تدشن جمعية ورشة للتربية والثقافة والفن، أنشطتها للموسم الحالي، بمعرض تشكيلي للفنـان “علي بورجة”، يقام بصالة العرض، بالمركب التربوي الحسن الثاني للشباب، بابن امسيك بالدار البيضاء، من منتصف شهر أكتوبر إلى متمه.
يتكون المعرض من عشرين لوحة، اشتغل مبدعها في جلها على تيمة “التراث الأمازيغي”، التي تبرز بداية من خلال الألوان الرئيسة، المُشَكلة لهذا الإبداع، كالأحمر والأصفر والأزرق ثم الأبيض، إضافة إلى ألوان أخرى ثانوية مستخرجة من الرئيسية، كلها وُظفتبطراز فني مع استحضار مخيلة “علي بورجة”، لبعض الآلات الموسيقية، التي كان يستعملها الفنان الأمازيغي قديماً، أثناء ترديد أغانيه، ومنها التيلم نعد نراها تُستعمل اليوم. ليستالآلات الموسيقية بمفردها، التي جاءت متضمنة في لوحات المعرض، بل تنشط الذاكرة وتستمتع العين كذلك، لتكتشف مجددا، بعض المواد والوسائل والآلات العريقة التي لم يكن في زمن مضى، أي بيت تقليدي يخلو منها، لاستعمالات عدة. عادت الحياة لهذه الوسائل الغارقة في القدم، عبر لوحات فنية رائعة، لهذا الفنان ذي الأصول الأمازيغية، من منطقة “طاطا” بالتحديد، ورغم الولادة والعيش في كازا بلانكا، فتراب أسلافه وأجداده يسكنه، وعندما يزوره إلهام أو شيطان الإبداع، يحس عقله ووجدانه، برغبة أو دون رغبة منه، يسافران به إلى مرتع تلك الأصول، التي ينهل منها مادته الأولية، واعتمادا على طريقة حديثة في التعبير بالريشة والصباغة، يبدع لوحات تمزج الأصيل بالمعاصر.
من خاصيات هذا المبدع المجد كذلك، تجريبه مثلاً رسم مجموعة من اللوحات، اعتماداً على ثلاثة ألوان فقط، لا يغيرها، ولا يضيف إليها أي لون آخر. هو أيضا مثل غيره من الفنانين، له مشاريع مؤجلةولوحات غير مكتملة، تجدها في مرسمه تدير وجهها للحائط، لشهور أوأعوام، إلى أن يحين موعد الواحدة منها، لتكتمل ملامحها. ولأن حلم “علي بورجة”، أن تحلق لوحاته خارج الحدود، فقد أرسل البعض منها إلى “القيصر الثقافة” و “سحر الألوان”، وهما مجلتان أردنيتان، تعنيان بالفن والأدب. رحبت المجلتان معاً، بصدر رحب بهذه الإبداعات، التي زينت بها أغلفة العديد، من أعدادهما.
عودة إلى معرضه الحالي، بفضاء المركب التربوي الحسن الثاني للشباب، وقبل إسدال الستار عليه، سيشرف “علي بورجة” على ورشة “من الحكاية إلى اللوحة”، لفائدة مجموعة من الأطفال واليافعين، الذين يستهويهم هذا الفن، إذ سيبدعون بتأطير وتوجيه منه، رسومات ولوحات مستوحاة من حكاية “التاعس والناعس”، التي سيستمعون إليها، بحكي مسرحي، مشخص من قبيل الفنان الشاب “أيوب هباز”.
تدخل هذه الورشة، ضمن مشروع تشتغل عليه جمعية ورشة للتربية والثقافة والفن، بمعية الفنان “علي بورجة”، من المتوقع بأن يتوج، بأيام ثقافية وفنية، خلال شهر دجنبر القادم، لفائدة أطفال وشباب، من منطقتي سباتة وابن امسيك، وسيكون شعار هذه التظاهرة “جمالية التشكيل في الأدب، ما بين الظاهر والباطن”.
متابعـة: عبد الحق السلموتي