أضاعت الوداد فرصة الفوز بلقب رابع في دوري أبطال إفريقيا و الثالث على حساب الأهلي المصري، و خسرت كرة القدم الوطنية نهائيا في مسابقة قارية راهنت عليه في تأكيد التوهج الذي حققه المنتخب الوطني في مونديال قطر، و تجرعت الجماهير الودادية و المغربية عامة مرارة النتيجة السلبية في مناسبة تحملت فيها الكثير من أجل التوفر على تذكرة المباراة و تحضير أجواء التشجيع و الاحتفالية.
و أكيد أن مسؤولي النادي بقيادة سعيد الناصري أقلقتهم الهزيمة في محطة شهدت حضورا وازنا في المنصة الشرفية ، باتريس موتيسيبي رئيس الكاف ووزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، و فوزي لقجع الوزير و رئيس الجامعة و ناصر لخليفي رئيس باريس سانجيرمان ، و يبدو أن المحظوظ الأول و الأكبر في المناسبة ليس سوى البلجيكي سڤين فانديربروك المدرب الذي التحق بتدريب الوداد في مطلع ماي الأخير خلفا لالإسباني خوان كارلوس غاريدو بهدف تجويد النتائج و تفادي ضياع ألقاب المسابقات التي يخوضها النادي.
البلجيكي سڤين فانديربروك محظوظ لأنه وجد نفسه في نهائي قاري، أكبر مسابقة في كرة القدم الإفريقية دون أن يساهم في عبور جميع المحطات في المسار التصفوي، و حضي باهتمام إعلامي في عرس أشرف على تنظيمه الكاف و الجامعة و مختلف المؤسسات المعنية في الوطن لأهمية ظرفيته، لكن و للأسف أخلف السي فانديربروك الموعد مع التاريخ، و داخ و رسب في التدبير مؤكدا تواضع مستواه الفني. ذلك أن قراءة في أطوار عمر المباراة تبين كيف ضاعت الكأس من الوداد في قلب الدار البيضاء.
الوداد كان سباقا للتسجيل في الدقيقة 29 من كرة ثابتة نفذها يحيا عطية الله بنجاح، و خلال 49 دقيقة سعت تركيبة الوداد إلى الحفاظ على التفوق دون تقوية الضغط و البحث عن تزكية التفوق بإضافة أهداف أخرى، و في الدقيقة الـ 78 سجل عبد المنعم هدف التعادل للأهلي و جر به الوداد إلى الجحيم و الأغرب أنه خلال الوقت الباقي و مساحته 20 دقيقة لم يبادر فانديربروك و لم يصدر عنه أي رد فعل باستثناء التغييرات الثلاث غير المجدية و خاصة تعويض سيف الدين بوهرة – رغم جاهزيته – بزهير المتردي العائد من الإصابة، و في المقابل نجح السويسري كوبر مدرب الأهلي في قراءة اللقاء و في التدبير بإشراك محمد مجدي – عبد القادر – محمد شريف وعمرو السولية، و هي عناصر احتياطية في مستوى التنافس في دوري أبطال إفريقيا مما يبين ما يتوفر عليه الأهلي المصري من قامات !!
إنها خسارة فادحة للوداد و لكرة القدم الوطنية بعد 176 يوم عن توهج المنتخب الوطني في مونديال قطر. و ليس غريبا ما حصل تحت إشراف فانديربروك ، مدرب بلجيكي مغمور التحق بنادي الجيش الملكي في يونيو 2021 ضمن مشروع عجز عن مسايرته و تخلى طمعا في الأفضل في يوليوز من السنة الموالية 2022 حيث انتقل إلى الدوري السعودي مدربا لنادي أبها و لم يعمر طويلا، قضى به 84 يوما فقط و تمت إقالته لسوء النتائج حيث بصم على حصيلة سلبية في ستة مباريات !! و في وقت كان فيه الرجل عاطلا تم إلحاقه بالوداد ليشرف على ناد يكبره حجما و قيمة و طموحا! فعلى من يضحك فانديربروك ؟؟
الهزيمة واردة في التباري الرياضي. لكن تفوق الأهلي المصري في النسخة الحالية بدوري أبطال إفريقيا تفرض التحليل و التمحيص لان النادي المصري – نادي القرن – أقصى الرجاء في إياب الربع في الدار البيضاء بتعادل سلبي في أبريل الأخير و بعد 44 يوم عاد إلى نفس الفضاء في الدار البيضاء لينتزع الكأس في النهائي بتعادل أمام الوداد !!
يحدث هذا في زمن تشهد فيه كرتنا تألقا في القمة لدى المنتخبات بفضل الجامعة في حين تبقى الأندية بعيدة عن إيقاع التطور و سرعة تدبير وتسيير الجامعة، فإلى أين؟
محمد أبوسهل