تقوية الدبلوماسية الرياضية

يتزايد بشكل ملحوظ ومتسارع، الحضور المغربي على مستوى المناصب بالهيئات والتنظيمات الرياضية، على الصعيدين الإفريقي و الدولي، وقد ارتفعت هذه الوتيرة بشكل قوي خلال السنوات الأخيرة، لتصبح ظاهرة حقيقية، وقف عليها المتتبعون على أكثر من مستوي.
ففي ظرف سنة فقط، تمكنت بشرى حجيج من الفوز بمنصب رئاسة الاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة، تبعها فوزي لقجع بعد انتخابه بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، وأياما فقط انتخب على غربال رئيسا للاتحاد الأفريقي للإنقاذ الرياضي، كما أصبح بلماحي ممثلا لإفريقيا بالاتحاد الدولي للدراجات.
قبل هذه الشخصيات، يتواجد مغاربة آخرون على رأس اتحادات قارية، كما هو الحال بالنسبة لفؤاد مسكوت بالمصارعة وسعيد بوكجا بالريكبي، دون أن ننسى دليل الصقلي الذي يقود إفريقيا اتحاد الصامبو والطاي جيتسو، كما يحتل مكانا بارزا بالاتحاد الدولي لنفس الرياضة، والمغربي مستحسن هو رئيس الاتحاد الإفريقي للملاكمة، نفس المكانة يحظى بها إدريس الهلالي بالاتحاد الدولي للتايكواندو.
وطبيعي أن نشير بكثير من التقدير للمكانة البارزة التي تحتلها نوال المتوكل، ومنذ سنوات طويلة ولازالت، سواء باللجنة الأولمبية الدولية حيث تعتبر من الشخصيات النافذة والمؤثرة في قراراتها، أو داخل الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
وهناك العديد من الأسماء المغربية التي تحتل مراكز مهمة كتقنيين بارزين، كما هو الشأن لعزيز دوادة بصفته مديرا تقنيا للاتحاد الإفريقي لألعاب القوى، وعبد المالك لهبيل مدير التكوين بالاتحاد الدولي لألعاب القوى.
والأكيد أن هناك أسماء مغربية، لها حضور وازن على المستوى التقني قاريا ودوليا، لا يتسع المجال في هذا الحيز لذكر الصفات والأنواع الرياضية التي يشتغلون بها، لكن المؤكد أن هناك حضورا مشرفا لأطر تكونت وطنيا لتبرز خارجيا، وبكفاءة لا يمكن تجاهلها.
حضور يشكل بالفعل قيمة حقيقية، يساهم في إشعاع المغرب، ويروج مكانة الرياضة المغربية، رغم المشاكل الهيكلية التي تعاني منها، إلا أنها استطاعت إنجاب مسيرين واطر إدارية وتقنية من المستوى العالي، وهذا ما يجب تسجيله والوقوف عليه، بل الافتخار به إلى ابعد الحدود.
في السابق استطاع مجموعة من الأسماء المغربية الوصول إلى هذه المناصب بفضل مجهود وطموح فردي، وتوظيف علاقات وإمكانيات شخصية، أما الآن فهناك دعم ملحوظ وإستراتيجية دولة، تدفع في اتجاه تقوية الدبلوماسية الرياضية المغربية، وهذا توجه وطني مهم، يسجل بكثير من التقدير والإشادة.
كانت هذه الإستراتيجية مطلبا محليا، وغيابها لسنوات خلت شكل دائما نقطة سوداء، انعكست سلبا على مصالح المغرب، وأثرت كثيرا على إمكانية حضوره المؤثر والوازن.
والآن وبعد أن تم تدارك هذا الفراغ المهول، وتجاوز النقص الحاصل، لابد من التأكيد على شيء أساسي أولها الكفاءة في الاختيار، وضرورة التنسيق الدائم مع مصالح الدولة ومؤسساتها، والأهم من كل هذا، نظافة اليد والسلوك السليم، وهذه من الصفات الأساسية، الواجب توفرها في أي شخص يطمح للتمثيل الخارجي، وبدون هذه الصفات والمميزات، فالأكيد أن التوجه سيعطي نتائج عكسية.

>محمد الروحلي

Related posts

Top