طالبت فلسطين، يوم السبت الماضي، واشنطن بـ”تحرك جدي لوقف الجنون” الإسرائيلي، مع استعداد تل أبيب لاجتياح محافظة رفح، آخر ملاذ للنازحين بقطاع غزة.
جاء ذلك في تصريح لمتحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.
وقال أبو ردينة إن “الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة)، ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين، لا يعفيان الإدارة الأمريكية من المسؤولية”.
وأضاف: “المطلوب من الإدارة الأمريكية هو إجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها ما حصل في مدينة رفح، وذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، والتي ستدفع الأمور إلى حافة الهاوية”.
وتابع: “على الإدارة الأمريكية أن تتحرك بشكل مختلف وجدي لوقف هذا الجنون الإسرائيلي، الذي أدى إلى توسع ساحات الحرب في المنطقة، ويمهد لحروب إقليمية مستمرة”.
ودعا متحدث الرئاسة الفلسطينية العالم إلى “الوقوف صفا واحدا لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وشلال الدم الفلسطيني ووقف التهجير”.
من جهتها، حذرت كل من السعودية والأردن السبت إسرائيل من شنّ عملية عسكرية على مدينة رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني في قطاع غزة، وطالبا مجلس الأمن الدولي بالتحرك.
وحذّرت وزارة الخارجية السعودية في بيان السبت “من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة”.
واعتبرت أن “هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان”.
بدورها، حذّرت الخارجية الأردنية “من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تؤوي عددا كبيرا من الأشقاء الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة”.
وجدد المتحدث الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة “رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها”، مشددا على “ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكناهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع”.
كما دعا المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري والفاعل لمنع إسرائيل من الاستمرار بحربها المستعرة، والتي تسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة”، مشددا على “ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ومن دون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار”.
من جهتها، دعت قطر، السبت، مجلس الأمن الدولي لتحرك عاجل يحول دون اجتياح إسرائيل لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية القطرية، أدان “بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح”.
وحذرت الدوحة من “وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات آلاف النازحين داخل القطاع المحاصر”.
ودعت “مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح، وارتكاب إبادة جماعية في المدينة”.
وأكدت الدوحة، “الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة”.
بدورها، أعربت الكويت، السبت، عن قلقها إزاء “مخططات إسرائيل لمهاجمة مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها”.
جاء ذلك وفق بيان لوزارة الخارجية اطلعت الأناضول على نسخة منه.
قال البيان، إن البلاد “تعرب عن قلقها الشديد إزاء مخططات قوات الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة مدينة رفح بقطاع غزة بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها”.
وجدد البيان موقف البلاد “الرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”.
كما أكد موقفها “الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم في حماية المدنيين الفلسطينيين العزل.
وطالبت الخارجية الكويتية، بـ”تفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية”.
ويستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية برية في رفح، فيما يعتزم الجيش والأجهزة الأمنية صياغة خطة لإخلاء المدينة من السكان، بحسب إعلام عبري.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، السبت، إن “الهجوم الإسرائيلي العسكري المحتمل على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وسط هؤلاء أهاليها الضعفاء المكشوفين تماما هو وصفة لكارثة”.
جاء ذلك في منشور للوكالة الأممية على حسابها عبر منصة “إكس”.
وقال المفوض العام لوكالة “أونروا” فيليب لازاريني، إن “الكثير من أهالي رفح، البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة بالشوارع”.
وأضاف أن “الهجوم (الإسرائيلي) العسكري المحتمل على رفح وسط هؤلاء الضعفاء المكشوفين تماما، وصفة لكارثة”.
واختتم لازاريني، حديثه بالقول إنني “لم أعد أجد الكلمات لأصف الوضع”.
وفي وقت سابق السبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من “إجلاء واسع النطاق” للمدنيين من المدينة وضواحيها.
وبناء على ذلك حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من “كارثة ومجزرة عالمية” في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح.
ورفح هي آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها “مناطق آمنة” لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات والمشافي.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب “إبادة جماعية” أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.