تعزز العرض التربوي لعمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، بافتتاح مركز الفرصة الثانية الجيل الجديد “الحسنى”، الذي يعد الأول من نوعه بتراب هذه العمالة، والذي يمنح للتلاميذ المنقطعين عن الدراسة وغير المتمدرسين، فرصة العودة إلى صفوف الدراسة، عبر عرض تكويني ملائم. ويراهن هذا المشروع الذي يأتي في إطار شراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء سطات وجمعية ملتقى بلادي للمواطنة ، على استعادة التلاميذ المنقطعين، ومنحهم فرصة العودة إلى الدراسة عبر التصدي للانقطاع والهدر المدرسيين.
تم افتتاح يوم الأربعاء الماضي، مركز الفرصة الثانية الجيل الجديد “الحسنى”، الذي يعد الأول من نوعه بتراب عمالة عين الشق من طرف عامل عمالة مقاطعة عين الشق، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء-سطات، بحضور المدير المساعد للأكاديمية، ورئيس قسم الشؤون الإدارية والمالية، و المديرة الإقليمية للوزارة بعمالة مقاطعة عين الشق، و رئيس جمعية ملتقى بلادي للمواطنة.
وسوف تشرف جمعية ملتقى بلادي للمواطنة، على تسيير هذا المشروع في إطار أجراة بنود اتفاقية الشراكة القائمة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات والمديرية الإقليمية بعين الشق والجمعية، وبمساهمة مالية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وعرف حفل الافتتاح الرسمي، حضور القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، والقنصل العام لجمهورية الكونغو الديموقراطية بالدار البيضاء، ورئيسة غرفة الصناعة التقليدية لجهة الدارالبيضاء سطات، وممثلي المصالح الخارجية والشركاء، والأطر الإدارية والتربوية للأكاديمية الجهوية ولمديرية عين الشق، ورئيس الفرع الإقليمي للفدرالية الوطنية لجمعيات الآباء والفنانين أمال التمار وزكرياء الغفولي، فضلا عن رؤساء مجموعة من الجمعيات الشريكة.
ويستقبل هذا المركز خلال الموسم الدراسي الحالي 2022-2023، ما مجموعه 137 شابة وشابا تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، سيستفيدون من التكوين البيداغوجي بهدف تأهيلهم ودعمهم للعودة إلى الصفوف الدراسية، إلى جانب تكوين حرفي ومهني، في شعب التجارة الإلكترونية، ومهن المعلوميات، وصيانة الحواسب والهواتف الذكية، وفنون الحلويات والفطائر، والحلاقة والتجميل، وفنون الصباغة والديكور. إذ يشرف على تأطيرهم طاقم تربوي مكون من 4 إداريين، ومستشار في التوجيه والتخطيط، ومستشار في الدعم النفسي والاجتماعي، إلى جانب 12 مكونا.
وتتوج السنة الدراسية لهؤلاء المستفيدين، بمنحهم شهادات نهاية التكوين، موقعة من طرف عدد من الهيآت الشريكة لهذا المشروع، كما سيتمكن المستفيدين من حصص في الدعم اللغوي، وتداريب ميدانية بهدف تقوية مهاراتهم.
وعن هذا المشروع، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء سطات، أهمية مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد، في التصدي للانقطاع والهدر المدرسيين من خلال الرهان على استعادة التلاميذ المنقطعين، ومنحهم فرصة العودة إلى الدراسة، عبر عرض تكويني ذي أبعاد بيداغوجية ومهنية وحرفية، مشيرا إلى أن الأكاديمية حققت مؤشرات إيجابية بشكل تصاعدي في هذا المجال، إذ انتقل عدد هذه المراكز، من 18 إلى 22 مركزا، والجهود متواصلة وفق مقاربة تشاركية بالتلقائية تصاعدية للرفع من المؤشر الجهوي للإنصاف.
وفي السياق نفسه، أكدت المديرة الإقليمية بعمالة مقاطعة عين الشق، أن هذا المشروع يندرج في إطار تنزيل مشاريع القانون الإطار رقم 51.17 لاسيما المشروع رقم 5 المتعلق بتأمين التمدرس الاستدراكي والرفع من نجاعة التربية غيرالنظامية، كما أشارت إلى أهمية المركز في إكساب التلميذات والتلاميذ تعلمات وحرف ومهن، ستمكنهم من الإدماج المهني أو الرجوع إلى المنظومة التربوية لاستكمال الدراسة.
من جهته، أبرز رئيس جمعية ملتقى بلادي للمواطنة، أن مركز الفرصة الثانية الجيل الجديد “الحسنى” سيمنح للمستفيدين من خدماته فرصة لإعادة إدماجهم في الحياة المدرسية أو المهنية عبر تكوينات حرفية ومهنية تتلاءم مع حاجيات سوق الشغل، إذ يقدم المركز مجموعة من التكوينات في مهن حديثة، فضلا عن تكوينات في اللغات الحية، والتتبع النفسي والاجتماعي، فضلا عن التربية البدنية والأنشطة الموازية، التي نسعى من خلالها إلى اكتشاف مواهب هؤلاء الشباب.
ومن المنتظر أن يتم توسيع الطاقة الاستيعابية لمركز الفرصة الثانية الجيل الجديد “الحسنى”، خلال الموسم الدراسي المقبل، مع إضافة شعب مهنية أخرى تتماشى مع متطلبات سوق الشغل.