تحتضن مدينة تازة، ابتداء من يومه الخميس وإلى غاية 16 أبريل الجاري، فعاليات الدورة 18 للمهرجان الدولي لمسرح الطفل، الذي تنظمه، كل عام، وزارة الثقافة، بمشاركة عدد من الفرق المسرحية المحلية والوطنية والعربية والأجنبية.
ويشمل برنامج هذه الدورة، وفق ما أعلن عنه عبد العالي السيباري المدير الإقليمي لوزارة الثقافة ومدير المهرجان، في لقاء مع الصحافة بالرباط، عروضا مسرحية موجهة للطفل لفرق مسرحية من تونس، المملكة العربية السعودية، مصر، والصين، تركيا، فرنسا، إسبانيا، روسيا، إيطاليا، الصين الشعبية، والمغرب؛ بالإضافة إلى عروض مسرحية لفرق محلية تم انتقاؤها من قبل لجنة متخصصة تكونت لهذه الغاية والتي سيتم تقديمها لفائدة جمهور أطفال العالم القروي بكل من جماعة باب مرزوقة، وجماعة مطماطة، وجماعة بوشفاعة، وجماعة أكنول.
وأفاد عبد العالي السيباري أن مهرجان تازة الدولي لمسرح الطفل، والذي يحظى بالرعاية السامية لصحاب الجلالة الملك محمد السادس، رسخ مكانته بشكل متميز ضمن خارطة المهرجانات الوطنية والإقليمية والدولية، خاصة وأنه يعد ثالث مهرجان في العالم العربي يهم شريحة الأطفال، وهذه، يضيف المتحدث، ميزة يختص بها مهرجان تازة الدولي.
ويتمثل جديد هذه الدورة، بحسب مدير المهرجان، في الانفتاح على المشاركة الإفريقية حيث سيكون للجمهور الواسع بمدينة تازة موعد يومي مع الفرجة الإفريقية بشكل احتفالي من خلال عروض موسيقية ورقصات تعبيرية، في فضاءات عمومية مفتوحة، بالإضافة إلى أن هذه الدورة ستتميز بنقل الفرجة المسرحية لفرق محلية إلى فضاءات عمومية بالعالم القروي والجماعات الترابية المجاورة لمدينة تازة كجماعة باب مرزوقة، وجماعة مطماطة، وجماعة بوشفاعة، وجماعة أكنول، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
كما يضم برنامج الدورة 18 وفق ما أعلن عنه عبد العالي السيباري، مجموعة من الأنشطة والفعاليات التربوية والترفيهية والتثقيفية التي ستحتضنها عدد من الفضاءات داخل المدينة ومحيطها، منها ورشات تكوينية لفائدة الأطفال والشباب، ومحترفات لأطر تربوية في مسرح الطفل ينشطها مخرجون وأساتذة محليون وأجانب، وفقرات لتنشيط عدد من الفضاءات العمومية تشمل عروضا خاصة بالطفل (موسيقى، ألعاب، بهلوانيات، ورشات مفتوحة)، إلى جانب فضاءات خاصة بالحكاية.. كما ستنظم مسابقة لنيل جائزة التصوير الفوتوغرافي في موضوع المهرجان الدولي لمسرح الطفل.
وبخصوص الجانب المتعلق بالنشاط الفكري للمهرجان، ستقام ندوة محورية حول موضوع “التربية الفنية ومسرح الطفل” بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والمهتمين بالفنون والتربية الفنية، وذلك بهدف إثارة مجموعة من الأسئلة المرتبطة بإمكانية استفادة الطفل المغربي من برامج تعليمية تهم التربية الفنية على غرار برامج التربية الدينة والتربية البدنية والتربية العلمية واللغوية، وأسئلة حول المداخل الممكنة لضمان تعليم فني متماسك للأطفال في المراحل الأولية على وجه الخصوص، وذلك بالنظر إلى “دور التربية الفنية، المحوري في بناء شخصية المستقبل” وفق ما صاغته منسقة هذه الندوة أمل بنويس التي أكدت أيضا على أن الغاية من هذه الندوة المحورية، هي المساهمة العملية في تحديد الدور الجوهري لمسرح الطفل ضمن منظومة التربية، في ظل الهاجس الكبير لمواد الحفظ والتلقيين وكذا الحضور الطاغي للمواد العلمية.
وأضافت أمل بنويس، في ورقة أعدتها في الموضوع، أن التربية الفنية في جوهرها وفي طبيعتها لا تختلف مع المواد العلمية على اعتبار، تضيف منسقة الندوة، أن التربية الفنية تعد الركيزة الأساسية لإكساب الطفل مهارات الإبداع والتركيز والاعتماد على الذات وتنمية الحس النقدي والتعاون والمثابرة والتفاني، مشيرة إلى أن هذه المهارات هي التي يتطلبها استيعاب المواد العلمية واللغوية على وجه الخصوص.
محمد حجيوي