تم أول أمس الاثنين افتتاح الدورة السابعة عشر لمهرجان الفيلم القصير بطنجة، الذي يسهر على تنظيمه المركز السينمائي المغربي والذي ستتواصل فعالياته إلى غاية خامس أكتوبر الجاري.
وبهذه المناسبة، ألقى الكاتب العام لوزارة الاتصال مصطفى التيمي، كلمة عبر من خلالها على أهمية هذه التظاهرة الفنية، باعتبارها تشكل فرصة للتواصل وتبادل الآراء بين المهنيين والمبدعين والمشاهدين، فضلا عن روح التباري والتنافسية التي تخلقها بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، وقام المتدخل كذلك بالتذكير بوعي وزارة الاتصال بأهمية السينما في الترويج لصورة المغرب وإبراز القيم الحضارية وخلق فرص الانفتاح على الكونية، إلى جانب الحرص على تكريس جودة المنتوج السينمائي المغربي وضمان تموقعه على المستويين الوطني والدولي.ولفت الانتباه كذلك إلى أن الحصيلة السينمائية خلال المدة الأخيرة، تعد إيجابية، وذلك بفضل تعزيز وتقوية دعم الإنتاج الذي يرتكز على الجودة. وتحدث في هذا الإطار بلغة الأرقام، حيث أشار إلى أن ميزانية دعم الإنتاج السينمائي فاقت الأربعين مليون درهم، كما أن دعم المهرجانات السينمائية تضاعف، ليصل إلى أكثر من ثلاثين مليون درهم، وأن أكثر من سبعين جمعية مهتمة بالتنشيط السينمائي استفادت من دعم الوزارة، كما تحدث عن الانتاجات الأجنبية التي تصور ببلادنا، والتي عرفت هي الأخرى ارتفاعا.
وتحدث من جانب آخر عن الشق المتعلق بالقانون المؤطر للعمل السينمائي، حيث ذكر أنه تمت المصادقة على مشروع قانون يتعلق بإعادة تنظيم المركز السينمائي، وكذا تنظيم الصناعة السينمائية لأجل النهوض بها ومواكبتها للتطورات الحاصلة على المستوى الدولي.
من جهتها، تحدثت نائبة رئيس مجلس المدينة فاطمة بنحساين، عن أهمية هذا المهرجان، باعتباره مساهما في تكريس ثقافة الاعتراف بالوجوه السينمائية التي تركت بصمتها، إلى جانب تنمية الوعي الفني الهادف وتعزيز قيم الإبداع والتلاقح الإبداعي، كما أشارت إلى الموقع الاستراتيجي لبلدنا، وكيف أنه يعمل على ترسيخ الصناعة السينمائية، إلى جانب قدرته على الاستقطاب.
وتم بمناسبة الافتتاح كذلك عرض شريطين سينمائيين قصيرين “خيط الشتاء” و”الحيط الحيط” للمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، احتفاء بهذه التجربة السينمائية التي يفوق عمرها عشرين سنة، وبهذا الصدد أشار المخرج إلى ميزة التقنية التي تم بها تصوير الشريطين، حيث أنها بالرغم من طابعها الكلاسيكي، فهي تساعد دماغ المشاهد على البقاء صاحيا، عكس العرض الذي يعتمد على الرقمي.
تخلل حفل الافتتاح كذلك عرض غنائي للفنانة المغربية نبيلة معن، كان طافحا بالمشاعر الرومانسية، ولقي تجاوبا من طرف الجمهور.
تجدر الإشارة إلى أنه تم انتقاء خمسة أفلام مغربية للمشاركة في المسابقة الرسمية، وهي: “الشانطي” لمحمد أوماعلي، و”أغنية البجع” لليزيد القادري، و”صفحة 400″ لغزلان أسيف، و”أبناء الرمال” للغالي أكرميش، و”ياسمينة” لعلي الصميلي.
وتترأس المخرجة المغربية ليلى كيلاني لجنة تحكيم هذه الدورة، وتضم هذه اللجنة في عضويتها كل من المندوبة العامة للسوق الدولي للفيلم القصير آن بارون، ومسؤول الترويج للأفلام اليونانية القصيرة ستافرولا، وندير مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط نور الدين بن دريس، والناقد السينمائي التركي فرات يوسيل، والمخرج المصري سعد هنداوي، والمخرج التونسي وليد مطر.
ووقع الاختيار على إسبانيا لتكون ضيف شرف هذه الدورة، حيث سيتم عرض مجموعة من أفلامها القصيرة: “المر هو التحلية”، و”خنزيرة صغيرة”، و”ديمقراطية”، و”جمعة سعيدة”، و”قناع العقل”، و”مينيريتا”، و”سانشو”، و”مفتاح بسيط”، و”توبيكا”، و”أرامل السيد الفارو”، و”زكريا”.
كما تشتمل هذه الدورة على برمجة خاصة لمجموعة من الأفلام.
ومن بين الأنشطة الموازية، سيتم عقد لقاءات مهنية، حول “كتابة الفيلم القصير بين الاقتباس وكتابة السيناريو”، و”الفيلم القصير من الترويج إلى التوزيع”، بمشاركة مجموعة من المهنيين، بالإضافة إلى درس في السينما للمخرج فوزي بنسعيدي، وورشة حول موضوع “من الكتابة إلى الشاشة”.
مبعوث الجريدة إلى طنجة: عبد العالي بركات