أصبح الفلاحون بالمناطق الموجودة على الحدود الجغرافية بين عبدة ودكالة بإقليم سيدي بنور، يتخوفون كل سنة من هجوم الرعاة الرحل القادمين من المناطق الجنوبية بالصحراء، على أراضيهم الفلاحية المزروعة، حيث أن هؤلاء الرعاة الرحل يحلون بهذه المناطق مباشرة بعد عملية الحصاد، مصحوبين بقطيع كبير من المواشي، ومدججين بسيارات رباعية الدفع ورعاة ببنيات جسدية قوية استعدادا لأي مواجهة محتملة مع الفرحين المحليين، وفي هذا السياق شهدت المناطق السقوية بالمركز 363 بجماعة العكاكشة التابعة لقيادة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور، يوم الاثنين 8 يونيو 2020، مواجهات ومعارك عنيفة، بين فلاحي هذه المنطقة ورعاة رحل قادمين من المناطق الجنوبية بالصحراء.
وحسب مصدر من عين المكان، فإن هذه المواجهة استعمل فيها الرعاة الصحراويون الرحل العصي ومقالع الحجارة، التي تسببت في إصابة العديد من الفلاحين المحليين الذين تدخلوا في محاولة لحماية أراضيهم التي لا زالت مزروعة بمنتوج الشمندر السكري والذرة ثم نبتة ” الفصة “، بإبعاد قطيع كبير من المواشي، كما تسببوا في تخريب تجهيزات قنوات السقي التي لا زالت قطع وشظايا منها منتشرة في الأراضي الفلاحية وإلحاق أضرار وخسائر بالأراضي التي لا زالت مزروعة.
وفور إشعار السلطة المحلية بقيادة أولاد عمران، انتقل القائد وخليفته وأفراد من القوات المساعدة وأعوان السلطة ورجال الدرك الملكي التابعين لمركز أولاد عمران، إلى عين المكان ، حيث وجدوا المواجهات لازالت مستمرة بين الطرفين، وبعد مجهودات جبارة، تمكنوا من توقيفها، كما نجحوا في دعوة الأطراف المتنازعة إلى عقد اجتماع طارئ يوم الثلاثاء 9 يونيو 2020،
بمقر جماعة العكاكشة، لعقد صلح بينهما وحل هذه المشاكل بالطرق السلمية، على أساس أن يحترم الرعاة الرحل الأراضي الفلاحية التي لا زالت مزروعة ومستغلة، وعدم تجدد هذه المواجهات.
وكما لجأ هؤلاء الرعاة الرحل، إلى منع الفلاحين المحلين من حرث أراضيهم، حيث تمكنوا بالقوة و التهديد، من توقيف مجموعة من عمليات الحرث، بل هددوا سائقي الجرارات ومالكي الأراضي الفلاحية بالانتقام منهم إن هم قاموا بحرثها، حتى يتمكنوا من استغلالها في الرعي.
هذا، وكانت مواجهات مماثلة قد اندلعت يوم الثلاثاء 02 يونيو 2020، بين رعاة رحل آخرين و فلاحي المناطق الفلاحية المجهزة بنظام التنقيط التابعة للمركز الفلاحي 341 بجماعة الغربية، بعد اجتياحها من طرف قطعان المواشي للرعاة الرحل، وهو ما جعل الفلاحين يخرجون للدفاع عن أراضيهم الفلاحية، و نتج عن ذلك مناوشات و تهديدات بين الطرفين.
كما سبق أن وقعت مواجهات جد عنيفة، خلال شهر رمضان الماضي، بين الرعاة الرحل والفلاحين المحليين بالمناطق السقوية بالتنقيط بالمركز الفلاحي 325 بدوار الدحامنة بجماعة أولاد سبيطة، وهي المواجهات التي كانت قد خلفت إصابات خطيرة في صفوف الفلاحين، حيث أصيب خمسة منهم بكسور وجروح خطيرة بواسطة الحجارة و العصي.
ولهذا أصبح ضروريا على الجهات المسؤولة محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا، التدخل العاجل لوضع حد لمظاهر السيبة والفوضى التي يتسبب فيها الرعاة الرحل القادمين من المناطق الصحراوية، وإيجاد حل جدري للتهديدات والاعتداءات التي يتعرض فلاحون من طرف هؤلاء الرعاة الرحل، كل سنة، وبالتالي حماية حياتهم وأراضيهم الفلاحية من التخريب.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون يمنع على الرعاة الرحل، من الرعي بالمناطق السقوية و الأراضي الفلاحية المزروعة والمستغلة، ويسمح لهم فقط بالرعي في المناطق البورية الفارغة، شريطة حصولهم على ترخيص من السلطة المحلية.
محمد الغوات