لن يكون شهر نونبر الجاري شهرا عاديا في تاريخ المنتخب المغربي لكرة القدم، على اعتبار أنه يشهد مواجهة إقصائية بصيغة الذهاب والإياب، أمام منتخب غينيا الاستوائية صاحب المرتبة الرابعة في ترتيب النسخة الأخيرة من كأس إفريقيا للأمم التي جرت على ملاعبه، والتي غاب عنها الفريق الوطني لأسباب معروفة تتعلق بطلب المغرب بتأجيل عن احتضان دورة تحوم حولها الكثير من الإشكالات الأمنية والصحية.
وتكمن أهمية المقابلة باعتبارها مؤدية مباشرة لدور المجموعات الخاصة بتصفيات كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018، وأي تعثر يعني الإقصاء القاسي الذي لا يتمناه أي أحد، نظرا للانعكاسات السلبية التي يمكن أن يحملها دخول المنتخب الأول في عطالة مفتوحة.
لقاء الذهاب الذي سيحتضنه الملعب الكبير بمدينة أكادير، يكتسي نوعا من الصعوبة على اعتبار أنه مفتاح التأهل للدور القادم، والمطلوب هو الفوز بحصة تمنح الاطمئنان تحسبا لمواجهة الإياب حاسمة بملعب باطا بالعاصمة مالابو.
صحيح أن منتخب الملقب بفريق “الرعد” ليس بالفريق القوى المرعب، ولأول مرة في تاريخه يتجاوز الدور التمهيدي الخاص بتصفيات المونديال، إلا أنه اكتسب في السنوات الأخيرة نوعا من المناعة، وبات ترتيبه أحسب بكثير من ترتيب “أسود الأطلس”، كما أن الصعوبة التي يجدها الطاقم التقني المشرف على المنتخب المغربي من حيث بناء تشكيلة قارة متجانسة تقنع في أدائها، مما يجعل أغلب المتتبعين يتخوفون على مصير أشبال بادو الزاكي.
وإذا كانت لعنة الأعطاب قد خلقت نوعا من الارتباك أمام الطاقم التقني، إلا أن اهتداء المدرب أخيرا إلى الاستعانة بأبرز لاعبي البطولة الوطنية، على غرار الظهيرين الأيمن والأيسر عبد اللطيف نصير وعادل الكاروشي ولاعب الوسط الدفاعي إبراهيم النقاش وغيرهم، يمكن أن يمنح المدرب قطع الغيار الضرورية للوصول إلى التوازن المفقود والمبحوث عنه منذ أكثر من سنة ونصف من مرحلة الإعداد والتهيىء، والتي شملت مجموعة من المقابلات الإعدادية والرسمية والودية، وتطلبت قيام المدرب بجولات مكوكية عبر القارتين الأسيوية والأوروبية.
إذن المطلوب هو تحقيق انتصار مريح يومه الخميس بأكادير، وانتظار مقابلة الحسم يوم الأحد القادم بملابو، وكل المتمنيات هو أن يوفق الفريق الوطني في تحقيق التأهيل للدور القادم، ومن تم المنافسة على إحدى التذاكر المؤدية لمونديال روسيا 2018.
فالغياب عن أعراس المونديال طال أمده، ولم أي أحد يقبل بالتخلف مرة أخرى عن الحضور عن أهم حدث كروي في الكون…
[email protected]