شهد صيف الرباط هذا العام احتفاليات وفعاليات ثقافية بألوان وأنغام وأفلام بنكهة إفريقية خالصة أمتعت سكان وزوار المدينة التي حظيت بشرف إعلانها أول عاصمة للثقافة الإفريقية لسنة 2022، من طرف لجنة عواصم الثقافة الإفريقية بمنظمة الحكومات والمدن المحلية الإفريقية.
وإذا كان برنامج فعاليات “الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية” يمتد سنة كاملة (يونيو 2022 –ماي 2023)، فإن البرمجة الصيفية لهذه الاحتفالات تميزت بتنظيم تظاهرات تستحضر مختلف أبعاد الثقافة الإفريقية، وتلائم طبيعة الفصل الذي يشهد إقبالا للسياح على المدينة وتردد الساكنة على الفضاءات العامة، سيما خلال المساءات.
وشملت هذه البرمجة الصيفية تظاهرات متنوعة بمشاركة فنانين مغاربة وأفارقة بل ومن خارج القارة، ينشطون في مختلف مجالات الفنون من سينما ومسرح وموسيقى وسينما وفنون تشكيلية وغيرها، بما منح الرباط إشعاعا خاصا كرس جدارتها بتمثيل الثقافة الإفريقية، وتقديم واجهة شاملة عن التنوع الثقافي الذي تزخر به القارة.
ومن التظاهرات التي تشهد على المعطى، مهرجان “جدار-فن الشارع” الذي اصطبغت بفضله تسع جداريات ضخمة بالعاصمة بألوان إفريقيا، وأتاح الفرصة لساكنة العاصمة لإمتاع النظر بجمال هذه اللوحات التي تنضاف إلى أزيد من 60 جدارية تم إنجازها في إطار الدورات السابقة.
وشكل مهرجان سينما الشاطئ، الذي اختتم فعالياته أول أمس الأحد، مناسبة أخرى استمتع فيها جمهور العاصمة بالفن السابع المغربي والإفريقي في أماس نظمت في الهواء الطلق بساحة أبي رقراق وقرب المسبح الكبير للرباط، وعرف بحسب المنظمين نجاحا باهرا.
وتنضاف إلى هاتين الفعاليتين، المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية” (27 – 30 يوليوز) الذي شكل بحسب وزير الشباب الثقافة والتواصل “تجليا للانصهار الإبداعي لجميع روافد الهوية الثقافية المغربية”، حيث شاركت فيه فرق تمثل مختلف صنوف الموسيقى (موسيقى كلاسيكية وطربية، وموسيقى الروك، وموسيقى أمازيغية، وغيرها).
على أن صيف الرباط شهد، أيضا، تنظيم معارض تشكيلية وعروضا موسيقية في الشارع العام ومهرجان للتبوريدة، وكذا دورة أخرى من المهرجان الدولي “مغرب الحكايات” (يونيو المنصرم) تم خلاله تقديم عروض فرجوية مغربية وإفريقية وأجنبية على شكل “الحلقة” في أكثر من سبعة فضاءات.
وتعليقا على هذا البرنامج المتنوع، قال المندوب العام لتظاهرة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، السيد محمد بنيعقوب، إن البرمجة الصيفية لفعاليات الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل جزءا من البرنامج العام للتظاهرة الذي يعرف برمجة مائة فعالية طيلة 12 شهرا.
وأضاف بنيعقوب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مختلف التظاهرات التي تم تنظيمها خلال فصل الصيف تمت بمراعاة خصوصيات هذا الفصل، سيما ما يتعلق باستغلال الفضاءات العامة والأجواء الاحتفالية التي تميزه، مشيرا في هذا الصدد إلى الحفلات الموسيقية التي نظمت بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى في 12 ساحة بالمدينة وبأحيائها الرئيسية.
كما أشار إلى مهرجان “رابا-أفريكا” الذي نظم بفضاء أبي رقراق على مدى عشرة أيام بحضور ما بين 400 ألف و500 ألف متفرج، قدموا للاستمتاع بحفلات أحياها 25 فنانا مع فرقهم.
وبخصوص مهرجان سينما الشاطئ (25 – 28 غشت)، قال بنيعقوب إن هذه التظاهرة عرفت إقبالا كبيرا سيما في الموقع القريب من المسبح الكبير للرباط، باعتبار الحضور الكبير للجمهور بهذا الموقع خلال المساء، مضيفا أن التظاهرة شهدت عرض مجموعة من الأفلام الإفريقية والمغربية على شاشات كبرى في ظروف مناسبة للفرجة السينمائية.
من جهة أخرى، أشار بنيعقوب إلى أن مهرجان التبوريدة-الرباط، شهد بدوره “نجاحا كبيرا تمثل في إقبال جماهيري فاق 17 ألف زائر خلال يوم السبت المنصرم”.
وأبرز المندوب العام لتظاهرة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية أن كل هذه التظاهرات قد مكنت من التعريف بحدث الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، مضيفا أنه سيتم أيضا تنظيم سهرات موسيقية كبرى في ساحة OLM السويسي، نهاية شهر شتنبر المقبل، يحييها فنانون موسيقيون عالميون أغلبهم من أصل إفريقي.
وخلص السيد بنيعقوب إلى أن مختلف هذه التظاهرات كشفت “الحاجة الملحة” لإحداث مهرجان فني وترفيهي خلال فصل الصيف بالرباط، باعتبارها مدينة سياحية بامتياز، مشددا في الوقت ذاته على أن مختلف الفعاليات التي نظمت في إطار برنامج الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية يجب أن تتواصل في السنوات المقبلة، ولا تنتهي بانتهاء البرنامج.
وأكد في هذا الصدد أنه تم بالفعل اعتماد عدد من التدابير لاستدامة بعض الأنشطة وبحث سبل تمويلها، وهو ما سيتم الإعلان عنه في حينه.
يشار إلى أن برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية يشمل تنظيم أنشطة وتظاهرات في مجالات الآدب والشعر والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السيرك، إضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.
ويتم تنظيم مختلف هذه الأنشطة بجميع الفضاءات التاريخية والساحات العمومية وكافة أحياء مدينة الرباط بمشاركة فعاليات ثقافية تمثل المجتمع المدني ومشاركة هامة لمختلف المؤسسات العمومية الوطنية المعنية بالشأن الثقافي.
عبد اللطيف أبي القاسم (و.م.ع)