برافو السريع

يسارع فريق سريع وادي زم الخطى من أجل تأمين مكانته بحظيرة بطولة القسم الأول للبطولة الاحترافية لكرة القدم، ومساء أول أمس الاثنين تمكن من تحقيق فوز ثمين على حساب حسنية أكادير بهدفين لواحد.
أهمية هذا الانتصار الذي جاء حساب فريق يتقاسم معه نفس الهموم، سمح للفريق الأزرق بالارتقاء إلى المرتبة العاشرة برصيد ثلاثين نقطة، أي على بعد ثلاث نقط عن المعدل العام الضامن للنجاة من مخالب السقوط.
تشكيلة فريق المضيف كانت الأفضل طيلة أطوار المباراة، كما كانت أكثر إصرارا على عدم تضييع الفرصة بميدانها، وهذه المميزات افتقدتها الحسنية التي لم تظهر بأحسن حالاتها، خصوصا وأنها عانت من بعض الغيابات، أهمها الهداف البركاوي والمدافع المتألق البوفتيني.
ولازالت تنتظر السريع خمس مقابلات، ليتمكن من كسب نقط إضافية تجعله أكثر اطمئنان على مكانته، للموسم الرابع على التوالي ضمن مصاف كبار البطولة الوطنية، وهو إنجاز يحسب لهذا الفريق الكبير بتاريخه، الصغير بإمكانياته، والمتوازن بمصاريفه وتدبيره.
فميزانية فريق وادي زم تعد الأضعف على صعيد بطولة القسم الأول، بل تقدر أقل بكثير عما يصرف حتى بالدرجة الثانية، وهو من الفريق القليلة التي تعلن عن تسجيل فائض سنوي، وعلى سبيل المثال فخلال آخر جمع عام، سجل فاض بلغ 600 مليون سنتيم، من مداخيل بلغت مليارين تقريبا.
تتوزع مداخيله بين منحة المكتب الشريف للفوسفاط مليار، منحة الجامعة 600 مليون، والباقي من منح المجالس المنتخبة ومداخيل الجمهور، كما يعد من الفرق القليلة التي ليس لديها أي ملف داخل غرفة النزاعات لا وطنيا ولا خارجيا.
والمؤكد أن الطريقة التي يدبر بها فريق سريع وادي زم، تورط في الحقيقة مسؤولي الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية، صحيح أن هناك فارقا كبيرا بين متطلبات الفرق التي توصف بالكبيرة، والتي لديها التزامات وارتباطات خارجية، إلا أن هناك مجموعة من الأندية التي يقتصر حضورها السنوي على البطولة المحلية ومع ذلك نجدها غارقة في أزمات مالية متتالية، بدون أي مبرر موضوعي، أو حتى أسباب منطقة مبررة.
وعموما، فان الطريقة التي تدبر بها الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية، تحوم حولها الكثير من الشكوك، كما تطرح بخصوصها علامات استفهام كبيرة، في غياب أي حسيب أو رقيب.
فمتوسط مصاريف الأندية المغربية بالقسم الأول مثلا، تتراوح ما بين 3 إلى 8 ملايير سنتيم سنويا، تتم المصادقة عليها من طرف جموع عامة أغلبها مخدومة، وفي أقل من عشرة دقائق، صحيح أن هناك استثناءات، لكنها قليلة وقليلة جدا، لكن الأغلبية الساحقة من الأندية تدار بطريقة مريبة، في غياب الوضوح وانعدام كلي للشفافية، وكأنها ملكية خاصة لا تخضع لأي قانون.
برافو سريع وادي زم، والمؤمل أن يتم تطوير المشروع من مختلف الجوانب، حتى يشكل هذا النادي شعلة مضيئة وسط منطقة، أنجبت على امتداد التاريخ رجالات وطنيين وفوا بما عاهدوا عليه …

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top