اعترف المدير التقني أيوب المنديلي بأن غياب عدائين وعداءات من منتخب الكبار عن بطولة العالم في العدو الريفي المقررة بالدانمارك شهر مارس المقبل، يرجع أساسا لرفضهم الخضوع لفحوصات الكشف عن المنشطات.
وبرر المنديلي في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، ذلك بتفضيل العدائين والعداءات المشاركة في السباقات على الطريق المغرية ماديا على الحضور بمسابقات رسمية تعرف صرامة كبيرة فيما يخص فحوصات الكشف عن المنشطات.
وأشار المنديلي إلى أن المغرب خرج من اللائحة السوداء للدول المتورطة في التعاطي للمنشطات، بفضل مجهودات الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى في محاربة هذه الآفة الخطيرة رغم ما يكلفها ذلك من ميزانية مهمة كل سنة.
< لماذا تعذر عليكم تكوين منتخب وطني للعدو الريفي متكامل للمشاركة في بطولة العالم؟ هل صحيح أن هناك من يرفض الخضوع لاختبار المنشطات؟
> بالفعل .. نتهيأ للمشاركة في فئتي الشابات والشبان بعناصر جلهم من المراكز الجهوية والمعهد الوطني لألعاب القوى، وسنشارك أيضا بفريق الكبار في سباق التناوب المتكون من أربعة عناصر. وضعنا لائحة أولية في الموسم الحالي تضم عدائين وعداءات يمكنهم المشاركة في بطولة العالم. كما تعلمون فالجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى صارمة ومنخرطة في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وتفرض على كل عداء تلقى الدعوة للالتحاق بالمنتخب الوطني أن يخضع لاختبار الكشف عن المنشطات. الاختبار يكون مفاجئا ومباغتا، لكن في آخر لحظة تستدعي عدائين ولا يلبون الدعوة للاختبار ولا يلتحقون بالمنتخب الوطني أو أكاديمية محمد السادس ليكونوا جاهزين حتى يخضعوا لاختبار المنشطات كلما دعت الضرورة لذلك. جلهم يمتنعون عن تلبية دعوة المنتخب الوطني ويفضلون المشاركة في السباقات على الطريق رغبة في المغريات المادية، وفي غالب الأحيان ليس فيها اختبار المنشطات. كان من واجبي أن أطلع المنتخب الجامعي على الموضوع لأن شعار الجامعة ميدالية نظيفة ولا يهمنا أن نعتمد عداءة أو عداء في مناسبة عالمية ويتورط في فضيحة التعاطي للمنشطات. نهدف دوما إلى تكوين منتخب وطني قوي ونظيف وتخضع عناصره باستمرار لاختبارات المنشطات.
< ربما تحضرون مناسبة أخرى في تاسع مارس المقبل وتكون فرصة لعدائين آخرين يعززون المنتخب الوطني؟
> طبعا .. لكنه مجرد اختبار لعدائين شباب تعذر عليهم المشاركة في البطولة الوطنية للعدو الريفي لأسباب أبرزها الإصابة، و بإمكانهم الالتحاق بمنتخب الشبان والشابات. أما منتخب الكبار تناوب فهو في استعداد مستمر وسيلتحق بأكاديمية محمد السادس لألعاب القوى يتهيأ لبطولة العالم المقبلة.
< لماذا يفضل العداءون والعداءات المشاركة في أجندة موسمية بدل التفكير في المسابقات الرسمية؟
> هناك منح ومكافآت مغرية في السباقات على الطريق، ونلاحظ اليوم كيف تتناسل مثل هذه التظاهرات في بلادنا. وهذا ما دفع الجامعة لفرض دفتر تحملات ينظم هذه النوعية من السباقات بشروط أبرزها ضرورة الخضوع لاختبار الكشف عن المنشطات.
< ماذا عن نتائج مكافحة المنشطات؟
> المغرب كان ضمن اللائحة السوداء للبلدان المتورطة في التعاطي للمنشطات على غرار كينيا وإثيوبيا وأوكرانيا وروسيا، لكن بفضل جهود الجامعة واستراتيجيتها وبرنامجها الوطني الهادف للتصدي لهذه الآفة والذي يكلفها حوالي 130 مليون سنتيم سنويا من ميزانيتها الخاصة، تحسن الوضع ولم يعد المغرب في هذه اللائحة السوداء، بل أدرج ضمن بلدان تتوفر على ألعاب القوى نظيفة كفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة وكندا وغيرها. ومثلا بعض عدائينا يخضعون لـ 22 اختبارا في السنة أبرزهم سفيان البقالي ورباب عرافي.
< الاتحاد الدولي لألعاب القوى والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تفرض اختبار المنشطات فكيف يتم التعامل مع العدائين الذين يرفضون الخضوع للفحوصات؟
> المراقبة الصارمة من لدن الاتحاد الدولي بالاختبار المفاجئ بدء سنة 2004، حيث يلتزم كل عداء من المستوى العالي بالتصريح بعنوان إقامته ويحدد ساعة في اليوم يمكن أن يخضع فيها للاختبار المفاجئ وإذا لم يجده المراقبون في إقامته يعتبرون أن الاختبار لم يتم وإذا تكرر غيابه مرتين يتعرض لعقوبة التوقيف لمدة سنتين. في سنة 2009 بدأ العمل بالجواز البيولوجي وهذه الوثيقة تعتبر الضربة القاضية للغشاشين. في سنة 2006 وضعت جامعة ألعاب القوى لدى السلطات الأمنية شكاية ضد مجهول في مجال استعمال المنشطات. في سنة 2012 وضعت برنامجا وطنيا يهدف لمحاربة المنشطات، وهذا يكلفها موارد بشرية ومالية كبيرة، ورغم ذلك تصر على تحصين سمعة الرياضة الوطنية.
< حاوره: محمد أبوسهل