كوفيد 19.. حصيلة ثقيلة للوفيات جراء الفيروس بالمملكة خلال الـ24 ساعة الماضية

الطيب حمضي:  أنفي الأخبار الزائفة التي تشكك في فعالية اللقاح الصيني “سينوفارم”

خالد فتحي : جميع اللقاحات التي يستعملها المغرب في حملته الوطنية فعالة ضد المتحور “دلتا”

نفى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، صحة “أخبار زائفة” يتم تداولها حاليا عبر تطبيقي “واتساب” و”فيسبوك”، تشكك في فعالية اللقاح الصيني “سينوفارم” المضاد لفيروس كوفيد-19، وحقيقة فيروس كورونا.
وذكر حمضي، في تصريحات أن الخبر الزائف الأول يتعلق بمقطع فيديو قصير لإحدى القنوات التلفزية يفيد بأن مسؤولا صينيا كبيرا “اعترف بضعف فعالية لقاحات الصين “سينوفارم” ضد كوفيد-19″. وحذر حمضي من أن خبرا زائفا من هذا القبيل يمكن أن يدفع بعض المواطنين لرفض التلقيح.
وأوضح أن مقطع الفيديو الذي لم تتم الإشارة لتاريخ صدوره، بدأ تداوله مند بداية شهر أبريل الماضي، ويتعلق في الواقع بمداخلة لمسؤول صيني في محاضرة كان يتحدث فيها عن فعالية اللقاحات بشكل عام، وقال فيها إنه من الناحية العلمية “اللقاحات التي نستعملها في العالم ككل ستضعف تدريجيا فعاليتها، ويجب أن نفكر في الحلول، سواء عن طريق الجرعة الثالثة، أو تحيين اللقاحات، أو المزج بينها”.
وأشار الخبير إلى أن ما حدث هو أن “وكالة أنباء دولية” وظفت مضمون الحديث بشكل مغلوط حيث عنونت خبرها بـ”مسؤول صيني كبير يعترف بضعف اللقاحات في الصين”، غير أن الواقع غير ذلك، حيث إن المسؤول الصيني لم يكن يتحدث عن لقاح “سينوفارم” بشكل خاص، وإنما عن اللقاحات بشكل عام في العالم.
وأضاف حمضي أن “المسؤول الصيني نفسه أصدر تكذيبا لخبر وكالة الأنباء تلك، وهو التكذيب الذي نشرته هذه الوكالة” فيما بعد، مبرزا أن الخبر ذا العنوان المغلوط كان قد انتشر عبر العالم وبعض وسائل الإعلام تناقلته دون أن تتحرى الدقة، ودون أن تصحح خطأها فيما بعد.
وذكر الخبير أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت لقاح “سينوفارم” وأكدت أن فعاليته تصل إلى نسبة 79 في المائة، وتفوق من لقاحات أخرى من قبيل “أسترازينيكا”، و”جونسون أند جونسون”، مشيرا في الوقت ذاته إلى نتائج دراسة أجريت في أكبر جامعة سيريلانكية على لقاح “سينوفارم”، بمشاركة خبراء وباحثين من جامعة اكسفورد البريطانية، ومولتها منظمة الصحة العالمية وأكدت أن اللقاح يساعد على إنتاج مضادات الأجسام بأكثر من 95 في المائة.
 من جهة أخرى، توقف حمضي عند خبر زائف آخر يتم تداوله، ويزعم أن وزارة الصحة في سنغافورة قامت بتشريح طبي لجثث أشخاص مصابين بكوفيد-19 “ضدا على منع منظمة الصحة العالمية”، وخلصت إلى أنهم توفوا نتيجة تختر الدم بسبب نوع من البكتيريا وليس بسبب فيروس كوفيد-19، مشيرا إلى أن ذلك غير صحيح.
وأضاف حمضي أن هذا الخبر الزائف يزعم أيضا أن المرض ليس ناجما عن فيروس ولا يهاجم الرئتين، وأن هذه الوزارة وصفت الأسبيرين للمرضى وبدأوا بالتعافي. وأشار إلى أنه تم الحديث عن عمليات مماثلة في روسيا، وبريطانيا، وايطاليا، مبرزا أن جميع هذه الدول كذبت ذلك.
في نفس السياق، أكد خالد فتحي، الأستاذ بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط والباحث في القضايا الصحية، أن جميع اللقاحات التي يستعملها المغرب في حملته الوطنية فعالة ضد المتحور”دلتا”، مذكرا بخطورة هذا المتحور الذي تفوق حمولته عند المصاب ألف مرة الحمولة التي تكون عند المصاب بالمتحور”ألفا”، علاوة على كونه يصيب جميع الفئات العمرية من رضع وأطفال وشباب وشيوخ.

وأضاف فتحي في حديث لـ (ريم راديو)، أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو إنجاح حملة التلقيح الوطنية ضد كوفيد-19، لاسيما بعد توسيع الفئة المستهدفة بالتلقيح لتشمل الفئة العمرية 20 سنة فما فوق، مما  يدل على أن المغرب يتوفر على مخزون وافر من اللقاحات المضادة للفيروس، وأنه لم يعد هناك أي مشكل في الإمدادات رغم ندرة اللقاحات على المستوى العالمي.
وأشار الخبير إلى أن المملكة تعيش حاليا موجة إصابات جديدة ناجمة عن المتحور دلتا، والذي يصيب الشباب بكثرة، مضيفا أن توسيع حملة التلقيح للشباب يعتبر دليلا عل استجابة الحملة الوطنية للتلقيح بالنظر إلى خصائص هذا المتحور السريع الانتشار.
وأوضح أن إستراتيجية وزارة الصحة تتمثل في توسيع التلقيح، دفعة واحدة، لجميع الفئات الشابة من أجل استقطاب الأشخاص المقتنعين بفوائد التلقيح، داعيا الشباب إلى الإقبال الكثيف على التلقيح لأن المتحور دلتا لا يستثني أي فئة العمرية.
وبخصوص توسيع حملة التلقيح لتشمل المرضعات والحوامل ابتداء من الشهر الرابع، أفاد فتحي بأن هذا القرار جاء بعد تأكد اللجنة العلمية من أن اللقاح المضاد لكوفيد-19 فعال وآمن بالنسبة لهاتين الفئتين، وأنه لا يشكل أي خطر على المرأة الحامل أو جنينها.
ودعا الخبير جميع النساء الحوامل للإسراع بتلقي اللقاح من أجل حماية أنفسهن وجنينهن، لاسيما خلال فصل حملهن الأخير، إذ أن الإصابة بكوفيد-19 خلال هذه الفترة الحرجة من الحمل قد تؤدي إلى قصور في عمل الرئتين (بسبب وضع الجنين داخل الرحم) وصعوبة في التنفس.
هذا، وفي جديد الوضعية الوبائية المرتبطة بهذا الوباء ببلادنا خلال الـ24 ساعة الممتدة ما بين الساعة الرابعة بعد زوال يومي الاثنين والثلاثاء، فقد تم تسجيل 9778 إصابة جديدة و7365 حالة شفاء و105 وفيات فيما بلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ”كوفيد-19″ 47.2 بالمائة.
وبلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد  للفيروس 15 مليون و423 ألفا و440 شخصا، فيما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية 11 مليون و114 ألف و148 شخصا.
ورفعت الحصيلة الجديدة، العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 711 ألف و103 حالات منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 624 الف و776 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 87.9 في المائة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 10 آلاف و509 بنسبة فتك قدرها 1.5 في المائة.
وبلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 1949.7 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة وصل 26.6 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما وصل مجموع الحالات النشطة إلى 75 ألف و818 حالات.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة خلال الـ24 ساعة الماضية 314 حالة، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 1692، 1100 منها تحت التنفس الاصطناعي “58 تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي و1042 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي”.

سعيد ايت اومزيد

Related posts

Top