حصيلة الدورة 11للمعرض الوطني للكتاب المستعمل بالدار البيضاء

شهدت خيمة الندوات عبد الكريم غلاب في اليوم الأخير من المعرض الوطني للكتاب المستعمل الذي تشرف عليه الجمعية البيضاوية للكتبيين والجمعية الوطنية بالمغرب، والذي أقيم بساحة كراج علال بالدار البيضاء في دورته الحادية عشرة، تكريما متميزا لمجموعة من الشخصيات المثقفة، الفاعلة والمساهمة في النهوض بالشأن الثقافي المغربي.
وقد تقدم شعيب حليفي في بداية هذا التكريم بالشكر لجميع الجهات التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة، ولجميع الطلبة والمثقفين الحريصين على حضور هذه المحطات الثقافية، وللجنة الثقافية والمنظمة لهذه الفعاليات، كما أكد على أهمية تكريم بعض الأصدقاء الذين أسدوا للثقافة المغربية الشيء الكثير. 
وكان أول تكريم لحسن لحرش، حيث ألقى رضوان متوكل، نبذة عن حياته ومساره المهني، فقد اضطر للتخلي عن الدراسة لظروف اجتماعية، ولم تكن له علاقة بالثقافة لكنه تأثر بمن عايشهم من المثقفين، والتحق بحلقة يتحدث فيها عن الديمقراطية والفكر التنويري في كلية القانون، وبعد تشييد جامعة بنمسيك، ولقربها من مسكنه، بدأ يتردد عليها ويبيع بالقرب من بابها الرئيسي بعض المنتوجات البسيطة، مما جعله يربط علاقات طيبة مع الطلبة والمسؤولين عن الكلية. وقد التحق بشكل رسمي بأروقة الكلية سنة 1988 كمساعد في تنظيم القاعات وتوفير أجواء ملائمة للمحاضرات. بدأ اهتمامه بالتصوير في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي ومهرجان فن الفيديو الدولي حيث تعرف على مصور يدعى الفان مارك، علمه أصول التصوير، فشارك بعدها في هذه المهرجانات ونال جوائز قيمة، وهو اليوم مسؤول عن تصوير جميع اللقاءات والندوات بآداب بنمسيك. 
كما ألقى الطالب مصطفى محجوبي باسم الطلبة، كلمة في حق حسن لحرش امتنانا وعرفانا بمجهوداته في توثيق وتصوير كل التظاهرات الثقافية بالكلية،
وقد عبر حسن لحرش عن فرحه العارم بهذا التكريم الذي لم يكن يتوقعه يوما، معتبرا نفسه إنسانا من الهامش، كما عبر عن شكره وامتنانه بإلقائه قصيدة شعرية تعبر عن حال هذا العصر على حد تعبيره. 
أما المكرمة الثانية فهي الفنانة الخطاطة فاطمة الزهراء هرماش، والتي عبرت بدورها عن امتنانها لما يقوم به حليفي من أجل المهتمين بالثقافة. 
ثم تم تكريم عائشة العسري العلوي، المربية والأستاذة التي قضت سنوات في تربية وتعليم الأجيال، وقد تفضلت الشاعرة مليكة طالب بإلقاء قصيدة من إبداعها معبرة فيها عن الصداقة العميقة التي تجمعهما.
أما آخر المكرمين فهو شخص استثنائي في المشهد الثقافي، وهو كاتب وناقد،إنه الأستاذ شريشي لمعاشي الذي بذل جهودا خاصة في التربية والتعليم والثقافة. وهو ناشط ثقافي وتربوي، مدقق لغوي وإنسان مثقف عارف للمعنى الحقيقي للصداقة، وصفه حليفي بالورع التقي المؤمن بالله والمنفتح على الحياة، وقد قدمت له مجموعة من الهدايا من طرف أصدقائه الذين حضروا خصيصا لتكريمه، ومن بين هذه الهدايا شهادة الاستحقاق الكبرى، قدمها له صديق المعرض الأستاذ عبد الحميد الغرباوي.
أما مدير المعرض يوسف بورة فقد قدم ورقة عنوانها: ” المعرض الوطني للكتاب المستعمل: نهاية تجربة.. بداية مرحلة..”، جاء فيها: “سيكون من نافل القول بأن المعرض الوطني للكتاب المستعمل قد صار حدثا ثقافيا ينضاف إلى عدد من الفعاليات المساهمة في تنشيط المدينة ببعد وطني لا تخطئه عين ملاحظ، بحيث بلغ المعرض دورته الحادية عشرة. وبطبيعته الشعبية وانفتاحه على جميع الحساسيات الثقافية للمجتمع، فقد أصبح المعرض مكسبا لكل المغاربة، بل إن إشعاعه قد تعدى الحدود الوطنية وازداد حضورا وانفتاحا في عدد من الدول العربية والإفريقية والأوربية بفضل العلاقات الشخصية لمنظميه ومنشطيه، وخصوصا بفضل الإعلام الوطني بكافة أنواعه وتوجهاته التحريرية. كما أن تبني هذا الحدث الثقافي السنوي من طرف السلطات المحلية والمنتخبة بالمدينة وبعمالة الفداء-مرس السلطان على الخصوص، كان له عظيم الأثر في استمراره ونجاحه..”.
وقدم إبراهيم أزوغ المنسق العام للأنشطة الثقافية للمعرض، تقريرا عاما عن هذه الدورة، حيث أكد على أنها شهدت مشاركة 130 رواقا عرضت حوالي 200,000 كتابا بمختلف اللغات وفي جميع مجالات المعرفة، فيما زار المعرض حوالي 100000 زائر من كل أنحاء المغرب. وبالنسبة للأنشطة الثقافية التي احتضنتها خيمة اللقاءات الثقافية باسم عبد الكريم غلاب، فقد أشرف عليها نادي القلم المغربي بتنسيق وتعاون مع مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب بنمسيك، وجمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية لدرب السلطان، ونادي الكتاب، والجمعية المغربية لمساندة الأسرة، ورابطة قدماء تلاميذ الدار البيضاء، وجمعية قدماء تلاميذ عبد الخالق الطريس، وعدد من الفاعلين الثقافيين بالمغرب. وقد عرضت الفنانة في مجال الخط والتطريز فاطمة الزهراء هرماش جديد أعمالها.
وقد عرفت هذه الدورة خلال ثلاثة أسابيع لقاءات ثقافية وفنية، شملت الزجل والشعر والقصة والنقد الأدبي في قراءات وتقديمات ونقود، وكذا المسرح والفن التشكيلي والسينما والموسيقى والترجمة والتاريخ والفكر والفلسفة والسوسيولوجيا وعلم النفس وعلم السياسة وتاريخ الأديان والبيداغوجيا وأدب السجون وأدب الأطفال، وفي المجال الحقوقي والنقابي والتربوي والعمل الجمعوي، بالإضافة إلى أنشطة تلاميذية وطلابية، وعدد من لقاءات التكريم والاعتراف، مفصلة في التقرير التالي: الأسبوع الأول: “الشعر والزجل”، عرف 36 لقاء، و95 مشاركة ومشاركا، أما الأسبوع الثاني: “القصة والرواية، وأحلام الزمن المغربي”، عرف 30 لقاء، و72 مشاركة ومشاركا، أما الأسبوع الثالث: “التاريخ والفكر والفنون”، عرف 31 لقاء، و79 مشاركة ومشارك. وهكذا فمجموع لقاءات هذه الدورة هو97 لقاء ثقافيا وفنيا عرف مشاركة 246 مشارك ومشاركة خلال 23 يوما.
كما عقدت لجنة الاخلاقيات اجتماعا أوقفت فيه بعض المشاركين الذين لم يلتزموا بميثاق الشرف، وهنأت كل الفاعلين والمساهمين في التنظيم والمتابعة والمشاركة، واعتذرت لعدد من المثقفين والمبدعين الذين وقع خلل غير مقصود في البرمجة الخاصة بهم.

متابعة: اسماء امسيتن

Top