الطيب حمضي: مرض فلورونا يمكن أن يتسبب في ظهور طفرات ومتحورات جديدة

مضاعفات المرض يمكن أن تشكل خطورة على الفئات ذات المناعة الهشة

قال الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن “فلورونا” ليس بمرض جديد أو متحور جديد، فهو موجود منذ مدة، لكن الجديد هو إثباته لأول مرة بدراسات ودلائل طبية، مبرزا أن هذا المرض يمثل عدوى مزدوجة لكورونا وفيروس الإنفلونزا، وأنه “غير بعيد عن المغرب، بحيث يمكن أن يصل في أي وقت لأنه غير محدد بمعايير معينة”.

وأضاف الطبيب في تصريحات صحفية، أن خطورة مرض فلورونا تتجلى في إمكانية أن يسبب أعراضا شديدة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب عضلة القلب، خاصة أن الجسم يجد صعوبة في مقاومة فيروسين مختلفين. وأبرز الخبير المغربي أن الإنفلونزا الموسمية وحدها تقتل أكثر من 3650 ألف شخص سنويا.

وبخصوص طريقة انتقال العدوى، قال الدكتور حمضي إنه يستهدف الأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة، مشددا أن من بين تخوفات الباحثين هي وجود فيروسين في الجسم في فترة المرض مما يمكن أن يؤدي إلى ظهور متحورات وطفرات جديدة.

وأورد المسؤول الصحي، أن ظهور حالات من هذا المرض كان متوقعا لأن فيروس كورونا وفيروس الانفلونزا منتشران بشكل كبير في هذه الفترة، وهذا الأمر لا يدعوا إلى كثير من القلق، لكن بالمقابل يجب أخد الحيطة والحذر لمواجهة العدوى.

ولتفادي الإصابة بالمرض، دعا البروفيسور المواطنين المغاربة إلى التوجه إلى مراكز التلقيح لتلقي الجرعات الضرورية من اللقاح، وكذلك التلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية، خاصة كبار السن اللذين يعانون من أمراض مزمنة، إضافة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة، وتهوية الأماكن المغلقة.

أعراض خفيفة عند أول مصابة بفلورونا

وأدت الإصابة المزدوجة بفيروس كورونا وفيروس الإنفلونزا في إسرائيل، مؤخرا، إلى ظهور مصطلح “فلورونا”، الذي أصبح سماعه يشكل نوعا من التوتر الجديد.

وأثار هذا الخبر الكثير من القلق في عدد من مناطق العالم، خاصة مع ارتفاع حالات الإصابة بالإنفلونزا ونحن في ذروة فصل الشتاء. لكن العلماء الذين أبلغوا عن الحالة النادرة لامرأة شابة قالوا إن أعراضها خفيفة، وفقا لصحيفة “ذا صن”(The Sun) البريطانية. لكن لاحقا، خلال الأسبوع الجاري، تم الإعلان عن حالات أخرى في مناطق متفرقة من العالم، على رأسها إسبانيا وأمريكا.

وظلت مستويات الإنفلونزا منخفضة على مستوى العالم منذ بداية وباء كورونا، بسبب نقص الاختلاط الاجتماعي. لكن هذا الشتاء، مع عودة الحياة لطبيعتها في المزيد من البلدان خلال الأشهر الباردة، أصبح هناك احتمال أكبر أن تكون الإصابات بالإنفلونزا أعلى.

ويقترن ذلك حاليا أيضا بالانتشار السريع لـمتحور أوميكرون حول العالم. ورغم أنه أكثر اعتدالا ويمكن التغلب عليه بواسطة اللقاحات، إلا أن ذلك يعني أنه من المحتمل ظهور المزيد من حالات العدوى المزدوجة أيضا.

وظهرت على شابة إسرائيلية -حامل ولم تتلق اللقاح- أعراض خفيفة عندما خضعت للاختبار في المستشفى. ويزعم الخبراء في إسرائيل أن آخرين أصيبوا أيضا بالفيروسين معا، لكن لم يتم تشخيصهم بعد.

تحد كبير” للطواقم الصحية 

من جهته، قال البروفسور أرنون فيزنيتسر، مدير قسم أمراض النساء في أحد المستشفيات إنه في العام الماضي، لم تكن هناك حالات إنفلونزا بين النساء الحوامل أو أثناء الولادة. واليوم بدأت تظهر حالات من فيروس كورونا والإنفلونزا. خاصة لدى النساء الحوامل. “إنه بالتأكيد تحد كبير التعامل مع امرأة تصاب بالحمى عند الولادة، خاصة إذا كنت لا تعرف ما إذا كان المرض عبارة عن فيروس كورونا أو الإنفلونزا، لذلك تشير إليهما بالمثل. معظم الأعراض تنفسية”.

البروفسور فيزنيتسر قال إن المريضة الإسرائيلية لم تعان من أي أعراض شديدة أو غير عادية.

وأضاف أنه تم تشخيص إصابتها بالإنفلونزا وفيروس كورونا فور وصولها، وتابع: “جاء كلا الاختبارين إيجابيا.. المرض هو نفسه؛ يسبب صعوبة في التنفس لأن كلا الفيروسين يهاجم الجهاز التنفسي العلوي”.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إنها تدرس الحالة لتحديد ما إذا كان الجمع بين العدوى يمكن أن يسبب مرضا أكثر خطورة. لكن المرأة المصابة استجابت بشكل جيد مع الأطباء وعانت من أعراض خفيفة فقط. 

أعراض متشابهة 

ويساور الكثيرين عدة أسئلة حول فلورونا، وأهمها أعراضه، فما هي الأعراض الشائعة التي تؤكد الإصابة بالفيروس المزدوج؟

المتحور أوميكرون السائد حاليا حول العالم يظهر إلى حد كبير في شكل أعراض البرد أو الإنفلونزا.

وللتذكير فإن الأعراض الشائعة لفيروس كورونا ومتحوراته، تشمل: حمى أو قشعريرة- سعال-  ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس- إعياء- آلام في العضلات أو الجسم- صداع الرأس- فقدان جديد في حاسة التذوق أو الشم- التهاب الحلق- احتقان أو سيلان الأنف- الغثيان أو القيء- والإسهال.

أما أعراض فيروس الأنفلونزا الشائعة فتشمل: حمى أو الشعور بالحمى- سعال- التهاب الحلق- سيلان أو انسداد الأنف- آلام في العضلات أو الجسم- الصداع- إعياء- القيء والإسهال (أكثر شيوعاً عند الأطفال).

الصحة العالمية: إصابة عرضية

ولم تصدير منظمة الصحة العالمية إلى الآن أي تقرير عن الموضوع، واكتفى أحد مسؤوليهها، وهو الدكتور أمجد الخولي، استشاري الوبائيات للمنظمة في إقليم شرق المتوسط بتأكيد خبر الإصابة المزدوجة ضمن تصريحات صحفية، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم إثبات تلك العدوى المزدوجة بشكل قاطع، وإن كانت هناك عدة تقارير سابقة تؤكد إمكانية حدوث العدوى المزدوجة بين كوفيد-19 وغيرها من فيروسات الجهاز التنفسي.

وأكد الخولي أنه من المهم التأكيد على أنه حتى الآن لم يتم التحقق من العدوى المزدوجة من قبل منظمة الصحة العالمية، و”لكن ما نعرفه حتى الآن أن الإصابة المزدوجة تحدث بشكل عرضي”.

وتابع أخصائي الوبائيات أن الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بكلا الفيروسين واحدة، لذا فإن عدم الالتزام بهذه الإجراءات بما فيها استخدام الكمامة والحفاظ على التباعد البدني وتجنب الأماكن المزدحمة وسيئة التهوية، يزيد من فرص الإصابة بأحد الفيروسين أو كليهما، وتبقى اللقاحات هي الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من أو تقليل خطر الإصابة بهذه الفيروسات، حسب قوله. ونصح الخولي باستخدام لقاحات كوفيد-19 والإنفلونزا خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة أو للمضاعفات.

وفيما يخص العلاج، أكد الخولي أن لكل مرض بروتوكولات العلاج الخاصة به. ويعتمد اختيار البروتوكول المناسب بشكل أساسي على الأعراض السريرية وشدتها.

Related posts

Top