أحيت نخبة من ألمع فناني الموسيقى الأندلسية، يتقدمهم جمال الدين بن علال، لمة رمضانية روحانية عرفت أيضا مشاركة المنشد المغربي سعيد مشبال، الذي يجمع بمؤهلاته الصوتية والعزفية بين الفنين الأصيلين السميع والمديح والموسيقى الأندلسية.
 وتضمن البرنامج الموسيقي لليلة الثقافية «رمضانيات طنجة «، التي أشرفت على تنظيمها مؤسسة نسائم الأندلس لحفظ الموروث، حصتين تضمنت الأولى منهما شذرات من نوبة رمل الماية (انصراف البطايحي وانصراف قدام رمل الماية)، والثانية منتخبات من نوبة رصد الذيل (شذرات من نوبة البسيط وصنائع من انصراف قائم ونصف ، وصنائع من ميزان الدرج وصنائع من البطايحي ).
 كما تضمنت السهرة الموسيقية، التي عرفت حضور باحثين وموسيقيين مرموقين على الصعيد الوطني، حفل توقيع كتاب نوبة رصد الذيل من تدوين وتحليل الباحث والفنان جمال الدين بن علال، الذي أكد بالمناسبة أن الهدف من تأليفه هو تعزيز الخزانة الموسيقية التراثية وإغنائها بإبداعات متخصصة تسلط الضوء على مكنونات الموسيقى المغربية وتفردها.
ويتضمن الكتاب الذي يعتبر ثمرة جهود استمرت لعدة سنوات ، حسب مؤلفه جمال الدين بن علال الاستاذ بالمعهد الموسيقي ، كل النوتات والأشعار والدراسات الخاصة بهذه النوبة، مشيرا الى أن الكتاب شامل وجامع وذلك خدمة للتراث المغربي الذي لا مثيل له في مختلف مناطق العالم .
 وبالمناسبة، قال رئيس مؤسسة نسائم الأندلس لحفظ الموروث أحمد كنون، في تصريح للقناة التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحفل الموسيقي، المنظم في الشهر الفضيل الذي تغمره النفحات الربانية وتسوده المشاعر الروحانية، يندرج في إطار الأهداف العامة للمؤسسة، التي تروم بالأساس إثراء الحركة الموسيقية بالمنطقة بشكل عام وإحياء التراث المغربي وإشاعة التربية الموسيقية لدى الشباب والجيل الصاعد بشكل خاص . وأضاف أن هذه التظاهرة الموسيقية تجدد لقاء ساكنة طنجة و الجمهور العاشق بالفن والتراث الأصيل بعد توقف اضطراري بسبب جائحة كورونا، مبرزا أن المؤسسة التي تخطت عتبة العشرية الأولى، حرصت على أن يكون اللقاء في شهر رمضان المبارك من خلال نسخة جديدة من «رمضانيات طنجة» ضمن أنشطة متنوعة وواعدة تروق الأذواق الرفيعة وتسعد الرواد والولوعين.
  وأضاف أن مؤسسة سائرة بالتزاماتها للمساهمة في صيانة التراث المغربي الأندلسي الأصيل ونوباته والتعريف برواده ورجالاته والتوثيق لهذه الموسيقي بشكل علمي ومضبوط.