حول الإلقاء الشعري
عند الاستماع إلى أحدهم وهو يلقي قصيدته أو قصته القصيرة، يبدو كأنه يفعل ذلك مرغما، كأنه يريد أن يتخلص من عبء ثقيل ويذهب إلى حاله بعد أن يكون قد حصل على التعويض المادي، إن كان هناك تعويض. بالمناسبة أغلب المشاركين في الأمسيات القصصية والشعرية التي تنظمها الجمعيات الثقافية لا يحصلون على مقابل مادي لأتعابهم. كل ما ينالونه: ليلة مبيت في فندق لا يتجاوز في الغالب ثلاث نجوم.
***
حول الكتابة للأطفال
من الملاحظ أن أغلب الكتاب الذين يؤلفون للأطفال، هم في سن متقدمة إلى حد ما؛ مما يدل مرة أخرى على أن أدب الطفل ليس بالسهولة التي نتصورها، بل يستدعي نضجا فكريا وتجربة حياتية غنية وكذا الاتصاف بالحكمة.
لا يمكن لشاب نزق مثلا، أن ينجح في الكتابة للأطفال، وإلا فإن الأطفال أنفسهم، يمكن لهم أن يكتبوا لبعضهم البعض أدبا، ولن تكون لهم حاجة إلى من يكتب إليهم القصص والأشعار وما إلى ذلك.
***
حول الأدب النسائي
هناك ظاهرة لافتة، ترتبط بالإنتاج الأدبي النسائي، يتعلق الأمر بندرة هذا الإنتاج في حد ذاته، ومحدودية الأسماء الفاعلة في هذا الحقل، خصوصا ما يتعلق بالفكر والنقد، وإلى حد ما الرواية والقصة، في حين أن الشعر يظل هو الأقوى بين إنتاجاتهن، من حيث الكم على الأقل.
بعضهن يتوقفن عن النشر، حتى لا نقول عن الكتابة، إيمانا بأنه لا أحد بمقدوره أن يعلم إن كان الكاتب الفلاني أو الكاتبة الفلانية، قد توقف أو توقفت بالفعل عن الكتابة، لكن المؤكد أن العديد من الأديبات المغربيات توقفن عن النشر، واختفين إلى الأبد، قبل أن يغيبهن الموت.
***
حول التواصل الافتراضي
ما الفرق بين المتسول الذي يعرض عاهته المستديمة في الشارع أمام أبواب المساجد للحصول على صدقة، وبين المرتبط بشبكة الأنترنت الذي يعرض على صفحته الاجتماعية صوره وهو في حالة سيئة؟ كلاهما يتسول: الأول يتسول الصدقات والآخر يتسول تعاطف أصدقائه وحبهم له.
ليس من المفروض أن يحب أحدنا الآخر إلا إذا كان في أسوأ حالاته.
***
حول التنشيط الإذاعي
بعض المنشطين الإذاعيين عادة ما يختارون أغاني رديئة، ويقدمونها باعتبارها استراحة غنائية. أي استراحة هاته؟ أشك في أن يكون الإذاعيون الذين يبثون تلك الأغاني، يستمعون إليها بدورهم. أتصورهم يغادرون مواقعهم، ويذهبون لتدخين سيجارة خارج الاستوديو إلى حين انتهاء الأغنية، ثم يعودون لاستئناف عملهم.
لقد أكد أحد المنشطين الإذاعيين، أنه عندما يكون في بيته، يفضل الاستماع إلى موسيقى بيتهوفن وموزار والعديد من عباقرة الموسيقى، لكن الأغاني التي يختارها لمستمعيه في الإذاعة، لا تخرج عن نطاق الأغاني الشعبية الساقطة.
عبد العالي بركات