أعلن بحر الأسبوع الماضي عن تمديد عقد المدرب الإسباني كارلوس ألوس مع إدارة فريق الجيش الملكي لمدة موسمين.
وارتبط هذا الإطار الإسباني مع الفريق العسكري بداية السنة الجارية بعقد صغير لا يتعدى ستة أشهر، قيل إنه قابلة للتجديد في حالة تقديم قناعات تذكر.
ورغم أن هذه المدة القصيرة جدا، استطاع ألوس تقديم عطاء أقنع بسرعة إدارة الجيش، لتسارع للتجديد معه، رغم أن البعض اعتبر ذلك تسرعا في اتخاذ قرارا التمديد. وكان من الأفيد في نظر أصحاب الرأي المخالف، انتظار نهاية الموسم، وبعد ذلك يمكن مناقشة بقاءه لفترة أطول.
إلا أن الفريق العسكري الذي عاش لسنوات طوال على إيقاع الأزمات والمشاكل وسوء النتائج وغيابه الطويل عن منصات التتويج الذي كان سيدها في الماضي، ضجر من كثرة التجارب الفاشلة وتعاقب المدربين في كل موسم، ورغم المجهود الذي بذل، إلا أن النتائج الإيجابية ظلت تخاصم زعيم الأندية المغربية.
انطلاقا من هذه الحيثيات، يمكن تفهم مبادرة تجديد الثقة في ألوس، هذا المدرب الذي لا نعرف عنه الشيء الكثير، سوى أنه مختص في التكوين والإعداد، ومميزات أخرى أبان عنها وهو يدخل صلب الموضوع مباشرة بعد التعاقد معه، والنتائج تؤكد ذلك، إذ استطاع تحقيق أربعة انتصارات متتالية، كسب منها 12 نقطة، وقفزت بترتيب الفريق العسكري من مراتب الظل إلى مقدمة الترتيب.
ليس هذا فقط، لوحظ أيضا تحسن واضح في طريقة اللعب، ومنح الثقة للاعبين الذين كانوا مغيبين، بل عاد الحماس واستعادت كل مكونات النادي الثقة بالنفس، وارتفعت المعنويات، وعمت الفرحة العارمة.
ما جاء به هذا المدرب ظهرت فعاليته في زمن قياسي، والأكيد أن تجربته كمكون والطريقة البيداغوجية التي يتعامل بها مع اللاعبين وباقي أفراد الطاقم التقني أو طريقة إيصال الخطاب والتفسير، أدت دورها كاملا بدون مقدمات أو أعذار، والأكثر من ذاك لم يطلب المزيد من الوقت.
هذا ما أكده الناطق الرسمي للفريق واللاعب السابق عبد الواحد الشمامي، عندما قال “ألوس غير الكثير داخل المجموعة وعرف كيف يحفز اللاعبين ولوحظ تحررهم، ما خلق صحوة وسط الكتيبة العسكرية. عموما هذا هو الفريق الذي بحثنا عنه طويلا. والآن سنبدأ البحث عن الألقاب”.
ننتظر ما إذا كان التوفيق سيلازم هذا المدرب الإسباني المثير لكل هذا الإعجاب داخل القلعة العسكرية، خاصة وأن مدربين سبقوه حققوا نتائج جد قوية في ظرف قياسي، إلا أنه سرعان ما ساءت الأمور، وانقلبت رأسا على عقب ليتم الطلاق، ولعل أكبر الأمثلة ما حدث مع عبد المالك العزيز، وبعده عبد الرزاق خيري، أي أن الأمور أحيانا غير مرتبطة بكفاءة المدرب فقط، بقدر ما توجد أمورا أخرى لها تأثير بالغ في مجريات الأحداث.
عموما، كرة القدم المغربية في حاجة إلى فريق عسكري تنافسي، وفي عافيته استعادة لدور ريادي كثيرا ما أغنى الساحة الوطنية.
محمد الروحلي