ديربي آخر بدون جمهور

يتميز برنامج الدورة العاشرة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم كالعادة بإجراء ديربي آخر من الديربيات المثيرة، بين الوداد والرجاء البيضاويين، وهى المواجهة السنوية التي تشد ملايين المشاهدين سواء داخل المغرب أو خارجه.
وتعود المتتبعون أن يكون هذا الديربي موعدا للفرجة والإثارة، حافلا بكل عناصر التشويق والندية، وهى المميزات التي أهلته ليكون واحدا من بين أهم الديربيات على الصعيد الدولي.
والمؤسف حقا هو أن تجرى هذه المواجهة مرة أخرى بدون جمهور ، بفعل استمرار الإجراءات الاحترازية التي تفرضها السلطات المغربية، بسبب جائحة كورونا، وهو الإجراء المطبق للسنة الثالثة على التوالي، مما افقد الموعد عنصر الإثارة التي كان يحظى بها منذ سنوات خلت.
فالحضور الجماهيري الكبير منح الديربي أهمية استثنائية، ليتحول معها إلى عرس حقيقي، عنوانه المتعة الإثارة والندية، حيث التنافس بالمدرجات وفوق أرضية الملعب، وغالبا ما يكون التفوق للجمهور، على حساب الأداء المقدم من طرف لاعبي الفريقين.
وكان ينتظر مع بداية الموسم الجاري، أن تراجع السلطات العمومية قرار المنع، والسماح للجمهور بالحضور، ولو بصفة جزئية، وبأعداد محدودة، تتزايد مع التحسن المستمر، للحالة الوبائية على الصعيد الوطني، إلا أن قرار المنع لا زال ساري المفعول، ليتأجل معه مرة أخرى موعد العودة المرتقبة للجمهور، وهى العودة التي تمنح المدرجات الدفء المفتقد للموسم الثالث على التوالي.
ومن بين مميزات الديربي رقم (131)، وجود الناديين الكبيرين بفترة جيدة، سمحت لهما بالانفراد بمركزي المقدمة للوداد والوصافة للرجاء، وهو معطي يجعل المتتبعين، يتفاءلون بإمكانية تقديم عرض كروي، يليق بسمعتهما، بعيدا عن أسلوب الرتابة والمبالغة في الحيطة والحذر.
وحدث في الكثير من المناسبات أن انتقد الجمهور الرياضي أسلوب المبالغة في الحذر، إلى درجة فسر البعض ذلك بالتواطؤ أو الاتفاق المسبق حول النتيجة، وهى الفرضية التي لم يستطع أي أحد إثباتها على امتداد المواجهات بين الفريقين، منذ انطلاق البطولة الوطنية بشكل رسمي.
ننتظر أن تستوفي مباراة الذهاب هذه، كل شروط المتعة الكروية، والإثارة فوق أرضية الملعب، خاصة وأن الفريقين معا مكتملا الصفوف، ولا ينقض إلا الرغبة في تقديم عرض كروي يليق بسمعة قطبي كرة القدم الوطنية.

>محمد الروحلي

Related posts

Top