حقق المنتخب المحلي المغربي لكرة القدم إنجازا غير مسبوق، وذلك بالحفاظ على اللقب القاري، وهو ثاني منتخب يحقق هذا المكسب المهم، بعد منتخب كرة القدم داخل القاعة، الفائز بدورتي جنوب إفريقيا ومدينة العيون.
فالمنتخب المحلي، فاز بالنسخة الخامسة بالمغرب، وتألق بالسادسة بالكامرون، تألق بالنتيجة والأداء، حيث تمكن من كسب العديد من الألقاب المرتبطة بهذه الدورة، أحسن هجوم، أحسن دفاع، أحسن لاعب، وأحسن حارس في الدورة، أضف إلى ذلك تواجد خمسة لاعبين ضمن التشكيلة النموذجية للدورة، وغيرها من المكاسب التي أكدت بالملموس أن المنتخب المغربي كان الأحسن والأقوى على جميع المستويات.
وطبيعي أن يطرح هنا تساؤل منطقي، ويتجلى في كيفية الحفاظ على الريادة القارية؟ وكيفية الاستثمار في النجاح لضمان الاستمرارية المطلوبة؟ حتى لا يصبح هذا التألق مناسباتيا، أو فلتة من فلتات القدر، كما كان الحال في بعض السنوات، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن.
وكما يقال دائما، فالوصول إلى القمة سهل، لكن الأصعب هو البقاء بها، وهذا ما يجب الاهتمام به، ومعالجة الأمور من جميع النواحي حتى يستمر التألق المغربي بالقارة الإفريقية التي تبقى البوابة التي بدونها لا يمكن أن نطل على العالم.
الاستمرار في الزعامة له شروط وأسس لا محيد عنها، وبدون تقوية الهياكل ووجود قاعدة صلبة، لا يمكن للعمل والإجراءات أن تحقق المنتظر منها، سواء على الأمدين القريب أو البعيد.
أولا لابد أن نطلق من ضرورة الاتفاق على شىء أساسي، ألا هو استحالة عزل القمة عن القاعدة، قالقاعدة هي النواة الصلبة التي يبنى عليها أي مشروع، فطيلة سنوات طويلة أخفق خيار الاعتماد الكلي على اللاعبين المكونين بالخارج، والنتيجة صفر لقب في كل الفئات صغارا وكبارا، رغم صرف ميزانيات مهمة، وبذل مجهود مكلف على كل الأصعدة.
إذن المنطق هو تحول الأندية الوطنية إلى مؤسسات قائمة الذات، بهياكل واضحة منظمة ومقننة، باحترام تام للتخصصات، أندية تؤمن بالتكوين والتخطيط والمنهج العلمي المفتوح على المستقبل، والذي يفرز تلقائيا النخب والمواهب والكفاءات التي تحترم التدبير والتخطيط والبعد المقاولاتي، والحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة والشفافية والوضوح في اتخاذ القرارات.
بوجود أندية بمثل هذه المواصفات والهياكل الصلبة، يمكن الوصول بسهولة إلى القمة، والاستمرار بنفس المستوى أطول فترة ممكنة، والمنافسة على أعلى مستوى جهويا وعربيا قاريا ودوليا
رهان قابل التحقيق، لكن شريطة القطع نهائيا مع الطرق والأساليب التي عفا عنها الزمن، والسماح باستمرار الأندية الوطنية رهينة بيد حفنة من المسؤولين، يقررون ما يشاؤون بدون حسيب ولا رقيب…
>محمد الروحلي