ليوناردو دي كابريو، والأمير هاري، وسيلينا غوميز وحتى ماجيك جونسون، مشاهير من بين آخرين، أضحوا يؤثثون مدرجات ملعب إنتر ميامي “درايف بينك”، بعد وصول ليونيل ميسي، عبقري كرة القدم والمتوج بكأس العالم الأخيرة في قطر.
وبفضل الظاهرة الأرجنتيني، أصبح من المألوف جدا أن تصادف توبي ماكغواير أو تايغا، أو إد نورتون أو حتى أوين ويلسون بين مشجعي النادي الذي يلعب في بطولة أمريكا الشمالية، يهتفون بحماس مثل آلاف المشجعين الآخرين عند أي حركة أو مراوغة أو تمريرة حاسمة أو تسجيل هدف لـ”البولغا” (البرغوث)، الذي يرتدي الآن القميص الوردي الشهير للفريق الأمريكي، والذي يرمز إلى الالتزام الأمريكي بمكافحة سرطان الثدي.
وفضلا عن التحول الذي طرأ على مستوى المشجعين، الذين أصبحوا يتوافدون على الملاعب لمشاهدة براعة اللاعب الأرجنتيني، فإن اقتصاد الرياضة ككل شهد، بدوه، تغييرا كليا.
فبحسب مجلة فوربس، سجلت أسعار تذاكر مباريات إنتر ميامي ارتفاعا كبيرا في غضون ساعات قليلة، بعد الإعلان عن وصول ليونيل ميسي، إذ قفز سعر أرخص التذاكر المتاحة في السوق الثانوية بأكثر من 1000 في المائة للمباريات الأولى للأرجنتيني مع النادي.
ومن جانبها، ترصد وسائل الإعلام الأمريكية تأثير الساحر الأرجنتيني، والذي استشعرته بقوة منصة “أبل تي في” التي سجلت أكثر من 110 آلاف انخراط في 21 يوليوز، وهو يوم أول مباراة للأرجنتيني بقميصه الجديد.
وعلى صعيد منصة “إنستغرام”، عزز وصول ميسي إلى الفريق الأمريكي عدد متابعي النادي ليصبح رابع أكثر الفرق الأمريكية متابعة، إذ قفز عدد متابعيه من مليون متابع إلى 15 مليون في الوقت الحالي.
بداية قوية حققها ليونيل ميسي في أولى مباراياته في الدوري الأمريكي لكرة القدم، في مواجهة “نيويورك ريد بولز”، حيث فاز فريقه الجديد بنتيجة 0-2، في مباراة عاد فيها الفضل بالأساس إلى الهدف الأول في البطولة الذي كان من توقيع أسطورة نادي برشلونة السابق.
كما توج ميسي بكأس الدوري الأمريكي مع ناديه الجديد، وهي بطولة تقام بين أندية الدوري الأمريكي وأندية الدوري المكسيكي.
ميسي أعرب عن سعادته “ببدء هذه المرحلة الجديدة” من مسيرته مع إنتر ميامي وفي الولايات المتحدة.
وبمعدل 11 هدفا في 9 مباريات، بصم المهاجم الأرجنتيني على بداية قوية، في إشارة قوية إلى مستقبل مشرق لفريقه.
ومن جهة أخرى، كان لرحيل ليونيل ميسي عن باريس سان جيرمان، وتوقيعه لعقد مع النادي الأمريكي يمتد حتى 2025، مفاجأة لعشاق الساحرة المستديرة، خاصة وأن عرض فلوريدا قوبل بعرض سعودي كان الأضخم من حيث القيمة.
ففي ميامي، سيتراوح راتب ميسي ما بين 45 و55 مليون يورو في السنة الواحدة، إلى جانب حصة من الدخل الناتج عن بيع قمصان النادي وحقوق البث التلفزيوني للبطولة، التي تحتفظ بها شركة آبل.
وحسب مسؤول في إنتر ميامي، سيتم أيضا تخصيص أسهم في النادي لميسي بعد اعتزاله الرياضة.
وهكذا، فإن مسيري الدوري الأمريكي الممتاز لكرة القدم يتطلعون بالفعل إلى مستقبل مشرق، إذ ساهم تأثير ميسي في تسليط الأضواء على البطولة، حتى أن البعض لم يتردد في مقارنة وصول اللاعب الأرجنتيني بوصول الأسطورة بيليه إلى “نيويورك كوزموس” في عام 1975، أو بوصول لاعب الوسط الإنجليزي ديفيد بيكهام إلى لوس أنجلوس غالاكسي في عام 2007.