الذي قبل في آخر لحظة تحمل مسؤولية الإشراف على هذا المنتخب الذي ظل يتيما من الناحية التقنية بعد التخلي عن الهولندي مارك فوت، بوميل هذا لم يستطع تدبير مباراتي الذهاب والإياب بالشكل الأمثل، إذ لم يعرف كيف يناقش بشكل جيد، مجريات المباراتين من الناحية التقنية.
إلا أن هذا لا يلغي أيضا مسؤولية الإدارة التقنية السابقة، التي كانت مشرفة عن الجانب التقني في شقه المؤسساتي، خاصة بعد واقعة تعنت هيرفي رونار، وحرمان المنتخب الأولمبي من الاستفادة من خدمات ثلاثة لاعبين تقل أعمارهم عن 23 سنة، خلال مباراة الكونغو، ذهابا وإيابا، رغم عدم الاعتماد عليهم خلال مقابلة الإياب ضد مالاوي، بينما حدث العكس بالنسبة للمنتخب الكونغولي، حيث سمح المدرب فلورو مبينغي، تسريح كل لاعبيه المنتخب الأول، ووضعهم رهن إشارة منتخبهم الأولمبي، من أجل تسهيل مهمتهم في الفوز وتحقيق التأهل.
والذي لا يقبل أبدا هو أن يتم التأهيل خلال الدور الأول بالقلم على حساب الكونغو الديمقراطية، بعد انهزام بالقدم بعد هزيمة في الذهاب بهدفين لصفر، وانتصار صغير في الإياب، ليأتي الإقصاء في الدور الموالي أمام منتخب مالي الذي يتوفر على كل مقومات النجاح.
نتيجة الإقصاء تؤكد أن الأزمة أعمق مما نتصور، وأعمق من أن تعالجها تدابير وإجراءات شكلية، وأن إشكالية التكوين القاعدي لابد وأن تنفذ إلى العمق، وأن تتم إعادة النظر في الطرق والمناهج المعمول بها منذ سنوات.
غياب عن كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، وغياب جديد عن العرس الأولمبي، وإخفاقات متتالية غير مقبولة تماما، وبالتالي لابد من استخلاص الدروس والعبر من تجربة لم تحقق المنتظر منها، رغم المجهود التقني والإداري والمالي الذي بذل بكثير من الإصرار والسخاء المالي.
محمد الروحلي