أزمة الدفاع الجديدي

أعلن فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، رفضه طلب الاستقالة الذي تقدم به المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، مباشرة بعد الهزيمة التي حصدها أمام نهضة بركان بهدفين لصفر.
والواقع أن الهزيمة الأخيرة التي متى بها الفريق الدكالي، ما هي إلا تحصيل حاصل، بالنظر إلى سلسلة النتائج السلبية التي حصدها منذ بداية الموسم الجاري، إذ يقبع حاليا بمؤخرة الترتيب بعد 13 دورة، فاز في مباراتين، تعادل في خمس، وانهزم في ست، بمجموع نقط لا يتعدى 11 نقطة، وبخط هجوم ضعيف ودفاع مرتبك حيث دخلت مرماه 17 هدفا.
وكل الدلائل تؤكد أن هذه البداية غير الموفقة لم تكن أبدا مفاجئة، بالنظر إلى عملية الإفراغ التي عرفتها تشكيلته الأساسية، بعد رحيل مجموعة من الأساسيين، رفضوا الاستمرار أو عدم التجديد، وتم بيع آخرين لفرق أخرى، كما الحال للتنزاني مسوفا الملتحق بفريق الوداد البيضاوي، إضافة إلى عقد صفقات فاشلة سواء هذا الموسم أو في المواسم السابقة.
ومن هنا كان من المتوقع أن تكون البداية صعبة أو متعثرة، لكن ليس بالشكل الذي نراه حاليا، تواضع وسلبية وعدم فعالية، والدليل على ذلك السهولة التي فاز بها الفريق البركاني على حساب فريق جديدي فاقد للمناعة.
هذا المستوى المحبط هو الذي خلف تذمرا كبيرا لدى المدرب بنشيخة الذي لم يتردد في الإعلان عن الاستقالة، إلى درجة أنه قال باكيا، إنه أصبح عاجزا عن التفكير، ولم يعد لديه ما يقدمه من حلول من أجل إخراج الفريق من الأزمة، رغم تعدد المحاولات واختبار كل الطرق والأساليب.
كلام بنشيخة كان منتظرا، كشخص معروف بصراحته وجرأته، وتحمله كامل مسؤوليته، وهو القادم من تجربة ناجحة مع مولودية وجدة بعد موسم جيد جدا، توجه باحتلال مرتبة متقدمة ببطولة الموسم الماضي، رغم أنه من الأندية القليلة، الملتزمة بقطع مئات الكيلومترات سنويا، من الشرق إلى باقي الجهات على الصعيد الوطني.
وبالتالي، ينتظر الفريق الدكالي موسم يتوقع أن يكون قويا وصعبا ومثيرا، ويتبين من قوة المواجهات التي تعرفها أغلب دوراته، وتقارب الرتب بسلم الترتيب، بتكدس بالمؤخرة، واستمرار التشويق بالمقدمة.
وعموما، فالفريق الذي يحظى بدعم مالي سنوي مهم، خاصة من طرف المكتب الشريف للفوسفاط، كان من الضروري أن يتخذ مكتبه المسير الخطوات والإجراءات الضرورية، التي تحول دون السقوط في هذه مثل هذه الأزمة الطاحنة التي يمر منا حاليا.
مسؤولية المكتب المسير قائمة، وهو مطالب بإيجاد حلول عاجلة تعيد للفريق توازنه، كما تعيد لجمهور الفريق ابتسامته.

>محمد الروحلي

Related posts

Top