دور النخبة والمثقفين أساسي في تجاوز انتكاسة الوضع العربي الراهن والارتقاء بمنظومة العمل العربي المشترك

محمد أوجار: «الربيع العربي» رفع مطالب التغيير والحرية والمساواة والتنمية لكنه لم يرفع مطالب إصلاح الجامعة العربية

أكد أكاديميون ودبلوماسيون وممثلو منظمات إقليمية ودولية، بالصخيرات، على الدور المحوري للنخبة والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني في تجاوز انتكاسة الوضع العربي الراهن والارتقاء بمنظومة العمل العربي المشترك لتستجيب لتطلعات الشعوب في التكامل والوحدة العربية.  
وشدد المتدخلون في ندوة حول “جامعة الدول العربية بين الواقع وآمال العرب” نظمت في إطار أشغال مؤتمر فكر السنوي الثالث عشر، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد  الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، على ضرورة الانكباب على إصلاح منظومة الجامعة العربية لمواجهة المخاطر والتحديات المتعددة التي بات يصعب على البلدان العربية تجاوزها منفردة.
وفي هذا الصدد، دعا محمد أوجار، المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، مؤسسة الفكر العربي إلى أن تضطلع مع نخبة من رجالات الدولة والمثقفين والمفكرين بتجسير الفجوة بين حاملي خطاب الإصلاح وصانعي القرار السياسي، والترافع لدى الأمانة العامة للجامعة العربية ورؤساء الدول من أجل إصلاح منظومة الجامعة، لافتا إلى أن الإشكال ليس في الجامعة العربية وأمانتها العامة وإنما في بلورة إرادة سياسية لدى الأعضاء للارتقاء بهذه المنظمة.
ولاحظ أوجار، من جانب آخر، أنه عندما انطلق “الربيع العربي” رفعت مطالب التغيير والحرية والمساواة والتنمية لكن لم ترفع مطالب إصلاح الجامعة العربية، مبرزا أنه يتعين أن تعمل الجامعة العربية، التي سبق إحداثها منظمة الأمم المتحدة، على  الانفتاح على المجتمع العربي بمكوناته المتعددة ومواكبة التطورات الدولية  والإقليمية والاستجابة لانتظارات الشعوب في الحرية واحترام حقوق الإنسان والانخراط  في قيم العالم الجديد.
ومن جهته، أكد محمد سامح عمر رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو، على الحاجة إلى بقاء الجامعة العربية رغم كل الانتقادات والتحديات المطروحة، ورفع تحدي ترسيخ الإيمان بأهمية هذه المنظمة لدى الأجيال القادمة، مسجلا أهمية تخصيص السنة المقبلة التي تتزامن مع الذكرى السبعين لإحداث الجامعة للقيام بتقييم عميق لعمل هذه المنظمة العربية.
وبعدما ذكر بأن الجامعة العربية باعتبارها كيانا قانونيا مؤسساتيا تبقى في آخر المطاف انعكاسا للإرادة الذاتية للدول الأعضاء، دعا إلى إعادة هيكلة الجامعة و”ترتيب البيت من الداخل” وتطوير آليات عملها بشكل يتوافق مع التحديات القائمة،  مؤكدا في ذات السياق على ضرورة أن تضطلع الجامعة بدورها في صياغة أهداف التنمية  لما بعد 2015.
ومن جهته، نبه محمد الحسن لبات، المبعوث الخاص للمنظمة الدولية للفرانكفونية إلى بوروندي، إلى مفارقة لافتة تتمثل في كون منظمات جهوية وإقليمية حديثة النشأة مقارنة مع جامعة الدول العربية غيرت مواثيقها وطورت هياكلها واختصاصاتها لمواكبة التحولات، فيما ظلت جهود الجامعة تعتريها الرتابة وتفتقد إلى الميكانيزمات الضرورية لمواكبة التحولات المتشعبة على الساحة الدولية والعربية، من قبيل عدم توفر الجامعة على هيئة للوساطة والمصالحة في حالة الأزمات أو هيئة قضائية عربية.
وشدد على ضرورة القيام بمبادرة إصلاحية عميقة لمنظومة الجامعة العربية وذلك على الخصوص عبر تجديد ميثاق الجامعة ليتلاءم مع الأوضاع المتغيرة، وكذا إحداث “قوات عسكرية عربية للسلام”.
أما الكاتب والباحث السياسي اللبناني أحمد عثمان الغز فقد دعا إلى تجاوز واقع  التقسيم والتشظي الذي تعرفه المنطقة العربية، وإلى أن ينخرط المفكرون والمثقفون والفاعلون المدنيون في بلورة خطة إصلاحية عميقة للجامعة العربية رغم التحديات القائمة، معتبرا أن هذه المنظمة تبقى رغم كل شيء “بيت العرب الكبير” وأحد مرتكزات العمل العربي المشترك.
وذكر بالدور الذي لعبته في الماضي وخاصة على مستوى الدفاع عن فلسطين وتحرير الأقطار العربية من الهيمنة الاستعمارية وكذا في ترسيخ الهوية والثقافة العربية.

Top