لقاء مع الكاتب المغربي حسن بحراوي

ضمن الأنشطة الثقافية لمعرض الكتاب الوطني المستعمل بالدار البيضاء، أقيم مؤخرا لقاء مع حسن بحراوي، بحضور ثلة من المثقفين والمهتمين بتجربته الأدبية، نسق أشغال هذه الجلسة الأستاذ عبد الرحمن غانمي الذي قدم المحتفى به حسن بحراوي بكونه من الكتاب المميزين في الساحة الثقافية المغربية، كاتب رحالة تهاجر كتاباته من مجال إلى آخر، غير منغلق في جنس معين بل له القدرة على الهجرة عبر الأجناس، فهو ناقد ومهتم بالحكاية الشعبية وروائي وشاعر يسعى للتجديد، ويشكل ملمحا أساسيا في النسق الثقافي المغربي والعربي بصفة عامة، له صوت متميز وهذه هي السمة العميقة للكتاب المتميزين، وتتميز أعماله بالراهنية إذ تستطيع أن تمتلك حياة و حيوات في سياقات أخرى.
بعد ذلك تقدم الباحث لعزيز لمتاوي بورقة تناول فيها تجلي الترجمة في أعمال بحراوي عبر مسارين: الأول؛ مسار الممارسة الترجمية، والثاني يتمثل في الحديث النظري عن الترجمة، إذ أن ممارسة الترجمة تنطلق من الزاد النظري كما تساهم في صياغته و تشكله، و يقدم حوله ثلاث ملاحظات؛ أولها التأريخ للترجمة من خلال كتابين ابراج بابل/ شعرية الترجمة: من التاريخ الى النظرية، و كتاب الترجمة العربية من مدرسة بغداد إلى مدرسة طليطلة/ دراسات في التاريخ و النظرية، والثانية: الترجمة بين الممكن و المستحيل من خلال مقاربة بحراوي للترجمة بين الإمكان و الاستحالة عن طريق ترجمة الشعر، و ذلك في الكتابين: “مدارات المستحيل” و “مقارعة المستحيلة.” والثالثة نحو صياغة شعرية للترجمة من خلال كتاب : “مأوى الغريب” حيث يتداخل التاريخ في بعديه الأفقي و العمودي بالنظري.
وقدم الباحث محمد محي الدين في مداخلته ورقة حول رواية “النمر الفيتنامي” التي تحكي عن نمر صغير يعيش في أحضان أسرة بعدما عثر عليه الوالد، وسيخرجونه إلى الحديقة، وظهور شخصية عز الدين في صورة البطل وطني رغم أنه مجرد واشي لا ذمة له سيتسبب في كارثة حقيقية. محاولا من خلال قراءته أن يبرز بعض الخصائص التي تميز بها البحراوي في كتاباته: كالتزاوج بين النقد والعجائبي، والشعبي التراثي، والمحكي البوليسي، والتخييل التاريخي.
وفي مداخلة أخرى لعبد الواحد العبدوني الذي أشار إلى أن عمل حسن بحراوي ارتبط مباشرة ببنية القارئ المبدع والمشاهد، والفنان، وذلك من خلال مجموعته القصصية “استوديو الجماهير” التي يجمع فيها بين عالمي الإمتاع والإفادة، والتي تكشف عن إبداع فوق العادة، لأن عمله استطاع عن جدارة أن يجمع بين ما لا يجتمع، حيث يقدم الجد عبر توليفة ساخرة ويسمح هذا العمل للقارئ أن يلج عالم القصة وأن ينقطع تماما عن كل ما هو آخر، وهو انقطاع يسمح للقارئ أن يصبح ذاتا تعيش عبر وفي القصة، بل وتساهم في بنائها ضمن لحظات خاطفة من القراءة والتأويل.
من الرواية والقصة إلى الشعر دائما في رحلة أدبية عن حسن بحراوي، قدمت نادية شفيق قراءة في ديوانه “الأرض الأخيرة لعشاق الترامواي” حيت تقول أن الكاتب “ظل مشدودا للنزعة الواقعية في تجلياتها المتعددة، من حيث واقعية المكان وواقعية الزمان، وواقعية الشخوص، وواقعية الحكي”، مؤكدة أن الجرد المفصل لبعض تجليات البعد الواقعي في تجربة الشاعر تكرس نزوع ذات لمبدع إلى التعبير عن حاجاته النفسية، ورؤيته الانطوائية في قالب واقعي صرف بداية بالفضاءات و الأمكنة ومرورا بطبيعة الزمن المؤرخ له، والشخصيات التي استدعاها الشاعر، علاوة على اقتدائه لمنحى سردي واقعي وسيط.
وفي كلمته عبر حسن بحراوي عن سعادته بتواجده في مكان لطالما ارتبط به وجدانا وذاكرة وفي سياق إجاباته عن الأسئلة المطروحة في المناقشة أو في أوراق، مؤكدا أن مجمل إبداعاته جاءت مصادفة واستجابة لأسباب نزول أو لتحولات طارئة على المجتمع والحياة أو حكاية وتوثيقا لأحداث عاشها.

> متابعة: أسماء امسيتن

Top