أطلقت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، “نداء عاجلا” للمنظمات الدولية لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات التي تجتاح البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أول أمس الثلاثاء، أن مندوب السودان الدائم بجنيف، علي بن أبي طالب عبد الرحمن، عقد لقاءات مع مسؤولي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، ومكتب تنسيق المساعدات الإنسانية “أوتشا”، والصليب الأحمر السويسري.
وأعلن عبد الرحمن، تصديق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، على تقديم 460 ألف فرنك سويسري (نحو 500 ألف دولار)، كاستجابة عاجلة للكارثة الإنسانية في السودان.
وقال إن الصليب الأحمر السويسري قرر، أيضا، دعم الجهود الإنسانية لمواجهة كارثة الفيضانات بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السوداني.
وأعلن المجلس القومي للدفاع المدني بالسودان، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد إلى 102، شخصا وإصابة 46، وتضرر أكثر من 67 ألف منزل منذ بداية الأمطار الخريفية في يونيو الماضي.
كما أعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر لمواجهة السيول والفيضانات، واعتبارها “منطقة كوارث طبيعية”. وكانت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ، أعلنت أن معدلات الفيضانات والأمطار المسجلة هذا العام تجاوزت الأرقام القياسية المسجلة في عامي 1946 و1988 مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.
من جهتها، قررت جامعة الدول العربية أول أمس الثلاثاء، خلال اجتماع عربي طارئ لمؤسسات العمل العربي المشترك لدعم السودان في مواجهة الأضرار والخسائر جراء كارثة الفيضان والسيول غير المسبوقة التي شهدها، إنشاء غرفة عمليات لمتابعة تطورات الأوضاع في الخرطوم وتنسيق الغوث العربي المقدم.
وأكد الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية كمال حسن علي، في تصريح عقب الاجتماع العربي الطارئ (عن بعد)، تضامن جامعة الدول العربية التام مع السودان، داعيا كل منظمات واتحادات العمل العربي المشترك إلى الإسراع لتقديم الدعم العاجل كل في مجال اختصاصه.
وقال إنه سيتم إرسال طائرة باسم جامعة الدول العربية الثلاثاء المقبل، تحمل المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، على أن يتم خلال تواجد وفد عربي مصاحب لتلك المساعدات الإعلان عن حجم الدعم المالي المباشر للسودان.
وأضاف أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على أن تكون المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالخرطوم هي ممثل الجامعة العربية وآلية استقبال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي للمتضررين وصغار المزارعين.
وأوضح أن الدعم العربي سيكون من شقين، الأول دعم إغاثي عاجل يشمل الدواء والغذاء، والثاني دعما فنيا للمساعدة في إعادة الإعمار وتقديم المنح الدراسية والتعليمية لأبناء المتضررين من الكارثة.
بدوره، قدم سفير السودان لدي مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية محمد الياس، إحاطة شاملة للمشاركين في الاجتماع الطارئ تضمنت أهم الاحتياجات لدعم السودان خاصة المساعدة في بناء السدود والجسور ومعالجة المنخفضات الأرضية التي حدثت على الشواطئ من الفيضان.
كما قدم تقريرا مفصلا بالاحتياجات الغذائية والطبية والخيام ومبيدات الرش لمواجهة الحشرات والبعوض وانتشار الملاريا.
وأكد، أن السودان يشهد وضعا كارثيا ويحتاج إلى دعم عربي ودولي عاجل وفاعل، والمساعدة في إعمار الانهيارات التي حدثت للمنازل والبنية التحتية.
من جانبه، أعلن المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية إبراهيم الذخيري، تقديم 50 ألف دولار دعما ماليا عاجلا، بالإضافة لتقديم 100 ألف دولار مساعدات ومعونات غذائية.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، اللواء إسماعيل عبد الغفار، أن الأكاديمية سترسل وفدا فنيا متخصصا لتقييم الأثر الممتد للفيضان، ووضع دراسة بشأن الحجم الفعلي للأضرار لتقديم العون المطلوب ومساعدة السودان على تجاوز المحنة، كما قرر تقديم منح دراسية لأبناء المتضررين في فرع الأكاديمية العربية بأسوان جنوب مصر ابتداء من العام الدراسي الجديد الذي يبدأ 3 أكتوبر المقبل.
وفي سياق متصل، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان جراء الفيضانات التي شهدتها البلاد مؤخرا، والتي دفعت الحكومة لإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.
وقال المتحدث باسم المكتب ينس ليركي في تصريح صحفي أول أمس الثلاثاء، إن أكثر من نصف مليون شخص تضرروا منذ بدء هطول الأمطار في السودان منتصف يوليوز الماضي، منهم أكثر من 110 آلف شخص خلال الأسبوع الأول من سبتمبر الجاري.
ولفت المتحدث النظر إلى أن وكالات الأمم المتحدة تقدم المساعدات المنقذة للحياة لآلاف من المتضررين البالغ عددهم 250 ألف شخص، خاصة في المسكن والإمدادات الصحية والمياه النظيفة، مشيرا إلى أن الأوضاع قد تتدهور خلال الأيام المقبلة مع ارتفاع مستوى المياه في النيل الأزرق ، مما سيؤدي إلى المزيد من الفيضانات والدمار .
ودعا المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، المجتمع الدولي لتوفير الدعم والتمويل العاجل لتجديد مخزونات المساعدات ومواصلة عمليات الاستجابة ، مبرزا أن منظمات الإغاثة في السودان لم تتلق حتى الآن سوى 44 بالمائة من ميزانية الاستجابة الإنسانية للعام الجاري البالغة 1،6 مليار دولار.
< أ.ف.ب