يطرح، مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية في دورته الـ23، التي تنطلق مساء اليوم، وتستمر حتى الأول من أبريل القادم، سؤال الحدود في السينما والحياة، ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان، وتنعقد هذه الندوة الدولية بحضور خبراء في السينما المتوسطية، من سبع دول متوسطية، سيتمثلون مقاربات متقاطعة ومتنوعة لقضايا الحدود والهجرة في السينما، وحدود العلاقة بين السينما والأدب، إضافة إلى محور يرصد “صورة المهاجر في سينما الاتحاد الأوروبي”، عبر نماذج من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
و يكرم مهرجان تطوان هذه السنة الممثل المصري خالد الصاوي، والممثلة الإسبانية الشهيرة آنا فرنانديث والممثلة المغربية السعدية لاديب والممثل المغربي محمد خيي. كما يحل الموسيقار المغربي الكبير عبد الوهاب الدكالي ضيف شرف على الدورة الحالية من المهرجان، التي تقام في الفترة من 25 مارس الجاري، وإلى غاية فاتح أبريل المقبل.
ويفتتح فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” للمخرج المصري يسري نصر الله مهرجان تطوان، ليلة حفل الافتتاح، بوم السبت المقبل، بمسرح سينما إسبانيول، بينما يختتم فيلم “له عيناك” للمخرج الفرنسي لوسيان جان باتيست، وذلك بعد الإعلان عن جوائز المهرجان، في حفل الاختتام، الذي يقام يوم فاتح أبريل المقبل.
كما يكرم المهرجان الممثلة الإسبانية الشهيرة آنا فيرنانديث، والتي هزت السينما الإسبانية بدورها في فيلم “وحيدات”، للمخرج بينيطو سامبرانو، حيث توجت بجائزة “غويا”، كأحسن ممثلة. الممثلة المغربية السعدية لاديب ارتبط اسمها هي الأخرى بالشاعر الإسباني لوركا، حيث تألقت رفقة أعضاء فرقة “الكعب العالي”، في مسرحية “بنات للامنانة”، المقتبسة عن نصه المسرحي “بيت بيرناردا ألبا”. ذلك قبل أن يضيئ وجهها السينمائي في أفلام من قبيل “شفاه الصمت” لحسن بنجلون، و”ريح البحر” لعبد الحي العراقي، و”البراق” لمحمد مفتكر، و”حجاب الحب” و”دموع الرمال” لعزيز السالمي، و”ملاك” لعبد السلام الكلاعي. وقد توجت السعدية لاديب بجائزة أحسن دور نسائي، عن دورها في “حجاب الحب”، خلال المهرجان الوطني العاشر للفيلم بطنجة.
بدوره، ينحدر الممثل المغربي المرموق محمد خيي من خشبة المسرح، حيث قدم أعمالا مسرحية وتلفزيونية ناجحة، قبل أن يتألق سينمائيا، منذ فيلم “حب في الدار البيضاء”، لعبد القادر لقطع، مرورا بفيلم “سميرة في الضيعة” للطيف لحلو، الذي منحه جائزة أحسن دور رجالي في المهرجان الوطني للفيلم سنة 2007، مثلما توج بجائزة أحسن دور في مهرجان “فيستيكاب” في بوروندي، عن فيلم “أندرومان” لعز العرب العلوي. ولمحمد خيي حضور سينمائي دولي، أيضا، من خلال المشاركة في أفلام أجنبية، مثل فيلم “علي بابا والأربعون لصا” لبيير أكنين، وفيلم “نبع النسا” لورادو ميهايلينو.
ويحل الموسيقار المغربي عبد الوهاب الدكالي ضيفا على الدورة الحالية من المهرجان، حيث سيحظى بتكريم خاص. ومثلما يبقى الدكالي من رواد الأغنية المغربية وأعلامها، لحنا وأداء، فهو أحد الممثلين السينمائيين الأوائل في المغرب. وقبل أن يؤدي البطولة في الفيلم المغربي الرائد “الحياة كفاح” للمخرجين أحمد المسناوي ومحمد التازي، سنة 1968، شارك عبد الوهاب الدكالي في أفلام مصرية، وأدى دور البطولة إلى جانب رواد الموسيقى والغناء في مصر، حيث ظهر إلى جانب شادية وصباح ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وفؤاد المهندس وليلى طاهر ونجوى فؤاد في فيلم «القاهرة في الليل»، سنة 1963. وفي السنة نفسها، أخرج محمد سليم فيلما جديدا بعنوان “منتهى الفرح”، بعد نجاح الفيلم الأول، وأدى بطولته الأستاذان محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، إلى جانب مها صبري وفايزة أحمد. وقد قدم عبد الوهاب الدكالي أغنية من ألحانه، في هذا الفيلم، بعنوان “الأولى”. وفي سنة 1966، سوف يشارك الدكالي في نجاح فيلم “رمال من ذهب”، من إخراج يوسف شاهين وبطولة فاتن حمامة. كما لمع اسم الدكالي في الفيلم المغربي “الضوء الأخضر” لعبد الله المصباحي، رفقة فريد شوقي، مثلما أدى البطولة في فيلم “أيام شهرزاد الجميلة”، سنة 1982، رفقة نعيمة المشرقي ومريم فخر الدين وفريد بلكاهية وفي فيلم “خفايا” أحمد ياشفين، سنة 1995.
أما المسار الفني والغنائي لعبد الوهاب الدكالي فقد توج بعدد من التكريمات والجوائز الوطنية والدولية، ومنها تتويجه قبل 20 سنة من اليوم بالجائزة الكبرى لمهرجان الأغنية في القاهرة.
سؤال الحدود في السينما والحياة
الوسوم