يميل بعض الأشخاص لتناول الحلويات بشكل مفرط، فلا يمكن أن يمر يوم دون تذوق قطعة من الحلوى أو أكثر.
للحلويات جاذبية خاصة لا يمكن مقاومتها، فبمجرد التفكير فيها، يشعر بجاذبية إليها ويسرع لإحضارها لأنه لا يتمكن من مقاومة هذا الشعور.
ولكن قد يتحول الأمر إلى إدمان، مما يسبب ضررا على الصحة، فكيف يمكن التغلب على إدمان الحلويات؟
أسباب إدمان الحلويات
هناك بعض الأسباب التي تؤدي لإدمان الحلويات، وهي:
< الاعتياد عليها منذ الصغر: حيث ينشأ الطفل في أجواء عشق طعم السكر والحلويات، وخاصة إذا كانت الأم ماهرة في صناعة أشهى الحلويات، فيعتاد على تناولها بشكل يومي، وهو ما يزيد عند الكبر.
< الشعور بالجوع بين الوجبات: فيجد الشخص أن الحلويات هي السبيل المثالي للتغلب على هذا الشعور، وخاصة بعد تناول وجبة بها كثير من الملح، فيزداد الشعور بالميل لتناول أي سكريات.
< الدماغ يريد السكر: أحد الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يدمنون تناول الحلويات هو رغبة الدماغ الملحة للسكر، لأنه يعتبرها مصدر للطاقة، ويشعر بأن شيء ينقصه إذا لم يحصل على قطعة من الحلوى.
ومع الأسف يكون الشعور بالطاقة بعد تناول السكر أمر مؤقت، وسريعا ما ينتاب الشخص شعور بالخمول، مما يجعله يحتاج إلى مزيد من السكريات.
< تفضيل مذاق السكر: يمتلك كل منا براعم للتذوق وهي عبارة عن مستقبلات صغيرة تقع على اللسان وداخل الفم، وقد لا تعمل هذه البراعم بشكل صحيح، وتكون مفضلة للأطعمة ذات المذاق الحلو أكثر من غيرها.
< التدخين: من الأمور التي تؤثر على براعم التذوق لدى الإنسان هي التدخين، فيصيبها بالخلل وبالتالي يميل الشخص لتناول أطعمة أكثر من غيرها.
ولذلك فإن أردت التوقف عن إدمان السكر، فلابد وأن تحاول الإقلاع عن التدخين في نفس الوقت.
أعراض إدمان الحلويات
ويمكن التأكد من أنك مدمن للحلويات من خلال بعض الأمور، وتشمل:
< اشتهاء السكر: والتفكير في الحلويات بشكل كبير، فيصبح أمر أساسي لديك وخاصة في نهاية اليوم أو بعد تناول العشاء خارج المنزل، ولا يمكن أن تعود إلا بعد تناول حلوى.
< الميل للمشروبات الغازية: وتناولها بشكل أكثر من غيرها لأن مذاقها الحلو يشعرك بالرضا والسعادة، فتفضلها عن العصائر الطازجة دون السكر أو المشروبات الساخنة.
حيث أن المشروبات الغازية تحتوي على كميات كبيرة من السكريات، وهناك أشخاص لا يمكنهم الإستغناء عنها يوما واحدا.
< الأعذار لتناول السكر: فيبدأ الشخص في قول مبررات تجعله يتناول السكر، مثل قول أن السكريات تجعله أكثر نشاط وطاقة، أو أنه يجب تناول قطعة من الحلوى ليشعر بالسعادة والحماس للعمل، وغيرها من المبررات.
< صعوبة التوقف عن تناول الحلويات: من الأعراض الظاهرة لإدمان الحلويات هي المحاولات المتكررة للتوقف عنها دون جدوى، على غرار محاولات التوقف عن التدخين.
< تناول كثير من الحلوى عندما تكون بمفردك: فتجدها فرصة مثالية لتقوم بهذا الفعل الذي يشبع رغبتك، ولا تتردد في تناول كميات كبيرة لأنه لا يتواجد معك من يلومك على هذا الفعل، بل وتعتبره أمر سري لا يمكن أن تخبر به أحد.
مخاطر إدمان الحلويات
بالطبع يشكل إدمان الحلويات خطورة كبيرة على الصحة، ومن أبرز هذه المخاطر:
<زيادة الوزن المفرطة: حيث يستهلك الجسم كثير من السكر الذي يتم تخزينه على هيئة دهون، فتتراكم وتظهر في مختلف أنحاء الجسم وخاصةً البطن، فيصبح المظهر سيء وتنخفض ثقة الشخص في ذاته.
< أمراض القلب والشرايين: لا يسبب السكر حدوث النوبات القلبية بشكل مباشر، ولكنه يرتبط بأمراض القلب ويزيد من احتمال الإصابة بها.
فعندما يستمر الجسم في تخزين الدهون التي يسببها السكر الزائد عن الحد، يمكن أن يصاب الشخص بانسداد في الشرايين، كما قد يصل الأمر للإصابة بالسرطانات ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
< الشعور بالكآبة: على عكس ما يتوقع البعض أن إدمان السكر يجعلهم يشعرون بالسعادة، فهذا شعور مؤقت، والحقيقة أنه بمرور الوقت سيصبح أكثر توتر وكابة، وذلك نتيجة حدوث تقلبات كثيرة بسكر الدم على مدار اليوم، وهذا التذبذب يؤدي إلى تغيرات في المزاج والحالة النفسية، وهذا له علاقة بهرمونات الجسم والتغيرات النفسية بالسلب.
< التهاب المفاصل: من الأمراض التي قد تنتج عن زيادة تناول السكر على فترات طويلة هي الإصابة بالإلتهابات عموماً في الجسم، وخاصةً إلتهاب المفاصل.
حيث أن النظام الغذائي السيء يؤثر على صحة المفاصل ويجعلها أكثر عرضى للمشاكل الصحية والأمراض.
< انخفاض مناعة الجسم: مما يزيد من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض، فالسكر يؤثر على مناعة الجسم ويسبب ضعفها، مما يؤدي إلى كثرة الإصابة بأمراض نقص المناعة مثل نزلات البرد المتكررة وما يصاحبها من أعراض.
كما يمكن أن يؤثر هذا على نمط النوم الطبيعي ويجعلك أكثر قلقاً في المساء.
< متلازمة مقاومة الأنسولين: حينما يحصل الجسم على كميات كبيرة من السكر، فإنه يقوم بإفراز الأنسولين، وبمرور الوقت يصبح الجسم أقل حساسية للأنسولين الذي يطلقه، وبالتالي تقل مقاومة الأنسولين، والتي ترتبط بمرض السكري من النوع الثاني.
وتؤثر متلازمة مقاومة الأنسولين على الجسم بشكل كبير، فتؤدي إلى الشعور بالإعياء، عدم القدرة على التركيز، الانتفاخ المعوي، زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب.
ومع استمرار تناول السكر حتى بعد الإصابة بمرض السكري، يمكن أن يصل الأمر إلى مخاطر كبيرة نتيجة قلة تدفق الدم لكثير من أجزاء الجسم كالأطراف، فتموت الخلايا وقد يضطر المصاب إلى بتر أحد الأطراف.
< انخفاض اللياقة البدنية: كما ذكرنا أن زيادة نسبة السكر يؤدي إلى تقلبات مستوى السكر في الجسم، فيشعر الشخص بالطاقة سريعا ثم تنخفض إلى أقل مستوياتها مما يعيق النشاط لديه ويجعله أكثر ميلاً للكسل والخمول.
وبالتالي لا يقدر على القيام بأي أنشطة بدنية والاهتمام بممارسة الرياضة والحفاظ على الصحة، ويؤثر أيضا على إنتاجية العمل.
كيفية علاج إدمان الحلويات
لا تزال الفرصة موجودة للتوقف عن إدمان الحلويات قبل الإصابة بمخاطرها الجثيمة، من خلال القيام ببعض الأمور التي تساهم في الحد من تناول الحلويات، وهي:
< البدء في تناول بدائل صحية: فلا نطلب أن تتوقف عن تناول السكر، ولكن إختاره في الفاكهة الطازجة أو العصائر الطبيعية التي لا تحتوي على سكر صناعي، فهذا يساعد في تقليل تناول السكر بشكل تدريجي ودون الشعور بفقدانه تماماً.
< إبعاد الإغراءات: فكلما وجدت السكر والحلويات أمامك، كلما صعبت المهمة في التوقف عنها مثلما يحدث مع التدخين، ولذلك يجب أن تخلص منزلك من أي مصادر للحلويات الصناعية الضارة، وأن تبقي به مجموعة متنوعة من الفواكه.
< التوقف عن التدخين: فكما تحدثنا عن علاقة التدخين بتناول السكريات وكيف يمكن أن تزيد من الرغبة بتناولها.
< بدء نظام غذائي صحي: فهذا النظام سيضمن لك التوقف عن الحلويات لأنه سينظم العمل بجسمك ويقلل من الرغبة لتناول السكريات.
< ممارسة الرياضة: حيث أن الانتظام على ممارسة الرياضة بشكل يومي يجعل أكثر إهتماماً بصحتك والحفاظ عليها، ويزيد من الإصرار والعزيمة للتوقف عن تناول الحلويات.
< تنظيم الوقت: وكذلك شغل وقت الفراغ الذي تقضيه في الشعور بملل، مما يدفعك لتناول الحلويات، فتنظيم الوقت سوف يساعد في القيام بمهام أكثر خلال اليوم، وكذلك النوم مبكراً وعدم السهر ليلاً الذي يزيد الرغبة في تناول السكر. حسب ويب طب
ماذا يحدث إذا تخلينا عن تناول الحلويات؟
تشير الدكتورة تاتيانا بوتشاروفا، أخصائية أمراض الغدد الصماء، إلى أن الحلويات هي سبب الأرق وتسوس الأسنان. فماذا يحدث إذا استبعدناها من النظام الغذائي؟
وتقول الأخصائية، الحلويات ليست فقط السكر والحلوى والتورتات وما شابه، بل تشمل حتى الزبادي بالفاكهة والصلصات المختلفة بما فيها صلصة الفلفل الحار، لأنها تحتوي على السكر أيضا. ويمكن معرفة هذا الأمر من قراءة الملصق على المنتجات، حيث يعتبر المنتج حلوا جدا عند احتوائه على أكثر من 22.5 غرام سكر في 100 غرام. ويشير المنتجون إلى هذا السكر بطرق مختلفة مثل نشاء متحلل، دبس السكر، سكر الفركتوز، مسحوق السكر وما شابه.
وتنصح الخبيرة الشخص الذي يقرر التخلي عن تناول الحلويات في اليوم الأول بتناول الطعام في الوجبات الرئيسية حتى الشبع. وتقول، “لا تحاول الجمع بين التخلي عن الحلويات والحمية الغذائية، على الأقل في الأيام الأولى، وليس من الضروري أن تكون شبه جائع. لأن الجسم سيجد نفسه في ظروف جديدة، ومن الأفضل أن يعتاد عليها، وبعدها يمكن تقليص السعرات الحرارية”.
وتضيف، من أجل هذا يجب إضافة الكربوهيدرات البطيئة الهضم إلى النظام الغذائي مثل المعكرونة والحبوب الكاملة والأرز البني والشوفان والحنطة السوداء، لأنها تسمح بالشعور بالشبع فترة طويلة.
وبعد مضي يومين أو ثلاثة، ستصبح الشهية مستقرة، وتتلاشى الرغبة بتناول شيء ما بين الوجبات الأساسية، ويتحسن النوم، لأن الحلويات تعطي ليس زيادة لفترة قصيرة في هرمون الدوبامين (هرمون المتعة)، بل وتحفز أيضًا إنتاج هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر). فإذا كان الشخص يشعر بالنعاس دائما، فهذا يعني أنه يعاني من مشكلات في النوم ليلا. لذلك عليه الامتناع أو على الأقل تقليل كمية الحلويات التي يتناولها قبل النوم.
وبعد اليوم الخامس، تتحسن حساسية مستقبلات المذاق ويصبح الشخص يميز بين مذاق الفواكه والخضروات وطعم القهوة من دون سكر وغير ذلك. كما تتحسن حالة الأمعاء “لأن الحلويات تقوض توازن نبيت الأمعاء وتسبب الانتفاخ وتمنع امتصتص الفيتامينات والمعادن وخاصة الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور وفيتامينات A و Dو Eوغيرها من المواد المغذية”. وسوف يشعر الشخص بتحسن حالة الجلد والبشرة، لأن السكر يسبب تدمير الكولاجين والبروتينات، التي تجعل الجلد مرنا وتمنع ظهور التجاعيد مبكرا.
وعلاوة على هذا ينخفض الوزن بعد مضي سبعة أيام بمقدار 800 -1000غرام حتى عند بقاء كمية السعرات الحرارية كالسابق، لأن الجسم سيبدأ بحرق الدهون المتراكمة.
وبعد مضي 30 يوما تصبح جميع التغيرات التي حصلت في الجسم أكثر وضوحا ويتحسن عمل جميع أعضاء الجسم، ويختفي الأرق ويفقد الشخص إلى حد أربعة كيلوغرامات من وزنه. وعموما تتحسن نوعية الحياة.
وبعد سنة، ستتحسن حالة الشخص الصحية تماما فبالإضافة إلى فقدانه الوزن الزائد، تقل مراجعاته إلى طبيب الأسنان، وتتحسن مناعة جسمه. بحسب الخبيرة.