الشباب المغربي يكشف عن تطلعاته واقتراحاته من أجل المناخ

دعا مجموعة من الشباب المغربي المهتم بالشأن البيئي، الأربعاء الماضي بالدار البيضاء، إلى إشراك فئة الشباب بشكل أكبر في السياسات المناخية على المستويين الوطني والعالمي من أجل الاستجابة لتطلعاتهم وانتظاراتهم بشكل أفضل.
جاء ذلك، بمناسبة لقاء وطني نظمته جمعية مدرسي علوم الحياة وعلوم الأرض بالمغرب (AESVT) بمناسبة النسخة الثالثة لأسبوع المناخ 2021، قدم خلاله هؤلاء الشباب، “صوت الشباب المغربي من أجل المناخ”، وهو وثيقة ( إعلان) تضمنت توصيات وتطلعات الشباب المغربي.
وتعد هذه الوثيقة ثمرة أسبوع من الأشغال في إطار عقد العديد من الورشات عبر مختلف التراب المغربي تتعلق بالموضوعات السبعة الرئيسية لتغير المناخ في المغرب (المياه/ الواحات، الغابات، الساحل، المدن المستدامة، التنقل، التنوع البيولوجي/المجتمع، والزراعة).
كما دعا الشباب المغاربة المهتمين بالمجال البيئي، في هذه الوثيقة، إلى الاستماع إلى هذه الفئة وإشراكهم في جميع البرامج وخيارات التخطيط، للحد من آفة التلوث (النفايات الصلبة والسائلة)، والتحكم في الزحف العمراني الذي يؤثر على الساحل، واعتماد مقاربة مستدامة وتشاركية.
وطالب الشباب المغربي بتقييم الممارسات المتوارثة في مجال تدبير المياه، والحفاظ على التراث المادي (الخطارات)، والتراث غير المادي (الممارسات الجيدة) والاستفادة المثلى من الموارد المائية عبر تقنيات جد معاصرة، مثل مستجمعات مياه الأمطار، وحتى المياه الجوفية.
وأكدوا على أهمية توفير مناصب شغل جديدة بالواحات، من خلال برمجة مخططات التكوين ومواكبة الشباب بغية تطوير أنشطة تتعلق بالسياحة البيئية، والطاقات المتجددة وإنتاج الأراضي ذات العلامات.
ومن بين توصيات هؤلاء الشباب أيضا الدعوة إلى اعتماد نمط زراعي مقاوم لتغير المناخ وأقل استهلاكا للمياه، مثل الزراعة الإيكولوجية، وإعادة الاعتبار للمناطق الغابوية في التوازن الطبيعي من خلال تعزيز البحث العلمي، وتحسين سبل العيش المستدامة من خلال تطوير التجارة الخضراء بما فيها التي لها علاقة بالسياحة البيئية، وتحسيس السكان والمنتخبين المحليين حول الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من الزراعة الأحادية والزراعة المكثفة وتشجيع الزراعة المختلطة.
وتلي هذا الإعلان، المخصص لممثلي مؤتمر المناخ العالمي (كوب 26)، المقرر عقده في نوفمبر بغلاسكو، بالمملكة المتحدة، بحضور ممثلين عن عدد من الوزارات والتعاون الدولي والدبلوماسيين وفاعلين جمعويين.
وبهذه المناسبة، أكد القائم بالأعمال بالنيابة للاتحاد الأوروبي في المغرب، أليسيو كابيلاني، أن المملكة والاتحاد الأوروبي قررا تعزيز تعاونهما السياسي والتقني أكثر عبر تحديد الشراكة الخضراء، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الشراكة الخضراء هو تجسيد العديد من التدابير الجريئة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبعد أن أعرب عن ترحيبه بهذه المبادرة للشباب المغربي، أشار إلى أن الشباب يتميز بالابتكار وكله طاقات، مضيفا أن هذه الفئة استطاعت ، من خلال العديد من الأنشطة حول البيئة توعية محيطها من أجل مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة.
من جانبه أشاد الكاتب العام لقطاع البيئة بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة محمد بن يحيى في مداخلة، عن بعد، بهذه المبادرة بهدف محاربة التغير المناخي، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة العالمية تتطلب المزيد من الالتزام والتضامن من الدول المتقدمة.
وفي هذا الصدد، أعرب عن أسفه لعدم الالتزام بتحقيق اتفاقية باريس، مشيرا إلى أنه من بين 100 مليار دولار التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر (كوب21) لتمويل مكافحة تغير المناخ، تم بالكاد تسخير فقط 80 مليون دولار.
وشدد بن يحيى أيضا على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام لمسألة التكيف مع تغير المناخ وحشد المزيد من الأموال بهدف تحقيق التوازن بين مسألة التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثار تغير المناخ.
من جانبها رحبت مستشارة سفير المملكة المتحدة بالمغرب في كلمة، عن بعد، بالتزام المغرب بمكافحة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، منوهة بالتنظيم الناجح للمغرب لكوب22.
وفي نفس السياق، أكدت على أهمية الاستفادة من هذه التجربة الناجحة لضمان نجاح الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر (كوب26) الذي سينظم في جلاسكو بأوسكتلندا في نونبر المقبل، منوهة بالتزام الشباب المغربي بهذه القضية العالمية.
وتم بالمناسبة تسليم هذا الإعلان يوم 8 أكتوبر الجاري لسفارات القارات الخمس في الرباط.
وتمت تعبئة ما يقارب 400 شاب مغربي من المناطق المهددة بالتأثر بالاحتباس الحراري (الساحل والواحات والمدن الكبرى والغابات…) على مستوى حوالي عشرين قرية، ومدينة أو واحة (العيون، مراكش، الدار البيضاء…)، من خلال موائد مستديرة، مع مناقشات ومناظرات تستأثر بالاهتمام.

***

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر العالم من أزمة المياه

دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، العالم إلى التنبه بسبب أزمة المياه التي تلوح في الأفق، موضحة أن نقص المياه،”لايزال سببا رئيسيا لقلق العديد من الدول خاصة في إفريقيا، وأن كثر من ملياري شخص يعيشون في بلدان تعاني من شح المياه، كما يعانون من عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، والصرف الصحي”.
وشددت المنظمة – في تقرير عن الحالة المناخية لعام 2021 حول الأخطار المتعلقة بالمياه سواء من ناحية الفيضانات، أو الجفاف-, على “الحاجة إلى تحسين إدارة المياه والرصد والإنذارات المبكرة في مواجهة الأخطار المتزايدة المرتبطة بالمياه”، مشيرة إلى أن الأخطار المتعلقة بالمياه، مثل الفيضانات والجفاف، “تتزايد بسبب تغير المناخ”.
وطالبت بتحسين الإدارة التعاونية للمياه، وتبني سياسات المياه والمناخ المتكاملة وزيادة الاستثمار في هذه السلعة الثمينة التي تدعم جميع الأهداف الدولية للتنمية المستدامة، إضافة إلى التكيف مع تغير المناخ والعمل للحد من مخاطر الكوارث.
و أشارت إلى أن، العام الماضي “شهد استمرارا للأحداث المتطرفة المتعلقة بالمياه، حيث تسببت الأمطار الغزيرة بأسيا في حدوث فيضانات هائلة في اليابان والصين وإندونيسيا ونيبال وباكستان، والهند. وشهدت أوروبا أيضا أضرارا واسعة النطاق بسبب الاضطرابات الناجمة عن الفيضانات”. وأوضح التقرير الصادر عن المنظمة، أن” 3.6 مليار شخص كانوا يعانون من نقص في الحصول على المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنويا عام 2018″، محذرا من أنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 5 مليارات شخص.
وأشار إلى أن “107 دول لا تزال بعيدة عن المسار الصحيح لتحقيق هدف الإدارة المستدامة لمواردها المائية بحلول عام 2030″، محذرا من أن العالم “يتخلف بشكل خطير عن الجدول الزمني المحدد لهدف التنمية المستدامة رقم (6) لضمان توافر المياه والصرف الصحي، وإدارتها بشكل مستدام”.
ولفت التقرير إلى أن وتيرة الأخطار المتعلقة بالمياه “قد ازدادت خلال العشرين سنة الماضية، ومنذ عام 2000 ارتفعت الكوارث المرتبطة بالفيضانات بنسبة 134 بالمائة مقارنة بالعقدين الماضيين، حيث تم تسجيل معظم الوفيات والخسائر الاقتصادية المرتبطة بالفيضانات في آسيا، وأن حالات الجفاف ومدتها، قد زادت بنسبة 29 بالمائة خلال نفس الفترة”.

Related posts

Top