في الذكرى 60 لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

خاض مئات المناضلين والمناضلات والطلبة والحقوقيون، أمس الأحد بالرباط، مسيرة احتجاجية ضدا على قرار تفويت المقر التاريخي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وعلى رغم تشتت المشارب والفصائل الطلابية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المشاركة في هذه المسيرة، نجحت هذا الجمع في تمرير صوت واحد مطالب بوقف عملية مصادرة المقرها المركزي للأ.و.ط.م،  الكائن بحي الليمون بالرباط، و»الذي يحمل في بنيانه رمزية وحمولة تاريخية ومعنوية بالنسبة لأجيال من السياسيين والحقوقيين تكونوا وتخرجوا من هذه المدرسة «، كما ما جاء على لسان عبد الرحيم بنصر عضو المكتب الساسي لحزب التقدم والاشتراكية، وأحد الأعضاء الخمسة للجنة التنفيذية المنبثقة عن المؤتمر 16 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إلى جانب مسعود بوعيش، ومصطفى العلوي، محسن عيوش، وحسن السوسي.
عبد الرحيم بنصر الذي تحدث لـ «بيان اليوم»، خلال مشاركته بالمسيرة التي انطلقت من ساحة باب الأحد بوسط المدينة بالرباط واتجهت صوب المقر الوطني للاتحاد الكائن بحي الليمون مرورا بشارع محمد الخامس، شدد على ضرورة أن تسترجع منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بريقها وحيوتها عبر إعادة هيكلتها، مشيرا إلى أن المنظمة حاليا غير ممنوعة، لكنها في ذات الآن، غير مهيكلة منذ فشل المؤتمر 17 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وكمبادرة من أجل إحياء هذه المنظمة الطلابية العتيدة، دعا عبد الرحيم بنصر جميع الفصائل الطلابية والطلبة إلى الإجماع على أرضية مشتركة من أجل وضع أجندة لهيكلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من جديد، بقوانين أساسية جديدة تتلائم والتطورات التي تعرفها الجامعة المغربية، وذلك بتنسيق مع النقابة الوطنية للتعليم العالي، وأيضا بالتنسيق مع القوى التقدمية الديمقراطية في البلاد، مشيرا إلى أن انفصال الحركة الطلابية عن نضال القوى التقدمية يضعفها، وبالتالي يجب على القوى التقدمية الديمقراطية، حسب المتحدث،  أن تساند المبادرات في هذا الاتجاه، دون الخلط بين ما هو نقابي وما هو سياسي، مؤكدا على أن المهام الأولى للمنظمة هو الدفاع عن المطالب المشروعة للطلبة وتحسين ظروفهم وشروط دراستهم والاهتمام بما يجري داخل المجتمع من نضالات من أجل تحديث المجتمع ودمقرطته.
واعتبر بنصر أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يلعب دورا مهما في المجتمع من حيث التأطير النقابي والسياسي الذي يساهم في إخراج أطر قوية قادرة على مسايرة قضايا الوطن والشعب، مؤكدا على أن المسؤولية اليوم تقع على عاتق القوى الديمقراطية والتقدمية من أجل البحث عن السبل والمناهج التي تسمح بإعادة هيكلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وإرجاعه لمكانته في المجتمع ودوره الريادي الذي طالما لعبه في سنوات مضت.
 من جانبه أكد عبد الحميد أمين الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على أن المسيرة، التي تصادف تخليد الذكرى 60 لتأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تأتي في سياق الهجوم على مقر الاتحاد، معتبرا أن هذه المسيرة تشكل فرصة من أجل التعبير عن رفض القوى المناضلة كل محاولة لإقبار هذه المنظمة الطلابية.
الطلبة بدورهم كانت لهم الكلمة خلال المسيرة، إذ أكد إدريس عبد المومني عضو القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية بجامعة محمد الخامس بكلية الحقوق سلا، على ضرورة إحياء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، معتبرا المسيرة فرصة حقيقة لوضع اليد على مكامن الخلل، وإعادة الاعتبار للمنظمة الطلابية، تماشيا ودورها في تأطير الطلبة.
واستنكر الطالب ادريس عبد المومني، قرار مصادرة المقر المركزي لـ «أوطم»، معتبرا إياه مجحفا في حق بناية تاريخية كان من الأجدى إصلاحها بدل النكوص والتراجع إلى الوراء.

 محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top